Powered By Blogger

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

غزة والامارات وقطر

غزة والامارات وقطر

خمسون يوماّ والحرب في غزّة  على مداها تدمّر وتقتل وتهدم عمدا ودون تمييز وفي كُلّ إتجاه وعلى رأس من رست أو وقعت ولم تجدٍ من ينظر ولو بقليل من العطف أو الشفقة ولم تحط رحالها إلاّ في اليوم الحادي والخمسين هكذا وفجأة ودون إنذار سابق وكان سكوت المدفع والصاروخ مدوياّ في غزة والضفّة وباقي أنحاء العالم  . الهدم والقتل والتدمير لم يتوقّف إلاّ مرات ثلاثة أعتبر أنها إستراحة المحارب المحتاج لإعادة تجهيز عسكره وإعطاء المحارب والناس فرصة ليجسّ ما إحتجّ من جسده لإنتظار طال أمدُه أو إنزِواء دون حراك أرّقه وأتعب مفاصله.

وكان ما كان وانتهت الحرب وبرز البطلان كأنهما جبلان يتبارزان كلاما لا يخيف الناس ولا يزلزل المنازل ، يعلن كل من البطلين بهذا الكلام إنتصاره على خصمه. الأوّل يقول أن كفاحه وصموده أنهك العدو الذي قبل شروطه واستسلم. والثاني أن خصمه قبِل الشروط وعليه أنهى هو الحرب دون أن يتنازل عمّا كان عرضه في الأصل. لا بأس، المهم أن الحرب وضعت أوزارها وإن انتصر الفريقان.

أهل غزة آبوا من الحروب بفتح المعابر وربحوا الحق في الصيد البحري على عمق أميال ستة ووعد أن ينحصر النقاش والمفاوضات التي تقرر موعدها بعد شهرين على إقامة ميناء ومطار في القطاع.  السلاح لم يُذكر في معرض الأخبار عن إنتهاء الحرب ويظهر أن البطلين وجدوا ان إغفال ذكر السلاح لا يضّرُهما.

ونتانياهو غنم الهدوء على الجبهة وسلامة المدنيين في أرض السلام وإلحاق غزة بالدولة المركزية في الضفة. وطبعا، ولمدة طويلة إعادة إعمار ما تهدّم وإنشاء بنية تحتية لم تكن أصلا موجودة قبل الحرب سيعطي كل أهل القطاع فرصاّ للعمل فتتحسن أحوالهم ويمتنعون في المستقبل عن المواجهات العسكرية.

مستقبل نتانياهو السياسي بعد كلّ ما جرى وما تأثّر به الشعب اليهودي  والإدارة الأميريكية يتأرجح ولا ندري إن كانت هذه الحرب آخر ما يقوم به من أعمال خدمة للشعب الذي إنتقاه.

غزة لن تكون مصدراّ للخبر وسيبدأ ناسُها بلملمة الجراح ومحاولة التأقلم مع المآسي التي عاشوها. وهذه ليست المرّة الأولى التي ألزمتهم إسرائيل عَيشَ المآسي ونأمل أن تكون خبراتهم السابقة عونا لهم على ما شاهدوا وعانوا هذه المرّة.

وتنقلنا الأجواء إلى خبر جديد ولكن تبيان أمره كان مغلّفاّ شابته التناقضات التي لا تُعدّ ولا تُحصى فمن قائل أن الخبر صحيح والبعض الآخر ينكر ذلك ولكن للخبر أساس وسنجرّب قدراتنا العقلية على فهمه وننقل ما نستلهم لمن يحٍب أن يطّلع.

الخبر مفاده أن طائرات مقاتلة أغارت على قواعد منظمات إسلامية متشددة في ليبيا   إنطلقت من مطار حربي مصري لتنفيذ المهمة . الطائرات المغيرة أتت من الإمارات العربية المتحدة. أي أن الإمارات في حرب مع ليبيا أو أنها تعاون ليبيا بضرب متشددين.  طبعا لا حرب بين الإمارات وليبيا  وإلاّ كان الخبر أهمّ وأكبر وإن صدق الخبر فإن الإمارات تلقّت من ليبيا طلبا للمساعدة ولم تتردد.

المثير أن مصر تنفي إستعمال أيٍ من مطاراتها لهذه الغاية وأميركا صُدمت بالخبر والإمارات لم تُعلٍق بما يشفي الغليل. الكل يتساءل ولا من مجيب لأن القادر على الجواب يتساءل هو أيضا.

والأجواء حاضرة ناضرة لا تملُ من تنوير البشر بما حصل ويحصل وإن بمقدارِ. ما العلاقة بين قطر من المذهب الحنبلي الوهابي والدولة الإسلامية. السؤال يُطرح لأن قطر، على ما يقال ويروى ، تدعم الدولة الإسلامية بالمال وغيره، ولا نعرف ما غيره،  وأن لها عندها من النفوذ  ما يفُكّ الأسرى وينصف المظلومين.

ما هي مصلحة قطر الغنية التي حققت حجما لها لا يتناسب ومساحتها وعدد أبنائها. ماذا تبغي من تأسيس علاقة مميزة ودولة الإسلام؟ نعلم كما يعلم الجميع أن قطر دعمت الإخوان المسلمين في مصر بكل قواها ولما خسروا حكمهم لمصر تركت قطر بينها وبين مصر مساحة من الجفاء. طبعا هناك إلتزام ديني واضح لقطر ولكن السؤال يتعلّق فقط بالدولة الإسلامية التي لم تعجز أبدا عن تأسيس عداوات لها في كل بلد عربي وأكثر البلدان الغربية.

هل هناك من المنطق في كلّ هذا ما غاب عنّا  ولم نتمكن من سبرِ أغواره ومكنوناته. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق