Powered By Blogger

الاثنين، 11 أغسطس 2014

الفقر والجهل والقوانين الجائرة


بعض ما نرى ونعرف ونعيش ماّسيه، مأساة أوطان بأمها وأبيها يبدأ باليأس من حكم جائر وحرية مفقودة وبالفقر والجهل ولا ينتهي بمناهج تعليم ناقصة ساعدت في نشر الجهل المقنّع وأنتجت أجيالا من أنصاف المتعلمين الذيين دخلوا في نسيج المجتمع فأفسدوه. الجهل مضاره محدودة بقدرة الجاهل على إنتاج الفساد فهو يمشي مشي المواشي ولا يبتدع أما أنصاف المتعلمين فضررهم أكبر وخطر وجودهم على المجتمع هو إستمرارية البنى التحتية الفاسدة التي يبتدعون. 

القوانين تهدف كما هو منتظر ومتوقع خدمة الشعب وحمايتهم وإقامة العدل بينهم. لماذا بقيت قوانين العرب على مدى قرن من الزمن جامدة كما ورثناها من الدولة العثمانية وإذا طرأ على بعضها تعديل فمن النادر أن يكون التعديل تحديثا له يراعي الحاجات التي تطورت في بلادنا وفي العالم أجمع. وحدها الدول التي لم تكن تابعة للعثمانيين أو لم تكن ذات أهميه لهم ولم تطبق فيها قوانينها  إستطاعت أن تشرع دون خلفية الإمعان بالتخلف فابتدعت من القوانين ما يتطابق والتطورات الفنية والعلمية والأقتصادية فانتقلت رأسا من أحكام القبيلة إلى الدولة الحديثة دون أن تمر بمراحل التحديث الطويلة الأجل لقوانين بائدة مقاربتها مستحيل . بعض دول الخليج مثل الإمارات سارت على درب  الحداثة من المستوى الذي نحلم بمثله لباقي العرب.

السؤال المتجدد المعاد نطرحه مرة أخرى. هل كل هذه المخزيات من الأعمال صدفة أتت وأعجبتنا وقبلنا بها وقبل بها جيل من المتعلمين ممن حل محل الحكام من نظير ولاة الأمبراطورية العثمانية، فلم يحسنوا الأوضاع ولم يلتزموا خلق فرص عمل تزيل الفقر والجهل وما ذكرنا في سياق البحث والسؤال لماذا؟ يقول البعض أن قدرات المتعلمين تساعد في تحسين مردود الفساد وهذا قول منطقي. ويبقى السؤال هل هي صدفة أخرى.؟

ماذا ننتظر من كل ما قلنا
كل ما حاولنا فهمه وشرحه في مقالاتنا السابقة يلزمنا قبول ما إتضح من مفاعيل وليس غيره.

أ. الفساد المستشري
فالفساد بالمطلق سيستمر وربما يتزايد ويتنوع الفاسدون  بعد أن فقدت الطبقات الحاكمة قدرتها ومكانتها فلم تعد في وضع المستأثر بالمنافع و "بالنهاب وبالسبايا".  لم يعد هناك ستار يختبأ خلفه أي أن الساحة فتحت على مصراعيها لكل فاسد قادر جديد.

والطبقة الحاكمة إياها باقية ولو أحيانا بمسميات مختلفة ، باقية لتستمر في تحقيق هدفها وهو الحفاظ على مكتسباتها  والحفاظ على رؤوس أصحابها ممن يهددها. وهنا لا بأس عندها أو عند بعضها من الألتحاق بمن يهددها كي تضمن ما يمكن أن تضمن، فتطيل ما أمكن من مشاركتها في تعاطي الفساد وإذا أمكن في إطالة عمرها.

ب. التفلت المذهبي
التفلت المذهبي تزداد مساحته ويقوى يوما بعد يوم ويتنوع فالمذهب الواحد ينتج أكثر من حزب.واليوم تتقاتل مثلا فئتان من السنة في سوريا. وتتقاتل فئات شيعية في العراق ولاء بعضها عربي سيستاني وبعضها ولاؤه فارسي خامنيئي . والخلاف سيتنوع وينتشر . التنافس سياسي والمذهب عذر لا مشكل في إستغلاله.

ج. اللامبالاة الدولية
الدول الكبرى والحلف والرأي العام االعالمي شاملا الرأي العام الإقليمي والاسلامي والدول الصغيرة كلها مستمرة باللامبالة ، لامبالاة ظاهرة واضحة والسكوت نمط والتدخل نمط اّخر لكل منهما مسبباته وأهدافه والوظيفة الّانية المناطة بالساكت والمتكلم المتدخل واحدة  وظيفتها  إكمال ما بدأ التخطيط له من عقود. العمل يسير ما دام "الحمار ماشيا" فلا يأبهون لما يقال حتى للشتائم التي تنصب عليهم وعلى أهلهم لا يأيهون. الشتائم أصبحت لغة الاعتراض والانتقاد والسياسة اليوم.

موضوع اللامبالاة والتدخل واحد رغم الأختلاف الظاهر في مبناها ومعناها. تفتيت المنطقة تمهيدا لإنشاء إيالات، ولايات، دويلات وما شاكل أساسسها اثني، مذهبي وعرقي، أي مناطق سكانها من  الاقليات.

 أكثر ما يلفت النظر فيها أنها تتناغم وتسند اساس  إنشاء اسرائيل. فإسرائيل أوجدت كما يدعي مؤسسوها لتحتضن اليهود الذين لا مكان لهم يؤمن لهم العيش الكريم وحرية ممارسة  شعائرهم الدينية، وبما أن الزمن المنقضي من أيام التأسيس وحتى اليوم لم يؤمن لهم حريتهم فما كان لهم من خيار إلا أن يستقووا بسلاحهم وبالدعم المتاح لهم من الغرب ليحافظواعلى وجودهم أو هكذا يحكى فأصبحوا دولة عظمى ، وجودهم القوي يؤسس للحلف  القدرة المحلية اللازمة لإكمال ما خططوا له.

د. التفتيت والتقسيم على وشك أن يتحقق
ونحن نكتب ونستشرف المستقبل لا نرى مدخلا أو سبيلا للتفاؤل فنسمح لقلمنا أو عقلنا بأن يحلم فيقنع ذاته بمرحلية الفترة الصعبة.  هي بدأت ، وهي مستمرة.  القدرة على تفادي ما يجري من تفتيت والحؤول دون  استمرارها يجانبه المنطق والواقع المعيوش ساعة بعد ساعة.

نضرب من الوقائع ما يجري اليوم على سبيل المثال لا الحصر.

غزة مثل ، تضرب ويقتل منها المئات وتهدم البيوت على رؤوس ساكنيها فيتنطح رئيس اميركا ويقول أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن اهلها وعن سيادتها ، حق لا يجوز لغزة ولا لأهلها.

المسيحيون في الموصل والجوار، أقدم مسيحيي الدنيا غربا وشرقا، بعض كنائسهم من عمر المسيحية، يخيروا بين أمور ثلاثة، الإسلام ، الجزية أو أوالسيف ويطردوا من بيوتهم ولا من يتنطح غربا أو عربا أو إسلاما. والانكى أن لا جديد فيما يجري فقد بدأ تهجيرهم منذ أن انشأت اسرائيل فلم يبقى منهم في الارض المقدسة الا القليل. وبعد اجتياح العراق عام 2003 بدأت جولة ترحيلهم بأساليب أخرى  الى ان حلت داعش محل من جاء ليخلص العالم من صدام فأنهت الموضوع كليا بمنحهم خيارا لا يمكن رفضه. المسيحيون في اكثر البلاد العربية لا يحق لهم ممارسة شعائرهم الدينية أو بناء اماكن عبادة لهم أوحتى  دفن موتاهم فيها. أرض الله الواسعة لا تتسع لضريح أحيانا.

الأكراد في سوريا والعراق رغم تمتعهم ببعض الحقوق فهم يرون ما نرى ويحاولون قبل أن يسبق السيف العذل الاستقلال عن سوريا والعراق بدولة هم أسيادها لا داعش عندهم فيها ولا صدام ونحن معهم في سعيهم.

العلويون في سوريا وقد فقدوا الحكم أو هم ساعون لفقده في سوريا بعد ان سمحت ايام لهم انقضت بحلبها كما يحلب الماعز وباستعباد اهلها وحرمانهم من كل شيء حتى، وهو الأنكى، طيبات الحكم، فهم يسعون الان وبوضوح وشفافية  لإستقلال في غرب البلاد حيث لهم اكثرية مريحة  تقيهم من غدرات الزمان أو هكذا يتمنون.

الشيعة في البحرين، وهم أكثرية ساحقة تحكمها على مدار قرن من الزمن اقلية سنية قبلية والا ن وقد سنحت الفرصة من وضع مهتز في كل بلدان المشرق العربي الى جوار شيعي في العراق وشرق الجزيرة العربية وفي إيران الدولة الشيعية القوية والمبادرة وحتى العدائية لحكام البحرين، يسعون لاستقلال عن السنة ولا مانع عند اكثرهم من ان يعيشوا في كنف شيعي اقليمي يوفر لهم جزءا من حقوقهم المهضومة.

 الشيعة في اليمن، شيعة شرق العربية السعودية ، شيعة جنوب وشرق لبنان، تركمان شمال العراق، أقباط مصر،كلهم وغيرهم مشاريع دول في أذهان أو مخططات من له القرار وبموافقة وترحيب المستهدفين علها توفر لهم الأمن والحرية.

نتكلم عن التفتيت،  ولما لا،  ونحن نشهد يوما بعد يوم تسارع الأحداث وقيام دول مذهبية وعرقية وتهجير الاقليات الذين لا خيار لهم الا المطالبة بمكان (دويلة) يعيشون فيه. الا توحي الأحداث بان من يسكت عما يجري يدعم "المحافظة على الاقليات" ويسهل انشاء اماكن سكنها، اماكن تستحدث  لهذا الغرض وقد يسمونها دولا؟  دولاتناسب من وضع في موضع الخوف الشديد مستعدة ان تنسى الماضي بكليته لتضمن مستقبلا امنا . والجدول في الفقرة السابقة يؤشر لما يمكن أن يضاف الى دول العرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق