Powered By Blogger

الخميس، 7 أغسطس 2014

ماذا يجري في الكواليس وزواريبها؟

لم يعجب كيري ولا أوباما ما ضجت به وسائل التواصل الإجتماعي من أخبار عن المساهمة الأميركية في بعث داعش فكذّبوا الخبر وكان الأحرى بهم أن يقرأو  ما كتبت هيلاري كلنتون فيسألوها عن صحة ما اوردت في كتابها  "الخيارات الصعبة" قبل أن يتهموا  الناس على ألسنة سفرائهم  بفبركة الأخبار. على الأقل أخبرونا هل جرت فبركة أم لا.

هجّرنا مرّة من بلد جذورنا راسخة فيه الى بلد تبنانا وتبنيناه ودفع ثمن كرمه معنا الكثير من كرامته ولا يزال. ومضت الأيام وكنت في بلد مجاور طردني منه النظام لا لسبب معروف، فقط كرم من سادته طردت.  وسارت أيام وأيام وهربنا من البلد الذي تبنانا فنحن وغيرنا أعلنّا الحرب عليه، لا لسبب إلا اننا إستضعفناه واعتبرناه طريقا سهلا  أو بديلا لا فرق عن بلد هجرنا منه. هربنا من أهوال حربنا عليه، الحرب التي تطورت وكبرت وشارك فيها كل دخيل وجد فيها ساحة له ولمطامعه. بعض المطامع وأرذلها السياسية منها وكان حامل رايتها البعث السوري الذي شعاره " أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة". الوحدة والخلود هكذا تتحقق. الشعار لا يزال هو هو بعد أن انتقلت الحرب اليهم وقتلوا وذبحوا وهجروا الشعب برمته .

فقط حفنة من الناس لم تذبح: بشار والعائلة أما أمه وأخته فلاجئتان في دولة خليجية ووزير خارجيته المعلم ولا نعلم عن عائلته شيئا، ولا داعي ولا ضرورة لهذا النوع من المعرفة. أخوه إما قتل وإما تعوق لكن إسمه لا يزال قيد التداول رئيسا لإحدى قطاعات الجيش التي هي بمثابة الحامية للنظام.  بقاء العائلة واسمها،  العائلة الفذة القادرة، مجرمة هي أم لا، ضرورة،  ومن يدري قد تستمر الحرب عندهم  إلى أن يكبر وينضج عبقري آخر اسمه :حافظ وهو من ولد بشار يتسلم زمام الأمور حربا كانت أم سلما لكي تبقى العائلة حامية لأهل سوريا أو ما تبقى منهم.  هم بالواقع لا يأبهون ولا يعدّون وما تبقى "يمشّي الحال"، ما يهمهم أن يبقوا في حلقة الحكام إياهم وإذا ما تغيرت نوعيتهم فلا بأس، عندهم مقاطعة من البلاد مضمونة لهم لأن الشرذمة والدويلات المذهبية لا تزال قيد التأسيس وهم في رأس أولويات الشرذمة .

وهربنا وعدنا ثم هربنا مرة أخرى ورجعنا ولا نزال نهرب ونرجع خوفا من أن نهجّر كما هجّرنا أول مرة ونفتش مرة أخرى عن بلد يأوينا ولا نجده. أخبارنا وصلته، وصلت كل البلاد، وأخبار تقديرنا لكرم من إستضافنا وصلته أيضاّ  فلم المغامرة وهم على بينة من مستوى ردّ الجميل والشكر الجزيل لما تكرموا علينا به.

نكذب. نعم نحن والعرب نكذب عن "قصر ذيل" بلا تخطيط ولا تعمّد والكذب في بلادنا "ملح الرجال". نحن من البساطة على قدر كبير ولكن ما هو وضع المخططين من أهل الغرب ، أميركا وبريطانيا على وجه الخصوص؟ الم يكذبوا علينا ويمننونا مع وعد قاطع بالإستقرار والعيش الكريم وهم يعملون بجدّ وتخطيط أمده طويل لخراب بيوتنا والبلاد التي بيوتنا بنيت فيها.

 نستذكر وعد بلفور وسايكس ييكو ومراسلات مكماهون – حسين ، كلها وعود مكتوبة موُثقة ومتناقضة ، كلها صدرت في نفس السنة، سنة 1916، أحدها ينفي الآخر ويلغيه .لم ينفّذ واحد من هذه الوعود إلا ما أفاد اليهود وأنشأ الدولة العبرية التي هجّرتنا وقسمت البلاد إلى دويلات تديرها فرنسا وبريطانيا بعد أن حفظت إتفاقات الحسين -- مكماهون والملفات في أدراج النسيان. ولم لا ، فنحن صدّقناهم وهم كذبوا دون مواربة ولا حتى وبعد ذلك إعتذار ولو بالشكل.

نفبرك يقولون ونحن عانينا من فبركاتهم على مدى قرن حتى الآن دون توقف ولا استراحة لنا مما يجترحون ولا نزال نصدق حتى تهم فبركتنا للأخبار التي أعلنوها كتابة من ضمن كتاب موثّق مؤلفته منهم وفيهم.

غزة وأهلها ومحاربيها لا يركن لهم لأنهم يقومون بأعمال سيئة جداّ لا يقبلها ضمير وحتى أنهم لا يتورعون في حربهم من احتجاز جندي أسيرا أثناء الحرب ولا يطلقونه أكان اسيرا أم أن أسره فبركة. لا يتنطح نتنياهو لأعلان قرفه من أهل غزة بل يقوم مقامه باراك حسين أوباما بقده وقديده يعلن ما يشاء ويتهدد ويتوعد، أصلح الله أمره وهداه طريق الصواب.

 أستعمل هذه التعابير للتوضيح فقط. فهم، أي الغرب،  لا مشكلة عندهم يرمون الكلام على عواهنه دون مراعاة شعور الناس هذا  إذا كان أهل غزة بتقديرهم ناس. دولة اليهود لا تجرم فهي في حالة الدفاع عن النفس وتضطر الى الضرب الإستباقي تخفيفا للخسائر التي تلحق بالمدنيين.

الحرب الجارية الآن نتيجتها: قتلت إسرائيل من أهل غزة ما يقارب الألفين.....لاحظ عبارة :ما يقارب. وعوّقت وجرحت  ما يقارب العشرة آلاف جلّهم من المدنيين تقريبا. العدد الصحيح لا يغير ما جرى وبالتالي فصحته أو غيرها لا تهم.
أهل غزة ومحاربيها وصواريخها والإشتباكات قتلت 64 من أفراد وضباط جيش الدفاع إيّاه. جرحت مدنيان. الأرقام بالعدد الصحيح الدقيق الموثّق لا العدد "على وجه التقريب".

من المجرم؟؟ طبعا يقول أوباما أن أهل غزة هم المجرمون. قالها وليس على وجه التقريب، كيري يقول الشيء وعكسه في نفس الساعة إن لم يكن في نفس المؤتمر الصحفي. "ضربة على الحافر وضربة عالمسمار". حسب الطلب والحاجة والضغط الممارس أو إبتسامات سيسي مصر.

كله كذب. لا نعرف ما هي الحقيقة وإلى أين نسير. مصيرنا مش مهم. المهم نجاح خططهم. وال"هم"  تخصّ "هم" الذين نعرفهم يصدقهم الزعماء عندنا ونحن لا نرى أن من "حسن الفطن" أن نستمع إلى ما يقولون. لماذا تضييع الوقت في الاستماع إلى من تاريخهم، أو بالأحرى تاريخنا معهم، كله "تقريبا" ولا أذكر "تقريبا واحدا" ظبط معنا".

نتركهم فمستقبلهم بعد أن دبّوا الحياة مجددا في الإرهابيين وأعطوهم الجرعة أو الحقنة التي تبعث فيهم الحياة من جديد، وقد  سعوا اليها فنجحوا شاكرين لمن أحياهم هذه الجرعة  الهبة التي لولاها لكان المصير يحتمل الشك .
 أقول أن المستقبل عندهم، أي عند من أحيا الرميم،  "مستقبل تقريبى" آمل أن يصحوا عقلا وضميرا فيمنعوا الضرر الفادح عن من إختارهم ليرعى شؤونهم وكان تقصيرهم فادحاّ.

لست مرتاحا ولا مسرورا بهذا التقدير والتحليل ولكن هل من طريق آخر متاح لهم ولنا وللعالم التعيس الذي سؤ حظه أبى إلا أن  ترعاه أو بالأحرى ترتبه هذه الزمرة السيئة لا غيرها وهي التي تحتاج الى جرعة من عقل كي ترى الأمور على حقيقتها فتتحسن بصيرتها وبصرها وتستقيل من الدنيا مفسحة لذوي الضمير الحي فرصة إصلاح ما أفسدوا.

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق