Powered By Blogger

الخميس، 31 يوليو 2014

لَم يَبقَ شَيءٌ مِنَ الدُنيا بِأَيدينا .... إِلّا بَقِيَّةُ دَمعٍ في مَآقينا



لَم يَبقَ شَيءٌ مِنَ الدُنيا بِأَيدينا .... إِلّا بَقِيَّةُ دَمعٍ في مَآقينا

كُنّا قِلادَةَ جيدِ الدَهرِ فَاِنفَرَطَت..... وَفي يَمينِ العُلا كُنا رَياحينا

فَلَم نَزَل وَصُروفُ الدَهرِ تَرمُقُنا ...... شَزراً وَتَخدَعُنا الدُنيا وَتُلهينا

حَتّى غَدَونا وَلا جاهٌ وَلا نَشَبٌ .... وَلا صَديقٌ وَلا خِلُّ يُواسينا


قالها حافظ إبراهيم، شاعر النيل قبيل الحرب الأولى وكأنه يصف ما نمر به بعد قرن من الزمان. ونتابع فنقول أن من لم يبق من الدنيا في يده إلاّ حسرته وبقية من دمع في مآقيه ، وهكذا هم أهل غزة كما أهل الموصل ، ومن يطلب مهم أن يحتضنوا سلام غيرهم لا يكون واهما أو غبيا أو يائسا مما صنعت أيديه فقط  ومتعلقا ربما بحبال الهوا كما يقال في العربي الدارج، لأنه غير قادر على فهم ما يمكن  ان يكون عليه  الثأرلما إرتكب  ولا يهم من يدفعه إنما المهم أن يدفعوه وصيغة الجمع هذه لا تدل على التلقي بالإسم إنما تدل عليه فقط بالإنتماء.

ونكتب عن الموصل وغزة لا فرق أين نبدأ.  مسيحيوا الموصل لم تبدأ مصيبتهم بالدولة الإسلامية داعش. بدأت يوم طحشت اميركا على  العراق، عراق الأسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل. يقال انه في سنة الإجتياح الأولى بدأت الهجرة. جاءت امريكا "الصليبية" على قول بوش لتخلص الدنيا من مجرم قاتل اسمه صدام،  فكان النصارى أول من دفع الثمن. الصليبية والمسيحية لمن لا يفهم صنوان، اسمان لمسمى واحد فخافوا وهربوا من مكان الى آخر داخل العراق ولما لم يتسع العراق لهم هاجروا. واستمر التهجير يوما بعد يوم وبالاخص بعد وصول المالكي الشيعي الى الحكم وهو من هو ربيب امريكا التي  أوصلته الى الحكم وفلّتته ليقوم مقامها في ادارة البلاد واتمام ما نوته ولم يقصرفي ذلك بتاتا والمسيحيون كانوا أحد الأهداف. واتتنا داعش فأنهت المشكلة بكليتها بوحشية هولاكو وأساليب النازية العرقية الدينية صاحبة فكرة النقاوة الجنسية.

صحيح أن الوجود المسيحي لم يكن مميزا سياسيا لكن كان هناك وجود استمر عشرون قرنا، مقيما أحيانا على زغل وأحيانا على عيش جيد مشترك مع غيرهم وفي بعض الأحيان كان متعبا وحتى مهينا ولكنه كان موجودا.  الآن لم يعد موجودا وهذه المرة الأولى التي تخلو العراق من مسيحييها.

لم يول الغرب الممثل هنا بأميركا ولا العرب المسلمون الصالحون منهم والمتزمتون ، لم يولوها لا الاهتمام ولا الإنتباه الذي تستحقه،  وربما وهذا الأسواء، لم يلحظوا ما جرى ويجري من تطهير مذهبي مورس علنا ودون حياء ونسوه لأن لهم ما يشغل بالهم غير المسؤولية التي تترتب عليهم نتيجة أعمالهم. يظنون أن الوقت بمروره سينسي الناس ما هم نسوه وضارب العصي ليس كمتلقيها.

حرام أهل غزة فهم لم يقرروا الحرب ولم يستشاروا وضربتهم اسرائيل بكل ما لديها. القنابل والعنقودية منها ايضا، ضربتهم في بيوتهم وأماكن عبادتهم وفي المدارس التي لجأوا اليها هربا من الموت . ضربوهم في المستشفيات وأثاء نقلهم بسيارات الإسعاف وعندما تعلن هدنة ويمضوا الى حيث موتاهم يلملموهم من تحت الأنقاض كي يدفنوهم  يضربوهم وبقولوا لهم بفجور المجرم اللامبالي والقوي بسلاحه وصوته العالي يردده له  مسؤولوا الدول العظمى، حقنا في الدفاع عن نفسنا مقدس، إدفعوا ثمن دفاعكم عن بؤرة الفساد التي تسموها "غزة" و يستمر ويقتل ويهدم ويظهر أن ضميره الملوث مرتاح.

أميركا قالت وما درت بمصيبتنا أنها مع اسرائيل. وزارة خارجية أميركا على لسان ماري هارف الناطقة باسمها  تقول وتؤكد انها قدمت لإسرائيل " دعما لا سابق لحجمه في تاريخنا". ونستذكر ما قدمت امريكا لها في حربا ال73 بعددها وعديدها إذ دخلت الحرب مباشرة ودون تحفظ أو تفسير وأنقظتها من حرب لم تكن على ربح فيها.

 سؤال يطرح: مشاركة اميركا في الوساطة لوقف اطلاق النار كيف تكون وهي تطالب فريقا بتسليم سلاحه والإستسلام وتمنح فريقا آخر ما أفصحت عنه ماري هارف من دعم لا مثيل له؟ 

اسرائيل طلباتها تفوق احيانا قدرة اميركا على تأمينها. زعلت على كيري لانه لم ينجح في مساعيه كما ارادت وطلبت فهاجمته هجوما مهينا شرسا علنا مالئة وسائل الإعلام في الدنيا بما تدعيه. حاول هو وغيره من كبار المسؤولين الأميركيين الدفاع عنه ولم تنته المشكلة والزعل حتى اعتذر علنا وبطريقة ممجوجة وقدم الولاء لها بشكل مبالغ فيه ومهين له شخصيا. وسيرجع كيري الى حيّنا ليقوم بواجباته تجاهها ويعوض عن فشله السابق الذي استدعى التعنيف. 

من غير المفيد استذكار رفض اسرائيل لكل ما يحتاجه الفلسطينيون كمنع الإستيطان في الضفة والسماح لسكانها بالتنقل دون إذن مسبق بين قراهم ومدنهم. بين القدس ورام الله وتفصلهما كيلومترات قليلة تحتاج لأذن يسغرق الحصول عليه عدا المهانة أيام وأيام.

ونكمل الوضوع عندما نستجمع قوانا برؤيا بريق أمل ولو بالمنام.







               

الثلاثاء، 29 يوليو 2014

إرث الإمبراطورية العثماني

  
الحرب الأولى أنهت الدولة العلية العثمانية، أو هكذا نتوهم وإن صح الكلام  وحصرنا نهاية الدولة باستبدال العثمانيين بغيرهم.  وغيرهم وبالتحديد من ورثهم من دول وسلالات وجماعات وجدت في التغيير منفذا لتولي ما شغر من ولايات ووظائف  وأخرى وجدت منفذا لبث أفكار لم نكن تهيأنا لها . فمن حلّ محل من، جدول طويل لا يتسع هذا المقال له

 أما وقد عاش العرب في ظل نظام طائفي وإداري وسياسي وإجتماعي عثماني تطور قليلا على مدى القرون الخمسة التي حكم أثناءها وأدار ورسّخ مفاهيما قبلناها ، وإن على مضض، وقد نخرت هذه القيم العقول ورسخت في الاذهان ، أذهان من عاشها ، والبعض لا يزال يعيشها . أما الدول فلم تخرج عن الطاعة وبقيت على ولائها لمفاهيم وقيم اّل عثمان

المقصود إننا لم نستطع الا بحدود ضيقة قبول المستجد في هذا العالم. أي أننا لا زلنا في جذور عقولنا نعيش قيم الدولة العلية واساليب ادارتها للشأن العام ولم نستفد من الثورات الفكرية والتطورات الاجتماعية وحتى العلمية منها الا بقدر ضئيل فبقي كل شيء على ما كان وبقيت حياتنا مرتبطة بقيم عفى عليها الزمن

 النفط وما أنتج 
من المؤثرات السلبية التي شهدنا تدفق النفط والثروة التي انتجها الى جيوب من لم يع قيمتها ولا عرف كيف يستفيد منها وأين يوظفها واستعان بمن حل محل من مضى من تركات الزمان فدله على طريق احبها، لبت غروره كما لبت حاجات حواسه ولم يقصر بأي منها فأنفق المال الذي هو حق الناس على الملذات على اشكالها. ولم يكن حتى مهيئا لمعرفة الخير من الشر وانتج لنا في بقاع العالم الكبير ريحا نتنة وسمعة أين منها رائحتنا

أنتج أيضا طبقة من المتزلفين لا نزال نعاني من وجودها وصلفها ومقاربتها للامور وبالأخص تلك التي تتعلق بالشان العام والفساد الذي اديرت به. بعض المتزلفين بدأ حياته نظيفا والبعض مر بجامعات منحته شهاداتها فتميز وسنحت له فرصة العمل الشريف ولكن التزلف كان أقرب منالا  فمارسه بكفاءة المحترف وعاش كما اشتهى واراد ربما لأن الصفاء لم يكن في جينته ولم يكن يراد له غير ما اختار ومارس. حماية الفساد لم تكن مفاجئة إذ ان الفاسد الحامي والفاسد المحمي يكوّنان شراكة تحمي موقعهما الإجتماعي والمالي والسياسي وأشهرت القوانين على رقاب الفاسدين الصغار. ومبدأ الفساد الساري المفعول معروف وممارس بأن "السرقة الصغير تودي بمرتكبها الى السجن أما السرقة الكبيرة فتفتح له أبواب الثروة والجاه والزعامة

طبقة فاسدة  حكمت المنطقة في كافة دولها دون إستثناء منذ خمسينات القرن الماضي ولا تزال، هي أو بديلها. او ليس من العجب أن نتساءل عن سبب مقاربة  الغرب والشرق والحلف وكل منتفع اتى او على وشك ان يظهر ، مقاربته لشأننا وتوسعه في انتهاك حقوقنا واستهانته بقدراتنا واحترامنا لذاتنا واهلنا والأمة التي انتجتنا

أو لسنا كلنا بصمتنا أو عملنا مشاركون في مأساة عدم مواجهتنا للفساد والمفسدين.؟ محاربة الفساد مكلفة جدا ولسنا على استعداد لدفع الثمن

الاثنين، 28 يوليو 2014

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ........ويأتيك بالأخبار من لم تزود


ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ........ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له بتاتا........ ولم تضرب له وقت موعد

قالها طرفة ابن العبد في معلقته وعمرها من عمر التاريخ. قالها قبل الإسلام وقبل أن تولد التكفيريات وتستشري في بلادنا، بلاد كن نرجو أن تبقى بلاد الأديان السمحة المستمدة روحيتها من الأرض الطيبة التي فيها ولدنا وعليها أقمنا وهيأها لنا أجدادنا ضاربين لنا فيها جذور الكرامة والعزة دون أن ينسوا المحبةالتي طبعت عقولهم وقلوبهم وأورثوناها.

الفاتحون كلهم مروا من هنا ، من أرضنا والمحل الذي بناه لنا أجدادنا وكان الفاتحون كلهم مغول. إستلوا السيف وهدموا واحرقوا المكتبات وبعضهم لم يكن أرحم فاستغل طيبة أهل هذه الأرض وعاث فيها فسادا وهدما وتدميرا، بنية أحيانا وقيما وتاريخ وثقافة أحيان طابت لهم هذه وخدمت أغراضهم وكان تدميرهم أبشع وأعم واستقر سنين قبل أن ينزح عنا  وبعضها بدأ وأقام ولا يزال.

في الأمس قرأت ما لفتت نظري اليه حفيدتي الأمريكية الولادة الفلسطينية الهوى مقال نشر في "الميدل إيست مونيتور " وهو حتما بستحق بعض الإهتمام، مقال جديد لم نسمع  قبل الآن بمضمون ما روى. رابطه
https://www.middleeastmonitor.com/articles/middle-east/12971-the-truth-about-israels-new-war-on-gaza--the-energy-rush

منذ ثمانية سنين أجرت شركة بريطانية متخصصة دراسة أثبتت أن غزة بحدودها الحالية تعيش فوق بحر من الغاز. قامت إسرائيل على أثرها بفرض حصار على غزة لا يزال قائما تشارك مصرفيه . يعزوا الناشرأسباب  الحصار الذي بدأ مباشرة بعد ورود الأخبار وتأكد المحاصر من تواجد الثروة على أرض ارتأى سابقا أنها في أحسن احوالها  تكون عبئا عليها لا تريده. من هذه الثروة بدأ  الطمع  والإستعداد لاستغلاله لحسابها وهي كعادتها لا تبالي ولا يهمها الطرف الآخر وبالتالي إشراكه في الغنيمة ليس بالوارد.

ومن الأخبار التي تلازم ما الثروة الجديدة فاعلة وآتية  لأهل غزة من فواجع،  قول ذئب إسرائيل أن ضرب المدنيين هو للضغط على حماس لسحب المقاتلين وأن الهدنة الطويلة الأمد تستدعي أولا هدم الأنفاق وتسليم السلاح لتصبح غزة آمنةترعاها إسرائيل وتمن على سكانها بالمأوى والطعام فلا يطمحوا بعدها إلى أي شيء.

رحم الله عمرإبن أبي ربيعة عندما قال ولسبب لا يرمز ولا يؤشر لسياق ما نقول، عن حب أنشد العدويقول عن عقل تعفن وضمير ذهب في حال سبيله .أورد  هذين البيتين من شعره نورده  فقط للعقل ليقارن .
وأعجبها من عيشها ظل غرفة .......وريان ملتف الحدائق أخضر
ووال كفاها كل شيء يهمها .......فليست لشيء آخر الليل تسهر

يقول أوباما، لا فض فوه، في معرض دعوته إلى هدنة في غزة  أن  " أي حل للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ينبغي أن يضمن نزع سلاح الجماعات اللإرهابية ونزع سلاح غزة". هكذا بالحرف الواحد. تعابيره قاطعة مانعة لا تبحث ولا تجادل. أليس ما يقول باراك حسين أوباما هو ما يسعى إليه قرينه السيء الذكر الذي لا يهمه قتل المئات من أهل غزة كما الفلسطسنيون أينما كانوا.

يحضرني أيضا قول طرفة مرة أخرى إذ يقول مقارنا بين متساووين في السوء:
ولا خير في خير ترى الشر دونه.....ولا نائل يأتيك بعد التللد
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه..... فكل قرين بالمقارن يقتدي
ومن عجائب زمان هذه الأيام أن يفصح من ورث العثمانيين عن رأي إذ يقول وزير خارجيتهم أحمد أوغلو عن حق أنه :  من الخطأ أن تجرى المفاوضات على صيغة الهدنة بين مصر وإسرائيل من دون التشاور مع حماس فلا يمكن تجاهل>إرادة الشعب الفلسطيني  وهذا هو السبب لتأخر التوصل إلى هدنة.

هل نجد لنا سؤالاّ نطرحه في سياق ما سمعنا وقرأنا وكتبنا على من له الحول والطول والرأي والقدرة فيسمعوننا المكنون مما يختزنون؟؟




الأحد، 27 يوليو 2014

وبعد......

  
داعش غيرت اسمها. اليوم هي الدولة الإسلامية. عاشت الأسماء. كل دولة عربية هي دولة إسلامية، هكذا في دستوركل منها وبشخص كل  من يرأس احداها. الم ينتبه أصحاب الدول الإسلامية لهذا الطاريء عليها يصبغها برفضيته وتكفيريته و" دشداشته القصيرة" التي في يوم من الأيام الغابرة كانت شعار من شعاراتها.

مسيحيو الموصل يبكون وأهل غزة يبكون وكل أهل العراق والشام وحلب وحمص يبكون، وأهل الضفة يبكون. ويبكي غيرهم في ليبيا والسودان ومصر واليمن وغيرها واللائحة تطول.  ماذا يبكون ولماذا ؟ جوابه  واضح وصريح وضوح الشمس في صحارينا وصراحة الغبن والذل الذي لحق بأهلها والوطن. 

التدخل في كل منها من كل غاز قبيح . الحديد والنار اداة لبعضها، السكوت الذي يفوح بلا مبالاتها أداة لبعضها والحصيلة واضحة لا شك فيها . الداخل الينا يحقق ما يهدف اليه ويريد ونحن، العرب والمسلمون من أسياد الأوطان التعيسة راضون.  عروشهم وإماراتهم والرؤساء والمتزلفين الماشين معهم كلهم حقوقهم في اوطاننا مضمونة مصانة محمية من شبق أهلها اذا ما تحركوا، أو هكذا هم يظنون.
أهل غزة يبكون أهلهم، أولادهم والاّباء الذين قضوا وهم في حزنهم يعملون على ايجاد كفن لا يتوفر تحت الرصاص يلفون بها اجساد وأشلاء موتاهم.

يقول ميشال شيحا ، كاتب دستور لبنان: إن العرب يعانون من التردد والضياع والإنقسام ولا يسمعون أو إنهم لا يريدون أن يسمعوا لأنهم مصابون بثلاثة: تخلف العقل وغياب الرأي وإفلاس العدالة. قالها منذ ماية سنة ونيف ولم يتغير على ما يظهر أي شيء. نحن لا نزال حيث كنا من قرن من الزمن أو يزيد.

مسيحيوا الموصل ومقام النبي يونس ومقام النبي شيت كلهم يبكون مصيبة المت بهم في زمن رحل الضمير عنا. الغرب لا مسيحية فيه. الروسيا لا أرثوذكسية فيها. بلاد العرب لا إسلام فيها. كل هذه البلااد لا ضمير فيها ولا دين. وكأن غزة والضفة وسوريا والعراق ومصر وأهلها لا مسلمين فيها ولا مسيحيين. كالكفار يعاملون وقد يكونوا كذلك في نظر الأسياد وهم ليسوا كذلك.  وهم كذلك عند اسرائيل وايران ومن حالفهم وأميركا بلد الديمقراطية والأحلام وأوروبا الدائرة قسرا في فلك أمريكا وربما اسرائيل.

كأن الشعر العربي إنحصر في أبو نواس، لأننا عن الوعي غائبون ونحن نقتطف من شعره ما يبين واقع الحال  وما يفيد،  إذ يقول:
يبكي على طلل الماضين من أسد .....لا در درك قل لي  من بنو أسد
ومن تميم ومن قيس ولفهما..... ليس الأعاريب عند الله من أحد

والمتنبي يسترجع ذكريات العيد ونحن اليوم وفي وقفته نذكره بحزن وأسى وأهل غزة وباقي البلاد لا يتذكرونه لأن لهم أعانهم الله ما يشغلهم عنه:
عيد باية حال عدت يا عيد.......بما مضى أم لأمر فيك تجديد
في غزة البارحة هدنة قصيرةعندنا  للملمة الأشلاء وعنداسرائيل استراحة محارب يتهيأون لجولة من الإجرام جديدة وهم لم يقصروا أثناءها قتلا وهدما ، يهدمون المنزل والمسكن وأيضا وعلى ما يدعون أن هدم الأنفاق لا تشمله الهدنة وأن اسرائيل وبموجب اتفاق وأمريكا لها حق هدمها ضمانا لأمنها. لن ندخل في تفاصيل ما يجري على الساحة فكل وسائل الإعلام تنقلها كاملة صحيحة أو مجتزأة منحازة .
السؤال المعتاد يتكرر. هل اتفاق الهدنة قائم بين أهلها واسرائيل أم هي هدنة بين اسرائيل واميركأ؟ هل من مجيب؟




  

السبت، 26 يوليو 2014

داعش واسرائيل

الشرق الأوسط الجديد المفتت المقسم الممذهب العرقي السيء الذكر الذي كتبنا عنه في مقالاتنا السابقة  والذي لا تزال ترتسم  حوله علامات إستفهام فهو لم يتحقق بعد وربما لا يتحقق بشكله الظاهرالمحكي عنه من الفرقاء المختلفين والذين لكل واحد منهم زاوية يفهم من خلالها شكله ومضمونه ويلحظ من خلاله  مصالحه وكيفية الإستفادة من وضع متغير لم تتضح حدوده ولا فحواه وهل يمكن" دفشه" باتجاه مفيد لهم.

كل فريق من العاملين في حقل تخريب الشرق يكشف عن وجهه وتظهر حقيقته بوضوح اكبر عندما ينجح في ضرب جذوره في الارض ويطمئن الى قوته ودعم مصادرها له.

على كل لم يأت  هذا المخطط حتى الاّن إلاّ بالسلبيات. سلبيات جاءنا بعضها من القوى المذهبية والعرقية ومن يدعمها داعش وأدوات إيران في العراق وسوريا ولبنان ولهم اجندتهم  و إسرائيل وداعميها الحاليين المعروفين ولهم أجندتهم . الفريقان يختلفان في الأهداف يتفقان  في الأسلوب. وهنا تصح مرة أخرى مقارنة داعش وإسرائيل وما أنجزاه أو يخططون له ومقاربة ما هو ظاهر اليوم.

اسرائيل لم تنتظر موافقة أحد فهي طهرت فلسطين المحتلة من المسيحيين بأسلوبها المباشر الفج و كانت نتائجه واضحة وإحصاءاتها تدل على مدى نحاحها في ترحيل المسيحيين من أرضهم ،الأرض التي يقدسون.

جاء دين براون الأميركي الى بيروت عام 1976 وزارنا بعيدد بدء الحرب الأهلية والتي استمرت طويلا وعرض علينا نقل ومن ثم ترحيل المسيحيين الى بلاد ارتضت استقبالهم  واستضافتهم ومنها اميركا وكندا وأوستراليا وقبله قال السيء الذكر هنري كسنجر ان على المسيحيين توقع الكثير من المفاجعات وعليهم أن يجدوا حلا لهم خارج الشرق الاوسط. دين بروان لم يناور فهو قال أنه سيترك بيروت صباح اليوم التالي إذا لم يوافق المسيحيون على الرحيل ولم يوافقوا فترك بيروت.

جريدة لوموند الفرنسية رأت أن "مسيحيي العراق خسروا كل شيء باستثناء حياتهم (حياة المحظوظين منهم) وعليهم أن يشكروا الله لانهم لا يزالون أحياءا." ربما قالته على سبيل التهكم ولكنها قالته.  

وإسرائيل التي قبلت وقف قتال ليوم واحد في غزة  للملة الجثث ونقل الجرحى، بادرت قبيل وقف النار الى ضرب غزة بشدة اكبر وواصلت احراق المدينة وهي تريد أن تترك من الدمار المزلزل في جسدها ليشبع شغفها ورعشتها  بهرق الدماء، دماء الذين  جار عليهم الزمن فكانوا صدفة جيرانها. واسرائيل تريد كما يقول المثل الدارج  تغطية "السموات بالقبوات" وتغطية ما خسرت ماديا ومعنويا وبالأخص سمعتها التي تأثرت بشكل نافرسلبي داخليا وخارجيا.

وحماس ومقاتلوها في حيص بيص بين مطرقتين، اميركا ومصر الذين يسعيان لوقف الحرب لأسبابهم. وقطر وتركيا اللذين لا يؤيدانه، وايران وحزب الله اللذين يدعمان استمرار الحرب بعد أن قاما بتدريب محاربي حماس وتمويله لها واللذين لا يبخلان عليها اطلاقا لكن ظروف اليوم تمنعهم. هذا ما قاله الأمين العام لحزب الله يوم القدس أمس.

والمقلب الاّخرحيث الإسلام الجديد يربح ويخسر ولكنه يستمر والأقليات تدفع ثمن ربحهم وأيضا خساراتهم. الاسلام الجديد يسقط في امتحان ادارة الدولة  فهو لا يعرف كيف يحكم وعلى كل هو غير مؤهل للحكم إذ ان  تربيته وتعليمه وثقافته لا تشمل أو تؤكد اهمية التعرّف الى اصول الحكم وادارة شؤون الناس. الإخوان المسلمون  خسروا في كل تاريخهم ما ربحوه شعبيا وانتخابا  وبعد توليهم الحكم. ومثل حكمهم في مصر مثل صارخ على افتقار قدراتهم في تدبر شؤون الحكم وادارته.

داعش لا تترك فقهاّ الا واستعملته لتثبت حرصها على التقيد بالشريعة الإسلامية، الشريعة كما تفسرها هي ولا نعرف عن فقيه عندهم يرعى شؤونهم الدينية و يدلهم الى الطريق الصواب. يطبقون ما شرّعه ابن تيمية والقيم الجوزي فقيهان سلفيان عاشا قبل قرون وعلى ما يظهر ان داعش تجاوزت هذا الفقه الى ما هو اكثر تعديا على الناس وحقوقهم وأقاموا الحد على كل ما لا يتناسب والعقيدة التي بها  يؤمنون.

الختان للنساء ممن بلغت أعمارهم الحادية عشرة ولم تتعدى السادسة والأربعين. والحجاب الشرعي الذي يغطي الرأس والجسم حتى أخمص القدمين ومنع التبرج حتى تحت الحجاب،  اجهزة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجوب دورياتها الطرقات والمتاجر والمدارس وغيرها لتتأكد من انصياع الناس للتعليمات والأوامر.

هدم وتدمير المقامات الدينية والكنائس وغيرها واّخرها مقام النبي يونس في الموصل. والنبي يونس هو الذي لفظه الحوت على شاطيء دجلة عند الموصل. لماذا؟ الدين الحنيف لا يمنعها ولنا في القراّن  الكريم والأحاديث من الشواهد الكثير.

نشرت الدولة الإسلامية مؤخرا على موقعها  في تويتر ما حرفيته:
" الحمد لله، تم اصطياد وقتل 75 من الهاربين النصيريين من الفرقة 17 الى قرية ابو شارب وتم قطع رؤوسهم."

والنصيريين هم العلويين. أي ان القتل يستهدف الاّن شرائح اخرى غير المسيحيين ويتمدد الى مذاهب وربما شيع أخرى..
إلى اين يسير العرب والمسلمون والجو غائم يحجب الرؤيا والبصر عن العيون والأذهان والضمير، الضمير المستتر الغائب عنا لعقود؟؟
العرب والمسلمون والغرب بما فيه الروسيا وما تضم واسرائيل وشغفها بالإعتداء ودول العرب ودول المسلمين وأثريائهم وعلمائهم والمثقفين منهم أين اختفوا ولماذا هذا الخوف ، الخوف الذي  يشلهم ، يشل قواهم وما هم عليه عادة قادرون. أيجوز ان تترك الساحة لمن يجول فيها اليوم من المرتزقة العابثين المستأجرين . لماذا لا تتقاعدوا وتعلنوا فشلكم وتتركوا الساحة لمن يستطيع ان يقول  ويجول ويصول؟
سؤال نطرحه كل يوم ولا من مجيب.



الجمعة، 25 يوليو 2014

غاب الضمير: غزة والموصل


صباح مساء وكل ساعات الليل والنهار في كل يوم من الأيام التي قضيناها نستمع إلى   المنظرين زعماء كانوا ، حكاما كانوا أو منتفعين، عرب كانوا أو مسلمين ، إسرائيل كانت أو المتأترين بما تريد وتبغي من شركاء وأعوان وأدوات، أمريكيين كانوا أو أوروبيين، ولا حاجة لنا بجواب عن سؤال من من العرب والمسلمين  يتأثر ويعمل بوحي أميركي أو يهودي لا فرق.

نستمع الى مبررات ما يقومون به من الحرص على المسيحيين في العراق ، وكأن المسيحيين في الأراضي المحتلة التي أصبحت تسمى "الضفة والقطاع" حقوقهم مصانة والرعاية التي يتمتعون بها تحميهم من شرور الدنيا وعلى كل حال فهم قلة لا يتجاوز عددهم عشر ما كانوا عليه قبل الرعاية الإسرائيلية  والحماية وصون الحقوق التي تدعيها.

 أليس بهذا تصح المقارنة بين داعش واسرائيل؟ كلاهما هجرهم من محيطهم ومن ثم من أرضهم ووطنهم وجردهم من كل ما يملكون وجردهم من كرامتهم وانسانيتهم ورماهم الى مستقبل باهت الصورة لا نعرف ولا هم يعرفون  ما هو. وربما هم يعرفون ولا يبالون؟  ويتشدقون ويتحدثون عن الإنسانية وحق الشعوب في حياة كريمة  والديمقراطية  والعلمانية وما تريد وتهوى من كلام مستساغ لتصدق مقولتهم وتسير في الدرب الذي اختطوه.

وغزة مثل حي قائم على مبدأ عزل من لا "يمشي" كما يشتهون. ثما نية أعوا م من الحصار اليهودي والمصري  منع على سكانها الماء والكهرباء والتعليم وفرص العمل والحرية  بأقل المعقول والمقبول وما يستحقون. الحصار والظلم المتمادي دفع الناس الى القتال بعد أن عربدت اسرائيل وقصفت غزة بمستشفياتها ومدارسها والسكان الاّمنين في بيوتهم واينما سقطت قنابلهم لا فرق، ونحن وفي اليوم الثامن عشر من بداية الغزو نرى غزة  تدفن موتاها الألف ونيف ولا تضمد جراح اّلاف الجرحى الذين فاق عددهم الستة اّلاف ونسمع منهم، رواد الديمقراطية، وإلاخوة العرب أنهم يريدون وقف القتال كي يتمكن الغزيون من لملمة جثث وأشلاء شهدائهم وتوفيرالماء والدواء لمن لم توافيه المنية حتى تاريخه. وكيف، الشروط واضحة، يسلم الناس والمقاتلون منهم اسلحتهم ويهدموا ألانفاق المبنية  بسبب الحصار (ربما على نفقة من بناها) ويرجعوا الى كنف المحتل والمسهل له ايضا، وينتظروا. يسجلوا اسماءهم وينتظروا المساعدات على ابواب هيئة الاغاثة وعلى امعابر ان سمح لهم  ويتمر الذل ما بقوا على هذه الحال.

حقهم في حياة كريمة مرفوض. المساعدات والمكرمات ورعاية اسرائيل يجب ان تكفيهم. حقهم في كسب رزقهم مرفوض فما الحاجة للعمل ما دام الخبز والعدس وما شابه مؤمن لهم يأتيهم الان ويستمر ما دام الحديد حامي وبعد ذلك فقط عندما يتذكون اوتقوم القيامة كما هو الحال اليوم. ربما هم لا يريدون لهم من اكلهم الا ما يفيد "الريجيم" فهم يتطلعون الى غزة اهلها كلهم قاماتهم رياضية.

اليوم تعبت اسرائيل فنشط الساعون لوقف القتال. مطارهم توقف عن العمل، ضربة قوية  هزّت صورتهم عند اهلهم في الداخل وفي العالم أجمع. لم ينلسبهم ذلك  فقاموا بما يلزم لإلزام اميركا بفك الحصار عم مطارهم لا يهمهم إذا ما اصيبت طائرة بصاروخ وقتل من فيها. الضمير عندهم لا يعمل؛ هو متوقف من يوم ما وعدوا بفلسطين ومع مرور الزمن ترسخ ذلك فيهم وسقط الضمير. لا يهم ، فهم قوم اعتادوا على المنحى إياه ولم يعد في مقدورهم الرجوع عه؛ هو جزء من إيمانهم بشخصية تختلف عن البشر أجمعين ورضاهم المطلق على قدراتهم وممارساتهم اللاإنسانية وقد، نعترف لهم بهذه القرة والممارسة، جلّوا فيها وأبدعوا في اساليب ممارساتهم. 



الخميس، 24 يوليو 2014

من يدير اللعبة السياسية اليوم

يشهد العالم اليوم نشوء حلف جديد يهدف، وبكل بساطة ووضوح، إلى تغيير جذري للمنطقة بأكملها جغرافيا وسياسيا وأمنيا وإقتصاديا والتأكد من تفتيتها كي تلبي طموحات  هذا الحلف، الأفتراضي اليوم والمسيطر غداّ، ومن يثبت إلى النهاية فيه إذ ان بعض هذا الحلف لا يتمتع باللياقة اللازمة ليكون قادراّ على العودة  "بالنهاب وبالسبايا" (على قول عمرو بن كلثوم) فيترك الى جانب الطريق ليستريح ويريح وينسى سبب استراحته

وينساه أصحاب الحلف ويرثون "ما كان ليربح لو لم يخسر"كرامته وكل شيء يهمه
الحلف واضح المعالم كما هو الاّن وقد يتغيير فيضاف إليه أو يخرج البعض  منه كما تقتضي ظروف الأقوياء وتصوراتهم المتغيرة

أهدافهم تتغير بقدراتهم الذاتية أو بما يجد من ظروف لم يحسب لها حساب وأوجاعنا
 تتغير، تشتد أو يخف إيلامها تبعا لحاجات أهل الحلف. المعتدى عليهم لا يحسب لهم حساب

يتكون الحلف اليوم من دول وأنظمة وتجمعات عسكرية وفكرية ومالية  وأفراد وضعوا أنفسهم بالتصرف لينالوا الثروة ويحتفظوا برؤوس فارغة نامل أن تكون، على قول الحجاج :  رؤوسا قد أيعنت وحان قطافها 

إسرائيل ، إيران وأدواتها، روسيا ، أميركا والنظامين السوري والعراقي بأشخاص اّمنوا بالخيانة وخدموها بوعي وربما بفرح. البعض يشارك  بوقاحة السلاح والبعض بالصمت وغض النظر والاّخرون بسلاح المعلومات وهو أمضى سلاح يتوفر فقط للقادرين يقدم للحلف بدل مساهمته للحصول  على العوائد المتوخاة والتي من أجلها قام الحلف الشيطاني الشرير

ألا يوحي ما نشهد بأن الحلف تم تكوينه بإحتراف لافت، فهو ليس إبن ساعته

 أهداف الحلف 
قرأنا وسمعنا الكثير عن الشرق الكبير، والشرق الممزق المقسم إلى دويلات أساسها مذهبي أو عرقي واسلام تكفيري جهادي   والذي شاءت أمور البلاد ومصالح أهل الحلف أن تبعث فانبعث . إسلام مرعب يبعث الهلع في نفوس الناس كما الدول في العالم بأجمعه فارضا بذلك على الدنيا ضرورة شنّه حربا اذا اقتضى الأمر اوسهّل له الأمر

أهداف الحلف غير مفهومة منا بكليتها، إنما واضحة لمن أنتج الحلف وصاغه أو هكذا يبدو لنا فلا معلومة تساعدنا ولا وجودا  ظاهراّ يمكن الأشارة إليه. أنشيء بسرية تامة وتعاون مخلص من بعض قادتنا وباشر عمله بحرفة دقيقة ونجح في تفتيت وطن لم يتح له حتى لعق جروحه منذ وعد بلفور وسايكس بيكو وما نسيه العرب من مراسلات ماكماهون –حسين، تلك المراسلات التي نسييها حتى أحفاد من أجراها

ما نراه اليوم واليوم فقط، من غزوة الحلف واضح، صريح ومعلن. يسمعوننا كل ساعة ما يريدون ويخططون ونحن لا نصدق وإن صدقنا فلا حول لنا ولا قوة أو هكذا يريد ملوكنا ورؤساؤنا وزعماؤنا ومنظرونا أن نرى الأمور كي يكون الجو مريحاّ لهم فلا يغيروا اصطفافاتهم أعضاءاّ في الحلف أو مؤيدين صامتين أو، وهذا هو الأرجح، غائبين غياب أهل الكهف النائمين إلى الأبد لا يرون ولا يسمعون ولا يتكلمون

كما أسلفنا الأهداف واضحة تشمل كل من وما نحب . الشعب العربي في فلسطين أولاّ وفي سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر والسودان والصومال أيضا في الظ

 والشعوب التي لم يتم استهدافها حتى الان لا يغفل عنها المستفيدون شاملة دول الخليج وما تبقّى من إيالات وولايات ونواحي من الدولة العلية العثمانية في أفريقيا يطلق عليها جزافا بالدارج من الكلام  مسمى "الدول"  فقط لفهم القصد من الكلام. وإن ننسى فلا عذر لنا إن غابت عنا جزر القمر وربما هناك دول لم يذكرها التاريخ ولا الجغرافيا والله أعلم