Powered By Blogger

الخميس، 14 أغسطس 2014

أوليات


كلما رأيت صورة باراك حسين أوباما أو سمعت صوته تراءت لي صورة وصوت متزمت أصولي بلا رؤيا ولا ضمير  يرى الدنيا كلها ملعبا له ولأهوائه والساكنين فيها لا محل لهم فيها. هم سراري ونساء نكاح الجهاد وعبيد يتلقون ما يفرض عليهم وينفذون.

 استعبادهم وهدم بيوتهم وسلب ما يملكون وقتلهم ذبحاّ أو صلباّ أو دفنهم أحياء، من كانوا،  لا يستأهلون لفتة أو نظرة أو كلمة فيها لمحة من شفقة لأنهم كما أسلفنا لا يعنون لهم ولغيرهم شيء. ليست هناك لامبالاة كما تكتب الصحف لأن ليس هناك موضوع معروض يتخذ أوباما بشأنه موقفاّ، فأين إذن أتت هذه التهمة، تهمة اللامبالاة؟ 

الواقع أنه يبالي لكن وقته مأخوذ. هو مشغول بأمور أهم . غزة وإخضاعها لإسرائيل هدف سام لا يمكن إلا أن يتابعه. إنشاء دويلات تتماهى إسرائيل بها وبوجودها مما يستدعي غضّ النظر عمّا يجري في الموصل وكردستان. ما يجري هناك يضمن استسلام غزة وإخضاعها لربيبتها. إذلال المسيحيين واليزيديين  في العراق وهم ولا يجوز أن نغفل، منتشرون بالملايين في أنحاء هذا الكون ، يسهّل على أوباما خدمة اليهود في إسرائيل لإستعمار غزّة.

الأهم اليهود في البلد الذي يرأس، وهم من هم، في سخائهم مالا ونفوذا لمن يتطلع هو أو آخر لمنصب كبير. الرئاسة قمة حلم وطموح يمنحوها لمن يخدم مصالحهم.  الرئيس يحكم وبأكفأ إذا ما إستقرت له أكثرية برلمانية من حزبه. وهم على ذلك قادرون. وأوباما ليس وحده متآمر علينا وليس ما يحدث إبن ساعته..

كتب دومنيك دو فيلبان ، رئيس الوزراء الفرنسي سابقا في جريدة لوموند  الفرنسية يقول" منذ تسع سنوات وكل يوم جديد يحمل الينا اخبارا مجزرة جديدة بشعة. مئات الآلاف من مسيحيي الشرق هم اليوم مهددون بالموت والتشرد على الطرق. نساء وأطفال وشيوخ يموتون عطشاّ في الصحراء العراقية. ذنبهم الوحيد أنهم مسيحيون.

تسع سنين يقول دو فيلبان . الغزو الأميركي بدأ سنة 2003 وبدأ التهجير أو الهجرة. أي أنه وبالصدفة تزامن والطحشة الأميركية وزادت بعد ذلك  بعد أن إنسحبت أميركا من العراق وبعد أن تناقص عدد المسيحيين في العراق، أي الذين لم يهاجروا، من ما يقارب المليونين إلى النصف مليون الذي بقي يعاني في بلده. لماذا لم يهاجروا؟ بعضهم يظهر أنه يحب وطنه فقرر البقاء فيه وذلك أمر طبيعي ومحمود والبعض لم يحمل في جيبه ما يؤهّله للرحيل فاكتفى من الرحيل بالبقاء. كلاهما دفع الثمن غالياّ.

السلاح المسدد ثمنه من السعودية إلى فرنسا ومقداره ثلاثة بلايين دولار أميركي، تأخّر. هذا السلاح إشترته السعودية للبنان فهو ملكه  يستعمله دفاعا عن أرضه.  المصادر الفرنسية في وزارة خارجيتها تقول بأنها " تتشاور مع باقي المجموعة  قبل تسليم السلاح المطلوب  المتصل بالهبة السعودية  وليس بالسلاح الذي سيقدم من تلك المجموعة". اما المجموعة فهي الدول التي تأسست في أيلول 2013 وقررت تقديم السلاح المطلوب من القيادة العسكرية اللبنانية.

السبب في التأخير منع إرسال سلاح ترى فيه اسرائيل خطرا على امنها . وقيل أيضا ان واشنطن ضغطت على فرنسا للإمتناع عن تسليم الجيش مقاتلات لما يشكل ذلك من خطر على إسرائيل. لا أكرّر ، الكلام فقط للتأكيد بأن واشنطن وتل أبيب بلد واحد له رأي موحّد في لبنان وحاجاته وربما مستقبل ما يخبأ له أو أن يكون عليه.

المملكة السعودية وهبت لبنان مليار دولار منذ يومين ليشتري السلاح الذي يحتاج من المصادر المتوفرة وذلك بسبب التسويف السابق الذكر في تسليم لبنان السلاح المشترى، والأخبار توحي بأن الأتفاق السعودي الفرنسي السابق لتزويد لبنان بحاجاته هو قيد المراجعة والأرجح أن الإتفاق سيلغى لأن ما يشترى بهذه المبالغ ليس ما لبنان بحاجة إليه..

هل إلتزمت الدول الكبرى بقرار مجلس الأمن الدولي الصادر سنة 2001 تحت رقم 1333 والمتعلّق بمكافحة الإرهاب؟  أم أنه كان لبعضها مصلحة في استخدام الإرهاب خدمة لمصالحها السياسية والأمنية والإقتصادية؟ وهل تمّ التصدي له بكل الوسائل وفقا لميثاق هيئة الأمم المتحدة. الجواب القاطع هو أنها لم تقم بأي عمل جدّي لمكافحته.

لم تعد للدبلوماسية والكلام المنمق مكان. الذهول أصابنا من تلكؤ الغرب حيال الأقليات. الغرب قسّم البلاد وقرر أين تسكن الأقليات وهو اليوم يشاهد تهجيرهم أو هو يرعاه لا نعرف. على كل هم راحلون ويدوّرون على مكان سكن يستأجرونه للسترة. 

مؤخراّ كشف وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني أن الجهاديين قتلوا المئات من أفراد الأقلية الأزيدية ودفنوا بعضهم أحياء واتخذوا من النساء سبايا لهم. فهو ثبّت رسميا بأن ما نروي ويروى الآخرون صحيح أكيد.

وقف المراقبون السياسيون مذهولين حيال تلكؤ الدول الغربية في مساعدة العراقيين من الأقليات المسيحية والأزيدية الذين يطردهم تنظيم داعش من أراضيهم. ماذا جرى للعالم ليقف عاجزا متفرجا على هذا النحو على ما يجري في العراق ويهدد المنطقة بأسرها؟

بدا الأمر مستغربا للجانب المتعلّق بالمنطق المستخدم حول التدخل الأميركي الجديد,وهو تلبية طلب نوري المالكي  والذي تطالبه واشنطن بالتنحي والإفساح لغيره لينقذ العراق. الملفت للنظر أن لا روسيا ولا الصين ولا إيران علّقت عل القصف.  بغض النظر عمّا إذا كان في موقعه أو هو يستخدم ذريعة لمواجهة المعارضين.


أوباما رئيس ولكنه أب وزوج. كيف يستطيع النوم. عندما يسمع ما يسمع ألا يفكر بالزوجة والطفلتين. ألا يقارن ويوازن ويغضب أم أن سلامته وعائلته تختلف عن زوجات وأولاد  المسيحيين في الشرق واليزيديين في العراق ولذلك لا داعي للأنفعال؟ ضمير مستتر ربما أو لا ضمير عنده وعند كل من ينحو منحاه ويسلم بحق البعض في القتل والنهب والتهجير ، أعني بإستثناء إسرائيل فللأخيرة تتميز على غيرها تماما كزوجة وطفلتي أوباما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق