Powered By Blogger

الجمعة، 8 أغسطس 2014

الصمت التام....


صرح الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي مارك ريغيف: " بالنسبة إلى إسرائيل، أهم قضية هي نزع السلاح. يجب أن نمنع حماس من إعادة التسلح. يجب أن ننزع سلاح قطاع غزة". المطلوب قطاع قاصر لا يستطيع الدفاع عن نفسه . أستذكر ما قرأت وشاهدت من أفلام عن الهنود الحمر في أميركا وإستئصالهم من نسيج المجتمع الجديد . يعني أنهم يريدون محاكاة ما جرى في أميركا. ولا تستبعد أميركا ذلك بل ربما تشجعه. ونستمع إلى ما قاله كيري إذ أنه تحدث على شاشة الإذاعة البريطانية بي بي سي ولا إمكان له أو لغيره من التكذيب فهذه الإذاعة لا تكذب عندما تسجل  تكلم عن أهمية تخلي حماس عن ترسانتها من الصواريخ , وقال" ما نريد هو دعم الفلسطينيين في تحسين حياتهم والتمكن من فتح المعابر لإدخال الطعام وإعادة البناء والتمتع بحرية أكبر...ولكن يجب أن يتحقق ذلك بمسوولية أكبر حيال 
إسرائيل وهو ما يعني التخلي عن الصواريخ".

لا نزال نسمع بأن الإستسلام يؤمن لنا الطعام وإعادة البناء والتمتع بحرية أكبر. هذا كلام مهين. إذا إفترضنا جدلا أننا نقبل ما يفرض علينا من استسلام وخلافه كي نأكل ونصبح أحرارا أكثر فماذا يعني؟ الا يعني ذلك أن غزة لا تنعم بأية حرية إذ منعتها عنها اسرائيل بتأييد من حكومة المتكلم؟ ومن يضمن "الحرية الأكبر" إسرائيل أم حكومة الحاكي باسمها؟ أما الطعام فلا تسأل فهو على سبيل ما يأتي في المعايدات، يأتي ويروح وننتظر عيدا جديدا كي نأكل. نفرح إذا أطعمونا. ألا يذكرنا كل هذا بالهنود الحمر وما عانوا؟  على كل حال هم إنقرضوا ولم يبق منهم من يروي مآسيهم وما عانوا ولا خطر منهم الآن على أي أميركي أبيض. هذه المشكلة حلّت واكتسبوا من التجربة خبرات يستعملونها ما سمحت الظروف.

قلنا سابقا أن مقولة اراحة الناس من مشاكلهم بتوفير الطعام لهم في أحسن أحوالها مهينة. مهينة جدا هي. نحن نقبل تبادل المواقف. نحن نطعم اليهود مقابل التخلّي عن السلاح. طبعا لن يقبلوا إن لم يقولوا أن العرض هذا مضحك لا يستحق حتى السماع. نحن معهم في ذلك ونحن نريد ما يريدونه.  أهذا الطلب، طلبنا،  غير معقول؟ هذا ما يطلبه الناس أينما كانوا. يطلبون الحرية الكاملة وليس "حرية أكبر" . وأكبر بأي مقياس؟ مقياس إسرائيل مرفوض وكذلك المقاييس الأخرى. الحرّ يقرّر حريته، مداها وحدودها . الحرية مطلقة لا تحدها إلاّ حرّية الآخرين.

وماذا تعني إعادة الإعمار. أليست هذه مسؤولية من هدّم وتجبّر وقتل. أم هي مسؤولية المتكلم إياه وقد ساهمت حكومته في الحرب على غزة وزودتها أثناء الحرب، أي إبّان القتل والهدم بالذخائر؟  هذا ليس " حديث خرافة يا أم عمرو" ولا تهم تساق بل تصريح وتوضيح كتبنا عنه ووثقناه مصدره أفواههم . هم قالوا لنا ذلك. هم لا يخشون قول الحقيقة إذا كانت تثبت لليهود أنهم قاموا بأقل واجباتهم تجاههم وساهموا معهم ببعض الكفاءة في تهديم بلد لا حول له ولا طول وتناولوا أجرا  مقابلا لمبلغ من المال تبرعوا به لهم ليجروا إنتخاباتهم وهم مرتاحون.

ساهموا بمنحهم بلادا هجروا أهلها كي يمنحوها لهم بعد أن وعدوهم بذلك كتابة  فلماذا لا "يكملوا المعروف" ويمنحوا اسرائيل ما تبقى من فلسطين ’ الضفة والقطاع"  ؟  الضفة والقطاع يمثلان فقط 22 في المائة من فلسطين  والتي "عينهم عليها ولا تزال". والمناطق المحتلة منها  منحت لليهود على حساب من هجّر قسراّ من النصارى والمسلمين من عربها.

يقولون وبالفم الملآن أن على أهل ما تبقى من فلسطين أن "يضمنوا سلامة اليهود" ولا نستغرب إذا ما طلبوا ضمان صحة كل يهودي ما دام أنه جار في ارض  سلبوها منه في السابق الغير بعيد ؟ أليس عجبا أن نسمع ونرى وليتنا لا نسمع ولا نرى أن الطلب هذا جدّي ومحروس من الرعاة الضامنين لهم حسن المقام في بلادنا المسلوبة؟  لماذا نكتب... لست أدري ولكن نقطة البدء يجب أن نجد لها محلا ومكانا وزمانا وربما هذا وقتها:  كتابة لمن بستطيع وسيف لمن يقدر.

فلسطينيوا الإغتراب في بلاد الله الواسعة وفي مخيمات نصبوها لهم من زمان من أربعينات القرن الماضي في أملاك الغير تعويضا لبيوت صادروها.  فلسطسنيوا الإغتراب اصبحوا خارج حلقة النفوذ. جريمة هذه مصادرة بيوت الناس. لكن وعلى كل حال فأن أهل الإغتراب لم تعد لليهود وحماتهم كلمة يأمرونهم بها أو سلاحا يشهرونه في وجوهم وطبعا لا نعجب إن وجدوا بشّارا ما أو غيره من الجناة النافذين يقوم مقامهم ويعمل لحسابهم ينفذ ما استعصى عليهم من جرم صعب عليهم تنفيذه.  

هذا عن فلسطين وغزتها العصية عليهم. ولكن هل ننسى الماية ألف، آخر رقم وصلنا، مسيحي عراقي ممن هجّروا غصبا وبوحشية لم نسمع بمثلها في الغارب من الأيام. واليزيديين الثمانين ألفا الذين عوملوا بوحشية أيضا ربما فاقت كل ما سمعنا من قتل وتمثيل للدولة الإسلامية التي إسمها داعش. أميركا لم تهدد ولم تتوعد المعتدين. كلامها كان رقيقا حتى أن البعض يقول بأنه لم يسمع على لسان كيري أو أوباما ما يلفت النظر. طبيعي تصرفهم إذا صدقت هيلاري كلنتون، بقولها كتابة أن الذين ننتظر منهم كلاما سوياّ، هم من أسس وموّل وخطط لهذا الفصيل الغريب عنا وعن تاريخنا الحافل بالعزّ كما بالمآسي إذ لم يورد لما نرى اليوم مثيلا.

مسيحيوا الشرق لا يعدّهم أوباما بشرا. هم لا يستحقون الإهتمام. هم طارئون على هذه البلاد على ما يعتقدون أو أسهل لهم إعتبارهم كذلك، فيصبح رفضهم وعزلهم وتهجيرهم  من الأمور الطبيعية المقبولة التي لا تستدعي القلق ولا التدخل ولو بكلمة طيبة.

بالأمس  قال بطريرك الكلدان لويس ساكو متوجها بكلامه بكثير من الألم الى "مجلس الأمن ... والإتحاد الأوروبي والمظمات الإنسانية لمساعدة هؤلاء الناس الذين يواجهون خطر الموت متخوفا من حصول مذبحة إبادة بعد أن إحتلت داعش بلدات مسيحية كثيرة وهجرت سكانها ونزعت وأحرقت مئات المخطوطات القديمة.

"أوباما يبحث في عدد من الخيارات بين إسقاط امدادات إنسانية على سنجار وتوجيه ضربات عسكرية إلى مقاتلي الدولة الإسلامية المتمركزين عند سفح الجبل". هذا ما أوردته صحيفة النيويورك تايمز أمس  وكأن أميركا لم يكن لها يد في ما يجري.  حرب سنة 2003 واجتياح العراق والغاء جيشه ومؤسساته الإدارية كلها وترك البلاد في أيدي شركات أمنية قتلت هي أيضا ونهبت وشاركت مسؤولي الدولة الغازية في نعم الإستيلاء على مقدرات البلاد فبدأت بذور الشر تكبر وتقوى وتتمدد وأورثت البلاد حكما فارسيا وداعشيا أتى على ما تبقى. الآن يقتسم ورثة الغزاة خيرات البلاد ودساكرها ويدفع الثمن من لا حول له ولا طول من الذين لم يشاركوا "في النهاب وبالسبايا" وجلهم من الأقليات.

بالأمس، كشفت الإستخبارات الألمانية من برلين " أن أكثر من أربعماية متطرف إسلامي توجهوا من ألمانيا إلى سوريا، وأن نحو 25 منهم عادوا إلى البلاد مع خبرات قتالية". وليفهم الجمع ممن يتمرجل ويقرّر ما يشاء وليقدّر معنى هذا الخبر وخطره، هذا إذا شغّل عقله ولاحظ أن الأمر قد يبتطن خطراّ.


ما أوردنا اليوم خليط من مآسي جرحتنا وشط بنا القلم فجئنا "من كل واد بعصا" وكلها مآس مترابطة يديرها مركز واحد على رأسه شيطان أعمى. المسؤولية عن كل ما يجري لا تنحصر في باب ولا في شخص ولا في دولة. نتساءل بألم وخوف مما تخبئه الأقدار لنا، أين العرب وأين المسلمون مما يجري؟؟ لماذا لا ينتفض رجال الدين المسلمين من مشايخ ومفتين وآيات الله وغيرهم "ويدبوا الصوت" كلهم اليوم وغدا وكل يوم يليه فيصدروا الفتاوى القاطعة المانعة بمنع التعرض للمسيحيين للنهب والقتل والتهجير ويفرض على كل مسلم التمثل بالسلف الصالح وبنصوص القرآن الكريم فيحترم ويرعى ويدافع عن أهل الكتاب كما أوصاهم الله في كتابه الكريم ويوضح أن العقاب سيكون مؤلما في الدنيا كما في الآخرة ويقول للمؤمنين بكلام صريح وواضح أن القصاص في هذه الدنيا قد يصل إلى حد السيف عندها يرعوي "المجاهد والمبشر الجديد بالدين الجديد  " ولا يجرؤ على تكرار ما صنعت أيديهم ويمتنع عن تنفيذ ما يأمره به الأمير والأسافل ممن لا دين لهم ولا إله لهم إلا المال والحواري والنهاب والسبايا. جيل جديد من المبشرين بدين جديد لا إسلام فيه ولا نبي ولا رسول ولا خلق ولا ضمير، دين ديدانه المال الوفير والعيش برفاهية بأسهل طريق إبتدعتها عقول مريضة . المخزي أن هناك من يدعم ما يقومون به ومن زوايا ومطارح لم تكن في الحسبان. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق