Powered By Blogger

الأحد، 24 أغسطس 2014

هل يستفيق الضمير

هل يستفيق الضمير

اهلا بك أيها الضمير.. ما أطول ما نمت. سمعت هذا الكلام وتلفّتت حولي وسألت من أعرف عمّا يجري علّ فيما تأتينا الأخبار به ما يسمح لنا بالتأهيل بضمير بعد أن غاب  طويلا ، وكنّا دفنّاه منذ أمد ونسيناه فما عدا مما بدا فاستفاق؟ لم يستفق إنما حق المحبط بالتفاؤل قائم مضمون لا يفصل عن من وجد بالتفاؤل طريقاّ يبعده عن الجنون
ضمير من نناشد ونستنهض. ضمير من أمر فهدم صباح اليوم برجاّ سكنيا من إثني عشر دوراّ فمات من مات وتهجّرت أربعون عائلة لم يرحمها الله ولا الضمير فنجت من موت لتنتقل إلى السؤال والعيش تحت سماء لا تعرف إلاّ صواريخ نتنياهو ويهوديي بلده. نتنياهو بلا ضمير ويظهر أنه ولد هجيناّ تنقصه بعض أجزاء جسمه النتن
ضمير البغدادي خليفة المسلمين المزوّر والهجين، صنيعة نتنياهو وأجهزته. اليوم حرّك الداعشيون جبهة عرسال من بقاع لبنان وأعادوا الخوف والذعر هناك والجوار.  إلى أين سيأخذوا لبنان في حروبهم وتعدّياتهم وهل يأملون في سوريا أخرى أو عراق آخر ما داموا أحراراّ ولا من يسأل.؟
ضمير المرشد الوالي الفقيه الجالس سعيداّ على رقاب شيعته ومن يجلس منهم على رقاب غيره مما كان سوء حظه أن يقع تحت السطوة والسيطرة  المذهبية التي تعطي المرشد كما الأحزاب الإلهية التي إبتدع الهيبة والقوة؟ ضميره مشغول في توسيع رقعة نفوذه وسلطانه وقدرته على إلزام الناس بالتشيّع له سياسيا إن لم يكن مذهبياّ
في بلادنا لا حاجة لأن نستلهم أو نناشد أو نستنهض فهم جيراننا وإخوتنا وعندهم من الهموم ما يكفيهم فلا يجوز لنا أن نتعبهم أكثر مما هم يتعبون فحق الجيرة علينا أن نتركهم وشأنهم ولا نتطفل عليهم وعلى ما هم يعملون. أتركوهم فمستقبلهم ومستقبل من هم اليوم في الدقّ واحد لا فرق بين من أتته داعش أو مثيلاتها  ومن داعش أو مثيلاتها  في طريقها إليه. كلنا "في الهوا سوا"
أحدهم وجد الموجود فقال: كل ما حدث بعالمنا الإنساني من كوارث وأزمات ومحن وحروب ومجاعات ينبع من أصل واحد هو ازمة الضمير. وعليه وبما أن أحدهم وجد السبب فعلينا أن نترك للزمن أن يحلّ ما يتعبنا ومع الزمن يستفيق الضمير ويكون "من ضرب ضرب ومن هرب هرب" والمشكلة حلّت حالها
باراك أفندي أوباما عنده ضمير خلافأّ لما ذكرنا في مناشداتنا ولكن هذا الضمير غائب عنّا مشغول في أمور أخرى . لا تهمه أخبار هدم هنا وهناك وموت هنا وهناك فصغائر الأمور لا تهزّ الضمير عنده وهو ساه عن هذه الصغائر على كل حال. غزة والألفي قتيل ونيّف وقتلى اليوم الذين لم يحسبوا حتّى الآن،  مع علمنا بحق إسرائيل بالدفاع حتى إستباقياّ عن سيادتها، وعرسال اليوم ونحن نعرف أن فرق الوقت لم يسمح له بعد بالإضطلاع على مجراها والناس كما في كلّ الدنيا وعلى مدى الدهور يولدون ويعيشون ويموتون بعضهم لأن وقتهم حان والبعض لمرض أو جوع أو ذلّ أو قتل بأحد الأساليب المعتمدة ، بالسيف أو بالرصاص والقذائف والقنابل على أنواعها والسرد يطول ولا فائدة من التعداد فشعوبنا تعرفها بتفصيل تام
ماذا نقول في ضمير أوباما غير ما سبق وذكرنا؟ لاخير في أن نضيّع من الوقت والكبرياء فنناشده . مناشدته لا تسمن ولا تغني من جوع. هو مرتاح في البيت الأبيض وحيث يصطاف هو وعائلته بعيداّ عن مركز عمله  لا بد من إستراحة له بعد أن قام بالكثير من الأعمال المتعبة وهو الآن يشرّج بطّاريته وربما الضمير إن تذكّر
نستعير من المتنبي وكنا إستعرنا واقتبسنا منه الكثير ونعاود ونقتبس في الكبائر والصغائر  والنقيض:
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ.... وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارم
    وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها.....وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
ما نسمعه ويسمعه الناس، كبيرهم وصغيرهم عن القادر من وعود يغضقها لم تعد تنطلي على أحد وبالطبع أطفال غزة وأطفال من يعاني من تدخّل الإرهابيين المذهبيين في العراق وسوريا ولا يعطوا سبباّ للتفاؤل. العكس هو الصحيح. ما يسمعه الناس من القادرين يزيد من إحباطهم ومن تشاؤمهم ونخاف أن يتحوّلهم هذا الرعب إلى عمل يشبه أعمال داعش. هم الآن عجينة طيّعة في طور التهيئة لإختراق بنيتها فيساقون متى نضجت الظروف قسراّ ودون علم منهم إلى طريق لا خير فيه ولا يلاموا على سلوكه
عندها وعندها فقط قد يستفيق الضمير ويكون ما تمّ تمّ والوضع تغيّر ليس على ذوقهم  وأصبح أمراّ مقضيّا.  ألا يجدر بالقادرين أن ينزووا حيث لا يطالوا فيفكّروا  ويبتدعوا من الحلول ما هو مفيد أم أنهم يتشبهون بنومة أهل الكهف ويفيقوا على دنيا عندما يفيقوا ، لا يعرفونها تنبذهم إلى حيث ينزوون على طول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق