Powered By Blogger

الاثنين، 18 أغسطس 2014

العقل والضمير


داعش تذبح وبالأمس ذبحت ثمانين من الرجال الأزيديين بعد أن أبعدت نساءهم وأولادهم والأطفال الى حيث لا ندري ،  على سبيل السبي أو العبودية واحتلت المزيد من قراهم وستتولى أمر أهلها تماما كما تولت أمر أهل بلدات وقرى سبق أن احتلّت.  لا تزال اللامبالاة والوعد الكاذب بالفعل أمر اليوم.

سندرس الوضع ونقرر خلال فترة لا تتجاوز التسعين يوما. هكذا وعدت إحدى اللجان التي كوّنت بالأمس لدراسة ما على العالم أن يفعل تجاه ما تدرس هذه اللجنة. بعد تسعين يوم يكون "إللي ضرب ضرب واللي هرب هرب". لا بأس لأن الناس في بلادنا، بلاد البلهاء، أمرهم لا يهم فتهجير بضعة آلاف منهم أو حتى قتلهم لا يهم.

حرب غزة وما هدم فيها ومن قتل أو عوّق ومسيحيوا سوريا والعراق وتهجيرهم وقتل بعضهم لا يوازي ولا يجوز أن يقارن بالمدنيين اليهوديين اللذين قتلا خلال حرب غزّة. هذا منطق المهتمين بما يجري. وبكل حال فإن الفترة التي بدأ وانتهت فيها حرب غزة وانتهاك حقوق الأزيديين ومسيحيي العر اق وسوريا لم يستغرق التسعين يوما التي وعدت تلك اللجنة التي "ستدرس وتقرر خلال تسعين يوم". بمنطق الزمن الحالي .ما يجري اليوم فإن اللجنة وقراراتها ستكون عديمة الفائدة لأن الوضع العام والتهجير وهدم القرى والمدن والقتل يكون أخذ مداه كما أن جغرافية المنطقة قد تكون تغيّرت وبالتالي لجنة جديدة تحدّث ما احتوى تقريرها الأول.

"سيأتي الله بالفرج القريب"، مثل أعطيناه لتوضيح "حرفي الإستقبال " السين ، وسوف ، وهما من الحروف التي تلتحم بالفعل ، وتصبح كالجزء منه ، فلا يجوز الفصل بينها وبين الفعل." هذا مبدأ لغوي واضح. فالسين مثلا وكذلك وسوف يستعملان الآن وبالنسبة لأوضاعنا البائسة في غير موضعهما ولغير السبب الذي من أجله إستحدثا.  الآن لا يلتحم السين بالفعل ولا يصبح كالجزء منه ويفصل السين عن الفعل الموعود. يستعملان في بلادنا من الكل، الجميع، عربا كانوا أو مسلمين وبشكل أوضح من الغرب وإيران ولما لا تركيا أيضا لها موقع في هذا الموضع إما للكذب عن مسعى ما أو لتأخير الفعل ليصبح كأنه لم يكن..

نعتذر لما نستعمل من تعابير لأنها تعتمد المنطق من زاوية ما نعرف والأرجح أن هناك الكثير مما لا نعرف والمعرفة لعامة الناس أمر لا هو ميسور أوربما غير مسموح. لهذا كان ما كتبنا تطبيق مباديء عامة على وضع خاص. وسنكمل بما نملك من علم ونقارن الحق بالباطل، الباطل ألذي نرى يومابعد يوم ونعرف لأن لا جديد في هذه الدنيا.

تحدثنا في مواضع أخرى نشرناها على مدونتنا في الحكواتي عن الضمير وقلنا أن المهتمين في أمور  شرقنا هذا وفي استحداث الويلات فيه لقصد نستشرفه من الفعل ولا نعرفه بالتفصيل المفيد   لا ضمير لهم فيما يقومون به ولا يستحون. بكل شفافية يخربون هذا الشرق الذي فيه نمت الحضارات والثقافات والأديان. ربما يدّعون أنهم يقصدون خيرنا قبلنا أم أبينا  وضميرهم مرتاح. ألواقع أنهم يتمادون بالإدعاء الكاذب 
والقول الممجوج. من المهم وضع الأمور في نصابها:
.       
       "لا يعيش الضمير في عزلة عن العقل، بل هناك تشابك عضوي بينهما ولونٌ من الوحدة والاتساق، وبهما معاً تكمل وتتم شخصية الإنسان ويمتاز عن الحيوان وسائر المخلوقات."

هذا ليس إختراع لنا بل هو أساس في الإنسان كما خلقه الله أو كما وصف داروين نشوءه والترقّي. إذا لم يكن عقل لا يكون ضمير. العقل الكامل مفقود عند أكثر المخلوقات الدنيا وبالتالي البحث في الضمير فيها غباء لا غباء بعده أو قبله وضياع لوقت باحثه. وهكذا من يتولى شؤوننا أكان عضواّ مؤسساّ لمشاكلنا المستحدثة أو بريء ضائع يبحث في التخفيف عن بعض همومنا. كلهم ضميرهم مستتر لا ندري في أي مزبلة يقيم. لا أظنهم تخلّوا عن الضمير بل الضمير تركهم لعقولهم تسرح وتمرح ولا وازع واختار أن يختبيء كي لا يوصم ببعض أو كل أعمالهم.

نعود إلى اللامبالاة وعوراتها؛ اللامبالاة صفة كل بلد ومؤسسة وهيئة في هذا العالم تعتني، بمعنى تتدخّل، بشؤوننا. واللامبالاة نوعان. النوع الأول يتعلق بكل شيء عربي أكان مشكلة أو جريمة، ترويع أو قتل، هدم أو تهجير أو أرقام بالآلاف عن مهجرين وفي سوريا بالملايين لا يهم ولا يقتضي السرعة أو التسرّع بل التروّي والتفكير المعمّق بالأسباب والنتائج وكأن العالم إيّاه لا يدري ولا يعرف ويحتاج إلى وقت إضافي ليخطط. كالعادة الكذب أمر اليوم وهو أمر كل يوم..

النوع الثاني من اللامبالاة غير منظور. إسرائيل لا أحد يفكّر بالتعمق في ما تقوم به. لا يبالون لأن القرار هو "أنصر أخاك ظالماّ أو مظلوماّ". كل ما تقوم به الدولة اليهودية صحيح ويستحق الدعم المباشر أو حتى الإستباقي. إذن لامبالاة العالم مقبول ومرحب به من اليهود ومن يخاف عليهم ربما أكثر من خوفه على بلده. هم ملتزمون بل ملزمون بما يقومون به. والإلزام يكون من سلطة عليا تأمر وتنهى، ولا رادّ 
لأمرها ونهيها بينما  الالتزام هو التقيد وربما التعبد بهذا الواجب حتى ولو خالف تقاليد أهله ومجتمعه. هذا مايظهر أنه جار الآن.


نكتب من زاوية وجدانية ولكن لا عقلنا ولا الضمير ينحرف  ولو للحظة عن المآسي التي تتجذر في أرضنا ، تتجذر لأن هناك من يسعى لذلك. غزة فلسطين ،مسيحييوا العراق وسوريا، الأزيدييون في كردستان العراق، مهجّروا وقتلى نظام الأسد وإيران وحزب الله والحرس الثوري 
الإيراني، عرسال ، الحوثيون وصنعاء وليبيا التي عانت ولا تزال وغيرها الكثير، كلها تحتل حيزاّمهماّ في عقلنا وعقول كل من يدّعي أنه إنسان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق