Powered By Blogger

السبت، 9 أغسطس 2014

الأحلاف :ألأصيل فيها والمأجور

عون والماكي وبشار بلغ الغلو في كل منهم مستوىّ غير مسبوق ولا معقول ولكن هو مجوج .فكل من الثلاثة مقتنع بأن حقه على العرب وعلى الشعب في  بلد يحكمه أو يسعى إلى حكمه  أن يسوس البلاد والعباد على رأيه وعلى طريقته لأن تلك البلاد على حدّ فهمهم لا تزال بحاجة إلى العبقرية التي أنزلها الله بهم  وعلى كل منهم وأنهم خير من يسوس ومن يحكم وغيرهم إما خائن وإما وصولي مأفون.

عون، العماد في جيش لبنان،  في يوم غضب من الله على لبنان وصل  إلى السدة ، قائداّ لجيشه ورئيساّ لوزرائه فتنمّر واستعمل سلاح الجيش فهدم البيوت على رؤوس أهاليها  وأنزل في بلده من  الويلات والحروب والخراب  ما لا يزال لبنان يعاني مفاعيله.

 هرب عندما جدّ الجدّ في حربه مع سوريا  إلى الأم الحنون فرنسا وعاش هناك لاجئا سياسيا "أبو خمس نجوم" لعشر سنسن ثم عاد وسامح سوريا على أعمالها و تحالف معها ووقع "ورقة تفاهم" مع حزب الله وأصبح أسيرا للحزب وللوالي الفقيه ولدولة بشّار ولا يخجل.
هو ومن تحالف معه،  في يومنا هذا يمنعون إنتخاب رئيس للجمهورية بعد أن فرغت سدتها بإنتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان. يمنعون النواب من النزول إلى مجلسهم لينتخبوا بعد أن فسّر لهم حليفهم ، رئيس المجلس الحالي الجالس سعيدا على سدته على مدى 22 سنة،  بأن الإنتخاب لا يصح إلا بنصاب الثلثين.  الدستور لا يقول ذلك. برّي والحلف فسروا . والثلثان لا يتوفران بغياب الحلفاء المؤيدين الذين تطالهم النعم إذا لم يصح الصحيح وربح عون هذه الجولة من حربه.  عون لا يربح. لن ينتخب. هو ورقة في يد الوالي الفقيه لها من صلاحيتها مدة زمنية تنتهي بإنتفاء السبب. لا ندري ما المدة فهي تطول وتقصر حسب الحاجة والظروف.

يمنعون الإنتخاب لأن عون الفقيه الذكي القادر القوي السليط اللسان المبتذل الكلام والذي زار المستشفيات العقلية مرة بعد مرة، هو  بين أترابه الموارنة "خلقه الله وكسر القالب" لا يقبل غير نفسه رئيسا إذ أن حقه بالرئاسة نهائي لا يقبل التفاوض ولا التشاور حتى. الله على ما يظهر إعترف به إبنا بارا وريثا لسيدنا عيسى وحاكما للبنان. نشكره تعالى لأنه لم يهيء له في عقله حقه في التربع على كرسي البابوية. 

من داعموه ؟ حزب الله وبشّار والمالكي وما يمثل كلهم تحت راية دولة الوالي الفقيه الفارسية الصفوية،  يمثلون امتداد نفوذها من قم إيران إلى نجف العراق وبعدها حوزات بيروت على شاطىء البحر  المتوسط وفي الطريق بين قم وبيروت دولتي البعث العربي: العراق،  الذي أصلا كان يسمى العراقين،  بقي عربيا منهما عراق واحد وسوريا.

عون حجر قليلة قيمته في لعبة شطرنج بين عملاقين لا تهمهما إلا المصالح ويشتريان ويبيعان في أحد أسواق البازار في طهران وربما في أنسب، وقد يمر في الغرب القريب منا والذي أصبح غريبا عنا، نسينا وسننساه .

أما المالكي فحدث ولا حرج. جاء إلى العراق في غزوة بوش سنة 2003 كي يساعد أميركا على التخلص من صدام وبعدها يقوم  بإرساء قواعد وأسس الديمقراطية الجديدة. وتركوه هناك ليحكم وحكم. قسّم البلاد على الطوائف والعروق وجلس على كرسيه سعيدا ينهب ويسرق على مزاجه ولا يقبل التخلي عن الكرسي الذي أجلسوه عليه. إعتاد ويظن أن الشعب وراءه يدعمه أو إعتاد عليه  والآخرين طامحون لما هو فيه من عزّ وثراء وجاه.

 الطائفة الشيعية أخذت حصتها من بغداد شمالا إلى البصرة جنوبا ووضعت هذه الحصة تحت راية  دولة الوالي الفقيه.  الآن كما عون لبنان، ونكرر لأن في الإعادة ربما إفادة، لا يقبل بغيره رئيسا للوزراء إذ أن له من صفات الكمال  ما يبزّ صفات قرينه وحليفه بالواسطة المدعو "عون". الناس تنافسه في ما هو له.

حكم المالكي الرشيد جلب له ولنا وللعالم داعش والنصرة وحفنات من زمرات المسلمين ذوي الرؤى الجديدة والذين تسري شائعات بأنهم على وشك تصحيح ما ورد في القرآن من آيات بينات أدخلت عليه زورا في زمن غابر وربما يعيدون كتابته. . هجّر المسيحيون في زمنه واليزيديون هجّروا والإثنان نهبوا وصودرت أملاكهم وأثاث منازلهم والثياب التي كانت على ظهورهم .

من يدعم المالكي؟ حزب الله وبشار وعون يضاف إليهم من أتى بالمصيبة معه وقت زار العراق قبل عقد من الزمن. فقط عقد واحد.
وبشّار، رئيس مملكة آل الأسد ، وريث أبيه المدفون،  رغم أنف بنيها ، في قرداحتها بعد أن دفن في حماه ثلاثين ألفا من معارضيه، والذي  لم يزر دولة بلاد فارس لأن الوالي الفقيه في ذلك الزمن أعتبر أن حافظ الأسد " أبو بشار" ينتمي إلى إحدى طوائف أهل الردة ولا يحق له أن يصافح مسلما فكيف بيد آية الله العظمى الولي الفقيه؟.

بشار هذا قام شعب سوريا ضده. ثاروا عليه والنظام منذ أكثر من ثلاثة أعوام ولا زالت الثورة قائمة تحصد هي والأسد مئات آلاف القتلى وتهجر أكثر من نصف السوريين إلى الخارج وتشتّت في الداخل من تبقى. المهم أن بشار لا يزال قاعدا على كرسي الرئاسة مسترسلا في دوره الإجرامي مرتاح الضمير مؤمن بالانتصار وينتظره . في زمنه قامت النصرة واستفحلت داعش وتكونت عشرات المنظمات الإسلامية المناهضة منها والمؤيدة وهجّرت الأقليات وبالأخص المسيحية منها.

اليوم يرفض نظام الأسد رسميا عودة السوريين الذين هجّرهم الى بلدهم إذا أرادوا.  السبب ألاقبح من الذنب أن العائد يجب أن يكون، هكذا يقول النظام رسمياّ، قد خرج من الحدود السورية بطريقة رسمية. أي أن تكون أوراقه تحمل أختام سوريا الأسد. وإلا فلا عودة له. كان من المفترض في المهجّرين إنتظار  حضور حراس الحدود ليدمغوا لهم بطاقاتهم. الحق على من لا  يلتزم بالقانون، قانون "أساليب الهرب من جحيم آل الأسد". كان عليهم الإنتظار ولو تحت وابل من الرصاص والصواريخ وكان عليهم التقيد بإجراءات النظام التي هي أهم من حياة الناس. يقولون أن الفوضى تعم إذا لم يتقيد الناس بالإجراءات الرسمية. نحن نعدّها، يقولون، ضمانا للسلامة العامة ونحن من يقرر ويدمغ قوائم الإجراءات بالأختام.

حلفاؤه في حربه للبقاء: دولة فارس الصفوية  والولي الفقيه فيها، حزب الله الذي يحارب إلى جانبه والذي كان لتدخله أوخم العواقب على لبنان وآخرها دخول داعش اليه واحتلاله لبلدة عرسال البقاعية والتي استضافت ما يزيد على الماية ألف لاجيء من أبناء سوريا. ردّ للجميل واضح. والمالكي حليف ويرسل لبشار من الجنود كل ما يحتاج. وروسيا تزوده يوميا بالذخيرة والأسلحة والبراميل المتفجرة.

وطبعا هناك حليف آخر للنظام أو عدو له،  لا فرق، يسكت عن كل ما يقوم به بشار وهو، اي الحليف الخفي الذي كلف الروسيا أن تعمل نيابة عنه.  هو " لا يجود إلاّ بمقدار".

 هذا  قول الأخطل بقوم جرير . ونعتذر لإيراده كاملا لنبرته ومفردات لم نستغن عنها:

قوم إذا استنبح الضيفان كلبهم*** قالوا لاُمّهم : بولي على النار
فتمنع البول ضناّ أن تجود به*** ولا تبــول لهــم إلا بمقـــدار

هل هذه الأحلاف صعبة أو عصية على الفهم أو هي ليست ظاهرة مخفية في ثوب ما؟ ألا يراها كل من لم تفقأ عينه أو من ينظر إلى جهة أخرى كي لا يرى ولا يسمع ولا يحكي؟ 

عجب عجبب عجب....قطط سود ولها ذنب..
ولا يصحّ إلاّ الصحيح.... وننتظر علّ الأيام القادمة تنبؤنا بفرج إنتظرناه ولا نزال.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق