Powered By Blogger

الخميس، 7 أغسطس 2014

وعد بلفور: نصه ومضامينه

https://mail.google.com/mail/u/0/images/cleardot.gif
عندما أجريت الدراسات التي إستغرقت وقتا طويلا ليصدر عن بريطانيا العظمى اّنذاك بيان وعد بلفور السيء الذكر المؤلف من( 67 ) كلمة فقط باللغة الانكليزية، قيل فيه وفي نصه الكثير. لم يؤخذ بعين الإعتبار عندما أعلن ما يمكن توقعه من عداوات وإشكالات لا بد وأن تنشأ ولا حل لها.

دروس وتخطيطات إنشاء الدولة العبرية بدأ على ما نعلم خلال القرن التاسع عشر ويقال أن اّل روتشيلد كانوا يخططون للغرض نفسه قبل ذلك بوقت طويل وان طول الفترة التي استغرقتها الدراسة توحي بأنها كانت جدية وانها دخلت في كل تفصيل ولم تترك امرا الا تعمقت فيه ونظرت في أعماقه لتصل الى فهم كامل لمفاعيل ايجابيات ما ارادوه وتفادي سلبيات ما عرفوه من خلال دراستهم المعمقة والتي لأهميتها لم تترك امرا الا ولحظته . السؤال مثير وخصوصا لان اّل روتشيلد، متبني الفكرة والمشروع، مصرفيين اعتادوا تمويل المشارع بناءا على دراسات جدوى فهل أخطأوا ولم ينتبهوا الى ماّل المشروع الأهم الّذي تبنوه وموّلوه وأشرفوا على تنفيذه وأيضا بإشراف من مفكرين كبار ساهموا في التفكير ومراجعة ما كتب ؟

المعنى أن هناك أحد إحتمالين لا ثالث لهما:
 الأول أن وعد بلفور كان إبن ساعته وهذا يعني أنه صدر إستلشاقا أو غباءا. فإذا كان كذلك فلماذا خضع لمراجعات واستشارات شارك فيها مسؤولون كبار في بريطانيا كما في الولايات المتحدة بعد أن قام من قام بمسح جدواه.

 والأحتمال الثاني ويبدو أنه أصوب، أنه صدر وبمعرفة دقيقة وكاملة لمفاعيل الاثر المادي والمعنوي والأستراتيجي للقرار . وقد يعني أن الذين درسوا وخططوا وقاموا وبكفاءة بحماية ما قرروا لم يستهينوا بمفاعيل القرار وردود الفعل التي قد تنتج . سؤال يطرح وليس عندي ولا عند غيري من إجابة. أيجوز لنا  أن نتساءل عما إذا  كان إنشاء الدولة العبرية كما أنشئت وكما هي وكما نراها لم يكن بالفعل ما خططوا له. من غير الطبيعي أن تطرد شعبا من أرضه وتخلعه من جذوره ولا تتوقع أن يطالب بحق ولو بعد حين؟ المؤكد ان هذا الموضوع قد أشبع درسا مما يثير السؤال مرة أخرى ولو بكلام مختلف :هل كان للقرار أصلا هدف اّخر؟  يعود السؤال يراودني ولا أجد له جوابا فأفتراض غباء من خطط والقول أن القرار لم يكن حكيما إفتراض تعوزه الحكمة والدليل وتجربة العقود الزمنية السبعة الأخيرة. 

أقول ما أقول لأن سياق الكلام جديد لم نره سابقا ولم نفكر فيه لبعده عما ألفنا من مقاربات لهذا الموضوع الشائك الذي يشغل العالم بمخاطره وتأثيراته المباشرة ويشغلنا لأننا في الواجهة وأقرب الدنيا الى مواجهة ما يبدو أنه يحيط بنا.


مرة أخرى أتوه في أجواء سوريالية لأتساءل، الم يكن ما نشكو الأمرين منه الان وعلى سنوات وعقود مضت مخطط له؟ هل ما نعاني منه اليوم حصيلة جهد لخير المحترفين  طال أمده ونجح! وهل كانت مساهمتنا بإنجاحه عن غباء، عن وعي، عن غباء تخالطه المعرفة أم كان تعاملا لقاء مقابل، مال ووجاهة، وألقاب في غير موقعها، وحكم لا عدل فيه لأقطاعات تبدو كإقطاعات اّل عثمان والتي لا يزال بعض أكثرها في مكانه حيث تركوه وحيث تركوا له ثقافتهم وثقافة من أورثوه

:هنا النص
وزارة الخارجية
في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر جيمس بلفور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق