Powered By Blogger

الاثنين، 4 أغسطس 2014

رجال أمسنا حكموا وحكام اليوم خافوا فغابوا


أبوبكر البغدادي خليفة المسلمين عينته الدولة الإسلامية ثم بايعته والزمت الكثيرين مبايعته فبايعوه. وهو اختار أميرا للموصل يقوم مقامه ويعمل تحت رايته إسمه سلمان
الفارسي، لماذا الفارسي إسمه والفرس شيعة مرتدون. هكذا بدأت داعش مشوارها الدموي فقتلت وهجرت المسيحيين أولاّ واستتبعتهم بأقليات أخرى ولم تستثني الشيعة .الشيعة في قاموسهم مرتدون عن الإسلام والحد فيهم السيف. المسيحيون أهل كتاب والحد فيهم  الجزية أو إشهار إسلامهم فقط وقبل أن يصبح السيف  الحد كما للشيعة. تأمّلوا وفكروا وهيئوا الرقاب أو بايعوهم وسيروا سيرتهم ولكم الحرية في اختيار ما يناسبكم أو ما تقبلون.

تحدثنا عن النصارى في بلاد عربية كثيرة ولم نأت على ذكرها كلها. أولاّ لأننا لا نعرف تفاصيل ما يجري فيها ولا نريد أن نكتب دون سند عن أي منها. السودان كثيرة أخباره وهو لا يريد النصارى فيه. والأردن لا يتكلم عنهم إلا وراء الجدران وبين أبواب مغلقة  وأكثرهم ينتمي إلى عشائر سكنت تلك الصحراء من زمان وقبل أن يحكمها الهاشميون. وباقي البلاد لا مسيحيون فيها إلا لمن يسكنها  للعمل وهو بهذه الصفة مقيم مؤقت ومفيد لتلك البلاد وللأعمال فيها.  

يبقى لبنان ونحن لم نكتب عنه كي لا تصله العدوى أو شرارتها  فيشغلنا عن كل شيء آخر. لكن،  هيمنة حزب الله على البلد ممثلا ولاية الفقيه الفارسية، هو وأعوانه ، اشتراهم ووضعهم في الإحتياط ، وأعطاهم  من المال المسيل للعاب المنتسبين اليه ما كفاهم شر العوز، وللعوز تعريف وتعريف، ووعدهم بالمن والسلوى وحماهم من مساءلتهم في سرقاتهم من الدولة، سرقات على المكشوف، ووعدهم بإيصال زعيمهم إلى سدة رئاسة لبنان ولم يف بعهده ولا وعده . هو لا يستطيع ولا يريد أن يفي بهذا الوعد لأنه ليس صاحب القرار . القرار للولي لبفقيه في بلاد فارس . زعيم أعوانه من النصارى لا اإتّزان في تصرفاته والحزب يريد في الرئيس حليفا يستطيع الركون إليه ونحن وقد ضربنا حيص بيص في وضع اليائس لمعضلة لا حل لها. لا رئيس الآن للبنان ولا مجلس نواب جديد ينتخبه الشعب بل تجديد آخر كي يبقى الراضون حيث هم دون أن يحتاج المهيمنون إلى إعادة "تثقيفهم" . والإدارة فيه تتلمس طريقها دون جدوى فمرض الإنحلال أصابها ولا ندري إلى أين يسير لبنان، بلد الجمال والعلم والثقافة والفن ورائد كل جديد حلو المذاق مفيد.

يراودنا ونحن نفكر ونتأمل ومن ثم نكتب السؤال الذي كنا نأبى طرحه. هل منع إنتخاب رئيس للبنان يستند إلى قرار أو حتى رغبة في أن لا يكون الرئيس، كما يفرض دستور البلاد مسيحياّ؟ أو بشكل أوضح هل يشارك الجميع في التطهير المذهبي أو العرقي ، سنة داعش وشيعة بلاد فارس؟ هل هناك حربان أحدهما سني –شيعي وآخر اسلامي – مسيحي؟ نكره طرح السؤال ولكن لما لا نسأل والأمور تجري كما نعلم ونرى ونخشى في إتجاه يلزمنا الشك. هل من توضيح؟   لبنان دفع ويدفع كل يوم ثمن ما يجري في الجوار وهيمنة الحزب وتصرف أعوانه. واليوم نشهد حربا فعلية على حدوده من داعش والنصرة وفلول جيش الأسد الرابض في ربوع أقليته النصيرية العلوية، وجيش لبنان يدافع عنها ويمنع تمددها جيش يدفع دم أبنائه ثمنا غاليا لها ولم يكن للعدوان سبب لو استثنينا الدافع الديني المذهبي والتطهير العرقي.

كما سبق وأسلفنا ورددنا وتعبنا من التكرار والترداد لا حياة لمن تنادي عربا كانوا ،مسلمين كانوا أو من أهل الغرب المسيحي ، كلهم يشغلهم كل شيء إلاّ مشكلة مجموعة ممن صنعوا التاريخ وعلموا البشر وثقفوهم وأقنعوهم بإنسانيتهم فأبدعوا وبنوا الممالك والدول وشرعوا  وأسهموا في نشر الأديان، أديان الحق منذ آلاف السنين. ألم يسمعوا بحامورابي مثلا؟ ألم يروا في نينوى والموصل ما بناه لنا أجدادنا من حضارات وثقافات لا تزال منبعا شربت منه حتى الثمالة كل الحضارات التي تبعتها وجاءت الديانات السماوية من صلبها .

لهذا وليس لأي سبب آخر عاث كل مجرم خبيث فسادا في أرضها . لهذا وليس لأي سبب آخر غاب الغرب عن السماع وصمت. وليس لأي سبب آخر أتانا آخر الزمان داعش والنصرة والحوثي والاحزاب التي تعمل باسم الله أكان إسمها الإخوان المسلون  أو حزب الله والأفراد اللذين "صح لهم" أكان الإسم أسد أو صدام أو المالكي أو غيرهم وهم كثر.
هل نلجأ إلى الله ونصمت كما  صمت الآخرون وانزووا حيث لا يسمعون ولا يرون ولا من يحزنون؟  



               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق