Powered By Blogger

الأربعاء، 6 أغسطس 2014

هل نصدق


دخلوا وهدموا وقتلوا وجرحوا وعوّقوا وخرجوا. لا سؤال ولا جواب. لم يبق في غزة من لم يفقد ابنا أو أخا  أو أبا  أو عمّا او خالا او زوجة اوإبنة وصهرا وشريكا في عمل وجارا وقريبا وصديقا ومن رأى في غزة من بشر يمشي ويستذكر وجوها ربما لم يعد لها وجود. الثكالى واليتامى والأيامى كلهم في ضمير اليهود إرهابين. أبناء السنوات الثلاثة والأربعة والأصغر قليلا والأكبر قليلا أطفال إرهابيون. يكبرون إذا عاشوا فلماذا نسمح لهم ان يكبروا. ضربة إستباقية تخلصنا من إرهابي قيد التدريب. هكذا يقولون نهارا جهارا ولا نبالغ.

كيري يتشدق ويقول بأن حماس تصرّفت خلال الحرب بشكل مشين." رحم الله امرأ عرف قدر نفسه ". عندها لا يكذب ولا يتشدق. كيري رئيس لدبلوماسية أكبر دولة، أقوى دولة ينقص من يديرها بعض إحترام الذات ولا بأس إذا احترم الآخرين. من صلب الديبلوماسية هذا. من صلب المباديء المسيحية التي يقول كيري وأوباما أنهما يؤمنان بها وبتعاليمها . لا يدل التصرف على صدق ما يقولان.  يمارسان التقية كما يمارسها من يؤمن بالوالي الفقيه وإلاّ فاليفيداننا ويشرحان لنا موقفهما عندها قد نفهم وقد يقنعاننا وإن إستبعدنا قدرتهما ورغبتهما في قول الحق وهما من هما عاملان نشيطان مخلصان للربيبة الأم إسرائيل .

في  جريدة النهار اللبنانية اليوم خبرا مفاده " في شريط فيديو يعود تاريخه الى 2006، يعلن رئيس وكالة الإستخبارات الأميريكية السابق جيمس ولسي : أنا سنضع لهم إسلاما يناسبنا، ثم نجعلهم يقومون بالثورات بشكل يتم إنقسامهم على بعضهم من خلال تحريك النعرات التعصبية (الطائفية والمذهبية)ومن بعدها قادمون للزحف وسننتصر".

وفي خبر آخر تتابع جريدة النهار أن الإستخبارات الإيرانية تكشف أن أبو بكر البغدادي خليفة الدولة الإسلامية يهودي إسمه الصحيح شمعون إيلوت ويعمل لدى الموساد تحت إسم مزيف هو إبراهيم البدوي الرضوي الحسيني. صح هذا الكلام أم لم يصح فإنه يزيد على تخبطنا تخبطا جديدا لم نرفد له موقعا في عقولنا ونحن لا نستبعد أي حدث أو فعل لأننا عشنا ورأينا وسمعنا الكثير ممن رفضناه ولم نصدقه وحاءت أيام تثبت لنا كم كنا مخطئين.

ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بكلام خطير لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، تعترف فيه بأن الإدارة هي من أسس ما سمّي "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بهدف تقسيم الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط عموما." وفصّلت ما جرى وكيف مما أدى إلى بعث التنظيم إياه وذلك في كتابها الجديد "خيارات صعبة" . أعطت موجز القرارات وتاريخ صدورها والأسباب والتغييرات التي طرأت على تكوينه وتقول " تم الإتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 2013/7/ 5 وكنا ننتظر الإعلان كي نعترف بها نحن وأوروبا فوراّ. لكن فجأة تحطم كل شيء دون إنذار سابق وأعطت تفاصيل ما جرى ....ومنه: "ثم نجعلهم يقومون بالثورات بشكل يتم انقسامهم على بعضهم.....، وهكذا".

أمعقول الخبر وما ورد في ال "خيارات الصعبة"؟ إذا صحّت الخبرية صح قولنا أن الإدارة الأميريكية تمارس التقية، والتقية كذب مبرمج،  وهي تكذب إذا فكرت وقررت أن الكذب مفيد لها ولو مرحليا.

هل أميركا فعلا تدعم الدولة اليهودية والدولة الإسلامية في الوقت ذاته. ؟ دولتان ، إذا صح التعبير، لا وازع لهما من خلق وضمير يضربان العرب وغيرهم من أهل الشرق ، المسلمين منهم والمسيحيين ، الأكراد والأزيديين،  الكلدان والسريان ،السنة والشيعة والنصيريين، الأقباط وأهل النوبة، الحوثيين والزيديين في اليمن وكل من آمن بشيء أي  شيء كي يتفرقوا ويخافوا من بعضهم البعض، عن حق أو باطل وتصبح المنطقة بأكملها طيّعة يعيدون قولبتها لتخدم الأغراض التي يخططون أو خططوا لها.

ماذا ينتظرنا إذن؟ ريح سموم عاصفة تأكل منا الأخضر واليابس كما الجراد، والجراد لا يسعى إلا الى طعام مثله مثل أهلنا،  تاركا للمعتدي حرية التعبير ليجرم ما يشاء وكيفما شاءوأنّى شاء داعيا عليهم، كما تدعو الثكالى ..الى جهنم وبئس المصير.

ونكتفي اليوم بهذا القدر لأن ما كتبنا يجعلنا حزانى مجروحين في صميم أفئدتنا ضائعين لا نعرف لمن نلجأ ومن لجأنا  اليه سابقا منخرط غارق إلى أذنيه في تدبير المأساة ورعاية القائمين عليها وتأمين مستلزماتهم ليبدعوا أكثر  في ما هم به مجرمون.






  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق