Powered By Blogger

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

لا أعلم من أين ولكني أتيت....


إيليا أبو ماضي الشاعر اللبناني المغترب، في طلاسمه يقول:
لا أعلم من أين ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت
وسأبقى ماشيا ان شئت هذا ام ابيت
كيف جئت؟ كيف ابصرت طريقي ؟
!لست أدري

ويتساءل وسؤاله كبير، كبر المتواضع الواثق ، لماذا أتيت ومن أين أتيت ولماذا مشيت وهل مشيت؟  ويجيب فيقول :لست أدري.
وطريقي ما طريقي؟ أطويل أم قصير ؟
هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور؟
أأنا السائر في الدرب أم الدرب يسير
ام كلانا واقف والدهر يجري؟
لست أدري!

الرغبة ثم القدرة على قول الحق لا شبيهه تتوفّر فقط للكبار الكبار. والعالم اليوم قلّ الرجال فيه وكثر المشتبهون. ليس فيهم من يعترف 
بأنه "ليس يدري" فيضرب "خبط عشواء"  كما سبق زهير بن أبي سلمى وقال في معلقته:

وأَعْـلَمُ  مَا  فِي الْيَوْمِ  وَالأَمْسِ  قَبْلَهُ          وَلـكِنّني عَـنْ عِلْمِ مَا  فِي  غَدٍ  عَمِ
رَأَيْتُ  المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ  تُصِبْ           تُـمِتْهُ  وَمَنْ  تُـخْطِىءْ  يُعَمَّرْ  فَيَهْرَمِ

اليس هذا ما يصيب هذا الوطن الغالي على كلّ أهله عدا المشتبهين المخنثين المحرومين دينا ودنيا من دواعش ومن يليهم . آسفون نقول أن أكثر من نحن اليوم بحاجة لهم أحبوا بلدهم أم لم يحبوه ، لم يعد البلد أولية لهم. أولوياتهم في مكان آخر تحكمه المصالح والرؤى المسوّق لها من هيئات ودول وحتى أفراد نعرفهم بالإسم والإنتماء والمذهب. وأمراؤهم والرؤساء نعرفهم. نشكّ حتي في  القدرة على إستعمال العقل عندهم ولو لأيام حتى ينجزوا ما يدعون أنه حق وواجب. هم في الإجرام متمرسون ولكل فصيل منهم نوع منه يبزّون الغير فيه ونظن، والظن إثم، أنهم يدرون ويعلمون وليسوا هم من يقرأ لإبو ماضي ولا لغيره من العقّال، فالعقل والضمير كما أسلفنا لا يتجاوران حتى 
فالضمير عندهم مستتر ونأسف للتكرار.

قرأت اليوم في جريدة النهار عن (و.ص.ف.، رويترز، أ.ش.أ) , أي ما قرأت موثق عن أوباما وكاميرون ما يلي:
أوباما: "وفي ادغارتاون بولاية ماساتشوستس الأميركية، قال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس باراك اوباما أبلغ الكونغرس أنه وافق على غارات جوية أميركية في العراق للمساعدة في إستعادة السيطرة على سد الموصل الذي أوضح البيان أنه أمر يتفق وهدف أوباما الخاص بحماية 
المواطنين الأميركيين في العراق.

وأضاف أن "تعطل سد الموصل يمكن أن يهدد أرواح عدد كبير من المدنيين ويهدد الأفراد الأميركيين والمنشآت بما في ذلك السفارة الأميريكية في بغداد " الى آخر ما صدر..

ما قاله أوباما يبتطن معلومتين واضحتين تحددان لنا سياسته في العراق وكردستان والدولة الإسلامية داعش ولا سوى ذلك.  الأول والأهم منع إحداث ضرر في السد الكبير لأن ذلك "قد" يلحق الضرر في مبنى السفارة في بغداد والمنشآت ألاميركية طبعا إذ أنه : أمر يتفق وهدف أوباما الخاص بحماية المواطنين الأميركيين في العراق .

 اليس مما يلفت النظر أيضا أن داعش وحدها مذكورة في سياق الإرهاب ؟ وماذا لو رأينا ظهور داعش آخر ألا تشمله هذه السياسة.  
أما الهدف الثاني فهو تسليح جزء من العراق لينفذ له هدفه الأول. فالأسلحة التي يزوّد الكرد بها والضربات الجوية الأميركية حماية للسد وعلى بعض أماكن تواجد داعش  ليست أمراّ يستحق أن تكون لحكومة العراق رأيا أو حتى معرفة فيه. أي أن على العراق أن يقرأ في وسائل الإعلام ما يجري في كردستان العراق. أهذا أول الغيث وأول خطوة في تقسيم العراق عرقياّ. دليل على ما نقول أن داعش تضرب بالطائرات في كردستان العراق فقط. لماذا؟ اليست داعش أتت السد في العراق من سوريا وتكونت وأخذت الحجم المخيف للغرب في سوريا 
أيضا؟  

نقول مع أبو ماضي: لست أدري . أيكفينا أن يكونوا هم من يدري فلا نجهد النفس في إنجاز سياسة أميركا في هذه البلاد المأسورة من حكامها ومن سبق وذكرنا ومن أميركا أيضا.

أما كاميرون فإنه "كتب في مقال نشرته الصندي تلغراف في موقعها الإلكتروني أن الغرب متورّط في صراع ممتد على مدار أجيال ضد نوع من التطرّف الخطير الذي سيجلب الإرهاب إلى شوارع بريطانيا إذا لم يتخذ إجراءات عاجلة لدحره."

أولاّ "إن الغرب متورّط في صراع ممتد على مدار أجيال ضد نوع من التطرّف الخطير". كلام خطير وكلام كنا على مدى الأجيال التي ذكرها النجيب المفوّه كاميرون نتساءل عن ماهيتها.  السؤال الطبيعي الشفّاف الواجب على كاميرون الإجابة عليه هو هل كان ما أنجز لحساب اليهود في فلسطين هو المقصود من كلامه؟ وعد بلفور وإنشاء دولة اليهود وتهجير أصحاب فلسطين منها ووضعهم في مخيمات ذلّوا فيها وجاعوا وهجروا بعدها  واستبيحوا مراراّ ما "تورط الغرب فيه؟"

هو كذلك ولسنا بحاجة للإجابة. لم يعوا أهمية واخطار ومفاعيل  ما أقدموا عليه والسؤال الوارد: لماذا لا يدفعون هم  ثمن الإثم الذي إرتكبوه ويشاركوا الشعوب التي عانت مدى الأجيال، على قول كاميرون، ولا تزال. كلنا الآن في مقلب واحد وهنا نحن ندري.

ومن أخبارنا المتصل بعضها بالبعض الآخر ذكرت الصحف أن البنك العربي وهو أقدم بنك وأهم البنوك العربية سيحاكم أمام القضاء الأميركي وقد بدأت إجراءات المحاكمة الاسبوع الماضي. للتذكير ففي تشرين الثاني 2012 نجح المصرف في قرار من القضاء الأميريكي قضى بأن لا وجه لإقامة دعوى بعد شكوى مماثلة تقدم بها المسؤول الإسرائيلي السابق ماتي غيل. لماذا الآن تفتح بوابة محاكمة البنك العربي والذي إذا أدانته المحاكم الأميركية سيفتح الباب أمام محاكمة بنوك عربية أخرى.

الجديد أيضا أن أميركا تبحث بالتعاون وإيران في كردستان ضد داعش وغيرها. إيران شيعية ومعنية مباشرة بالمشكلة لكن إدخالها في شأن سنّي سيثير السنة وربما تشعبت الحروب وتمددت فاتحة الباب للمزيد من المآسي في الأرض العربية كلّها.

خبر آخر أهميته في رؤيا من يقرأه. بموجب أرقام تردنا كما ترد وسائل الإعلام ، ما بين1074 إمرأة يزيدية و1500 هم أسرى لدى الدولة الإسلامية. قسّموا النساء إلى يافعات وكبار في السن. اليافعات يعلنّ إسلامهن ويتزوجن من مجاهدي داعش وإلا " السجن المؤبد" ولا نعرف أن لديهم سجون ولا ندري إن كانت سجونهم كمستقبلهم أبدية أيضاّ.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق