Powered By Blogger

الاثنين، 4 أغسطس 2014

...... وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا

قلنا أن أوباما أمر إطلاق الأسير هدار غولدن حالا ودون شروط ليتبين لاحقا أن حماس لا أسير تحتجزه. هل عند  المتسرع الواقف على سلاحه دفاعا عن المعتدي الجرأة في تصحيح خطأ استعجاله فيقول أن أمره إطلاق "الأسير" لم يستند إلا الى شائعات؟ وأن هذه الشائعة سمحت للمعتدي القيام بمجزرة فاقت مستويات مجازر الأيام التي سيقتها. وكان سبق ولعلع وحمّل حماس  شاركه للأسف فيه بان كي مون، حملها تبعة عرقلة هدنة  الأيام الثلاثة طبعا لأسرها الجندي اليهودي المذكور. يصح في أحدهما المثل العربي الدارج " يللي إستحوا ماتوا"

يقال : إسرائيل جيش له دولة.  كل قرار لإسرائيل إستند إلى هذه المقولة المبدأ. وضحايا مجازر إسرائيل نواة طبيعية تسمح لمن يريد أن يثأر ليثأر وينشيء أو ينضم  لافواج  تصطاد يأسهم والغضب وتفرخ المزيد ممن يسميه من يشاء بما يشاء والجهاديين والإرهابيين أسماء جاهزة ومن يدري فقد يتفلسف البعض ويخترع من الأسماء ما يخدم أهدافه.

اليوم أعلنت هدنة سبع ساعات ولما تبتديء حتى واصلت إسرائيل إجرامها وكان أول الشهداء طفلة غزاوية لم تتعد السنين الأربعة من عمرها، ماتت طفلة وهي لن تشاهد بعد اليوم مقتل أطفال آخرين وقد يكون فيهم بعض من أترابها.

إسرائيل دولة دينية يحقق أهدافها قيام دول في محيطها تتماهى وقيمها ونظرتها ومخططاتها. لا يهمها من يعيش ومن يموت وهي ترتكب المجازر وتخطيء. ومن يقدر أن يحكم بأنه لم يكن لها يد في بعث داعش أو غيرها. وأعمالها المتسرعة المنبثقة من عقيدتها تذكرنا بالمتنبي إذ يقول :

وَوَضْعُ النّدى في موْضعِ السّيفِ بالعلى...... مضرٌّ كوضْع السيفِ في موضع النّدى.

دائما تضع إسرائيل السيف في موضع الندى. هي لا تعترف بغيره بديلا ولا تعرف بديلا عنه. هذه جذور ثقافتها وتاريخها كله شاهد على ما نقول.

السيسي يقول في مؤتمر صحفي أن القبول بالمبادرة المصرية يعطي أهل غزة فرصة لتستقتب المساعدات وتتزود بالمأكولات والدواء. هكذا ينظر كبير الدولة العربية الكبرى لتتطلعات المجاهدين طالبوا الحق في 
الحرية وهم بعدها يدبرون أمورهم.

 لم يتغير نظر كل المسؤولين هنا وفي الغرب وهم يرون أن حدود الحلم الغزاوي  يتحقق ببعض الأكل الآتي من الحسنات والمكرمات.

الدين أصبح سياسة. له القدرة على إقناع الناس لأنه دين أنزله الله على عباده وكل من لا يعمل بموجبه وما تنتج عقول العابثين فيه،  ملحد أو كافر أو مرتد. بالأمس قررت المحكمة العليا في اندونيسيا منع المسيحيين من استعمال كلمة  "الله" في دعواتهم وصلواتهم لأن ذلك حكر على المسلمين ونظن، ومع أن الظن إثم، أن المسلمين المعنيين هم السنة فقط إذ أن غيرهم إما كافر أو مرتد . لا تعليق ينتبه له ولا بحث يفيد.

كفانا سرد بعض ممن  ما يدمي القلوب في غزة.

إسرائيل اليهوديه لها وجه آخر في سنة داعش وأتباع الولي الفقيه من إيران. حزب الله حارب في سوريا إلى جانب مجرم آخر معروف بالإسم والسمة والمذهبية النصيرية التي يسعى إلى إحيائها وجعلها دولة يحكمها  ما دامت سوريا العربية بعيدة عن طموحاته أبيّة عليه وعلى من دعمه وهدّمها له ، إيران، حزب الله، الأجهزة الحربية الإيرانية في العراق وروسيا  التي تسعى إلى استرداد هيبتها ونفوذها المفقود في بلاد العرب. لم تنجح في مسعاها هذه العصبة فوجدت في ذكاءها الشرير ما يخفف العبء عنها. تر اجعت في القلمون ووصلت في تراجعها إلى عرسال، البلدة البقاعية اللبنانية السنية فدخل إليها جنود داعش وبدأءوا القتال ودافع عنها أهلها وجيش لبنان  وعليه أصبح لإيران وحزب الله تبعها حليفا مجبرا ملزما قتال داعش وبالتالي ورغما عن كل قناعاته حليفا في الواقع لحزب الله.

حزب الله يقول الآن أنه نبه لبنان لخطر داعش والتكفيريين الآخرين ولكنه لم يقل أنه كان المسبب لما تعاني من عرسال، تلك البلدة التي تضاعف ساكنيها أربع مرات لأنها وبكرمها رحبت باللاجئين الذين رحّلهم بشار والحزب وهرّبوا مع اللاجئين بعض مواليهم   فأصبحت لديهم خلايا من المجرمين نائمة حاضرة ناضرة للعمل الذي من أجله استغلوا كرم ضيافة لا يستحقونها.  في معارك اليومين الأخرين قتل ما لا ييقل عن عشرين جنديا وضابطا وفقد عشرة لا نعلم أين هم وحرقت منازل ومتاجر في البلدة للاسبب اللهم إن كان اللؤم والحسد والعقل المختلّ سبب لإفتعال المهين المزري والمضرّ من الأفعال.

ونستذكر في هذا المجال من أقوال الرجال الرجال ما قاله المتنبي:
إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَه...... وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا

سؤال: هل إرتقى هؤلاء الى مرتبة "اللؤم"؟ حاشا وكلا فهم وجدوا لأنفسهم جحرا لا يقبل إرتياده حتى الثعبان وأقاموا فيه جسدا وروحا وفكرا ودينا وهم لا يعلمون ما هم فيه . وحسبنا الله ونعم الوكيل.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق