Powered By Blogger

السبت، 27 فبراير 2016

أوباما المتردِّد وبوتين الأرعن

حدود الإنحطاط الخُلقي تعداه أوباما بأشواط. ترك سوريا لروسيا وإيران تهدمان ما تبقى منها وتُرَحِّلان من تبقى. إيران وروسيا تحرثان الأرض بحيث تنتهي الحرب على أرضٍ حفراء نقراء لا ينبت بها عشب ولا يقيم بها بشر . واليوم أتحفونا بهدنة نأمل أن لا تكون خدعة تكملة لمشروع بدآه و لا ينكران أو يُخفيان ما يهدفان إليه. في أحسن الأحوال وإذا نجحت الهدنة فهي إستراحة لمحارب تعب ويُطلبُ منه أن يعود مرتاحا لإطلاق النار.

إحصاءات اليوم والغد مهزلة لا تعنينا لأن بلدا سكانه لاجئون لاحول لهم ولا قوة لا يترك للأرقام معناً فالأرض محروثة بغضب والناس غائبون بحقد. روسيا وإيران تحققان الإنتصار يوما بعد يوم وأوباما ينظم الشعر بعيد الحب وسبقه نيرون فأحرق روما ليُغَني. ما الفرق؟ لا أحد في هذا العالم إلا ويعرف أن الدول تحقق أهدافها دون أن تتطلّع إلى الثمن ودافعيه. هكذا فعل كل بطلٍ في تاريخ الدنيا من هولاكو إلى هتلر و يتجدد اليوم برعاية أوباما وقبل أن ننسى ما فعلوه بفلسطين.

وجدانياتنا هذه لا تحُلّ أزمة ولا تُطعمُ جوعانا ولا تحمي من طيران يقصف وجيوشا لا شأن لها بسوريا تغزوا وكأن أهل البلاد أعداؤها منذ القِدم. إن أفادت ولن تفيد فهي صرخة إنسان يحرِّكه ضمير قرأ التاريخ واستفاد من عِبَره وينظر إلى غدٍ يُصَحِّح ما إبتلينا به من أعمالٍ تبناها أوباما ونفَّذها الوالي الفقيه وقيصر روسيا بِحُجَّة حماية النظام وقائده النائم في غيبوبة تطول ، فهو لا في العير ولا في النفير،  يزول سبب وجوده عندما يروق ذلك لمن يحميه.

لا نبغي الإطالة وذكر دول أخرى تعاني فالكلام يطول ولا يزيد من علمنا وغضبنا ورؤيانا للإنحطاط السائد في دنيانا ولا يدُلُّنا على طريق نسلُكه ولكنه يؤكِّد المؤَكَّد  فهو من باب " لزوم ما لا يلزم".

قال معاوية لابن عباس وقد كف بصره‏:‏ أنتم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم، فقال‏:‏ وأنتم يا بني أمية تصابون في بصائركم‏. وقال لرجل من أهل اليمن‏:‏ ما كان أحمق قومك حين قالوا ‏(‏ربنا باعد بين أسفارنا‏) ‏ وكان اجتماع الشمل خيرًا لهم، فقال اليماني‏:‏ يا أمير المؤمنين‏:‏ قومك أحمق حين قالوا‏:‏ (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء) ولم يقولوا‏:‏ فاهدنا له‏.

ألم يتغير الزمن ويحين وقت الرجوع للسلف كي نستفيد من حِكَمٍ تداولوها منذ أكثر من الف وأربعمائة عام؟. أم علينا أن نتمثل بأهل الكهف وننام على أمل أن نستفيق بعد الف عام فنجد أن الدنيا تغيرت؟.  وهل بلغ العهر بمن يدير العالم أكان إسمه أوباما أو بويتين  أن يبقيانا حاضرين ناضرين نتابع بآسى ما يقومون به من أفعال ويتلذذون بما يسفكون من دماء ويهتكون من أعراض مع إصرار منهما أن نشاهد بفزع نتائج إجرامهما وندعو لكليهما بحياة طويلة تواكبها نوائب تطالهم وعائلاتم وكل من يُحبّان كي يتجرّعا الكأس التي لم تفارق شفاهنا منذ أن وُلدنا؟.


27/2/2016

السبت، 6 فبراير 2016

هل للإجرام حدود يقف عندها


في سياق الجدية الضميرية الصافية لا كلام يقال ولا نقاش يدعمه علم ومعرفة وصدق يجري. التواتر وتكراره كان ولا يزال سيد الساحات يُمضَغ ويمضغ ثم يُلفظ ويستعاد ويتكرر ويُجتر

هل يجوز لعاقل أن يتوقع من ممارسي البشاعة السياسية في أقصى حدودها ، في القتل والتهجير ومنع الأطفال من الحصول على حد أدنى من العلم والطبابة والدفء في حضن أم وأب كان يجب أن يعيش كي يحيو،  هل يجوز أن يتوقع ما لم يقدمه هولاكو وهتلر ولن يقدمه بشار وبوتين وكيري ومُعلمه فتبقى القضية السورية على حالها ويموت الناس قهرا ووجعا وجوعا وبردا بينما هم يتنزهون في بلاد الدنيا الواسعة ، يقبضون الرواتب من هيئة عفا عليها الزمن وأصبحت بابا للإرتزاق لكل من سنحت له فرصة واقتنصها!  وتسمى زورا وبهتانا  هيئة الأمم، فلا هي هيئة ولا للأمم فيها مكان. هي فقط "ديوانية" يديرها إثنان فقط ويزورها كل إنسان لم تبق في يديه قدرة إلاّ  إستجداء حق هما َغيّباه  أو إعلان تبعية لهما أو لأحدهما، بوتين أو أوباما

السؤال الذي يطرح نفسه ويطرحه الناس في كل مكان: إذا كان العداء لداعش بالمستوى الذي لا يضجرون من تكراره، فلماذا لم تقم داعش الحليفة التي يتشاتمون معها  مظهرين العداء لها، بأية عملية أمنية ضد روسيا أو إيران أو أميركا ، ولكنها لم تُقَصِّر مع السعودية واليمن ومصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق وفرنسا  وغيرها من دول أوروبا؟ هل هي غير قادرة على ذك أم أن المذكورين، روسيا وإيران وأميركا ،  حلفاءها وصانعي مجدها يتعاونون وإياها ومعها على كل ما حذرت الأديان والأخلاق من عمله فالضمير كما قلنا غاب أو لم يكن موجود أصلاً

سوريا اليوم وملايين شعبها تهرب من خراب ينزله بها صاحبا الديوانية وهم على الشاشات يؤكدون حسن النية ويطلبون من هذا الشعب المسكين إنتظار إتفاقهما على الخطط القادمة لإكمال ما بدءاه منذ سنوات. يقولون اليوم أن كلفة الحرب السورية تجاوزت 35 مليار دولار ولا ندري إن كان هذا المبلغ هو ما تكبداه في الحرب  عدّاً ونقدا أم أنه يشمل قيمة الخراب الذي أنزلوه بالبلاد؟ الواقع أن الخراب الذي أصاب البلاد أكبر بأضعاف هذا الرقم ولكنه لا يعنيهما فلماذا يذكرانه؟

بدأت أخبار الحرب في حلب وجوارها تتواتر منذ أمس الأول تتحدث عن المعركة الدائرة هناك ونتائجها. طبعا ليس من الممكن التأكد من الأرقام التي تُذكر ولكن إذا حصرنا الكلام بأعداد المُهجَّرين الهاربين من الموت والذين وصلوا إلى الحدود التركية طالبين اللجوء فقد كانت الأعداد في أول نهار اليوم تدور حول ما بين 20 و25 الف نازح وما أن إنتصف النهار حتى إرتفعت هذه الأرقام إلى ما بين 50 و70 ألف والآن وقد بدأت  معارك جديدة  في الجوار فيقال أن العدد سيربو على المائة ألف وكلهم في العراء دون طعام ولا شراب ولا ما يقيهم المطر، يزيد في المشكل أن المنطقة بدأت تتعرض لعاصفة ثلجية تصل مساء اليوم تزيد من حجم المأساة ولكن بوتين وأوباما لا تهمهما هذه الأمور فالدفء مؤمّن والأكل والشراب في أحسن أحواله

هل هناك كلام يمكن أن يقال وأصحاب القرار يتلكأوون كي يصلوا إلى أهداف لا نعرف مداها؟

 السبت 6 شباط 2016