Powered By Blogger

الجمعة، 15 أغسطس 2014

صدف تتكرر

على لسان رئيسها باراك أوباما في مقابلة تلفزيونية مع توماس فريدمان يوم الثامن من آب هذا العام تقول: من المدهش أن نرى ما أصبحت عليه إسرائيل خلال العقود الماضية. لقد أخرجت من الصخر بلداّ نابضا بالحيويةّ وناجحا وثريا وقويا إلى درجة مذهلة، وهو شاهد على عبقرية الشعب اليهودي وطاقته ورؤيته..." وأشاد بقوة إسرائيل العسكرية  ولم يبقي من كلام المدح إلاّ واستعمله. ولكنه إستطرد وقال أن هنالك شعب آخر يحتاج إلى أرض وله حق في أن تكون لهم دولة إلى جوار إسرائيل.

إسرائيل أخرجت من الصخر بلدا نابضاّ. لم يكن قبلها في تلك الأرض القاحلة ناس آخرون ولا من يحزنون. جاء اليهود بمعاولهم يحرثونها كي تنتج لهم ارضها قمحا وخضارا وأشجارا فيعتاشوا. لم تأت بهم بلاده وبلاد من إئتمن عليها، دولة منتدبه من هيئة الأمم إسمها آنئذن بريطانيا العظمى ،لتحافظ على ما فيها لمن فيها. فلما إستحكمت حلقات خطّتها سلّمت لليهود كي يبنوا عليها وطناّ لهم بعد أن هجّروا أهلها ونشروهم في أصقاع الدنيا لاجئين محتاجين مرذولين كي تبقى أرضهم ملكا لليهود فيخرج اليهود من صخرها "بلدا نابضا ناجحا وثريا ...". أليس هذا ما يحدث الآن لأهل سوريا والعراق والسؤال هو فقط : لمن ستسلم هذه الأرض عندما يستكمل مخحطط التهجير ومن سينتفع من فلاحة صخرها.

نسي أوباما أو تناسى فهو على ما يقال مثقف عالم لا يخفى عليه أن بلاده موّلت ولا تزال تموّل إسرائيل كي تبني جيشا وصناعة فتقوى وتثري وتذهل من أراد أن يذهل مما صنعت أو صنعوا لها لا فرق. ألم يزود الدولة المذهلة بالذخيرة في حرب غزة في شهرنا هذا الذي خو قريب لدرجة أن نسيانه يكون إنتقائي كالعادة أو طبيعي لاإرادي وعندها تكون كل خطاياه مغفورة لأنه لا يملك ذاكرة وعليه  ولا عدل في  العتب عليه.  الذخيرة المخزونة عنده نفقت. إستعملها كلها. لم يبق منها ما يكفي لمحاربة شعب غزة الفقير المحاصر منذ ثماني سنين الجائع الممنوع عليه ترك غزة أو الرجوع إليها،  فماذا لو أن أوباما غضّ النظر ولم يلتزم بتزويد اليهود في الوقت المناسب وخلال ساعات بما احتاجت اليه.؟ أكان إعجابه بقدرات الدولة اليهودية العسكرية تغيّرت؟؟

في العراق تتناول الأخبار عمليات إجلاء للأقليات تقوم أو تنوي أن تقوم بها أميركا. إلى أين سيرحّلون. "هل تستعاد  أيامنا  وليالينا" أيام 1948 ويرحّلوا على طول. ألا نكون خدمنا داعش خدمة جلّى بتخليصهم من مشكلة الأقليات الذين هم يسعون إلى حلها  بتهجيرهم؟ صدفة ربما.؟ بدل من ان "يتغّلبوا" بذبحهم للخلاص منهم يأتي من يأخذ المشكلة عنهم  على عاتقه فيرمي الأقليات إن استطاع في مزبلة ما، يسميها دياراّ جديدة آمنة. وقد تربحه في نظام ديمقراطي حيث الناس لا تعرف كل الحقيقة، تربحه بعض الأصوات في حملة إنتخابية ما.

وهل مساعدة الدولة الإسلامية المعروفة بداعش فيما ذكرنا  في أسطر في هذا المقال ومساعدة الدولة اليهودية المعروفة بإسرائيل في أسطر أخرى في بداية هذا المقال محض صفة؟ ألم نتساءل كثيرا عن الصدف وتكرارها ومعناها وما تخبيء من معاني عجزنا عن فهمها وبالتالي   عجزنا عن تفسيرها. ألا تأتي هذه الصدف فتلفتنا إلى أمر غريب عجيب.

 المعنى القاموسي لكلمة "صدفة" :ما يحدث عرضًا دون اتِّفاق أو موعد، أمر لا يتكرر فإذا ما تكرر يتغير المسمى ليصف الحالة. أي أن كلمة صدفة لا تنطبق  على أمر يتكرر. وإذا ما كان إتفاقا فإن المقصود بالصدفة هو مخطط مقبول من طرفين على الأقل وكذلك لو كان موعدأّ.

هل يحق لنا في تحليلنا أن نربط ما يجري بمخطط متفق عليه وعلى موعده؟ ونستثني الصدف لأن لا محل لها في الإعراب ولا في ما يحدث عرضاّ؟. سنترك أمر تحليلنا للتدقيق المتزمت المتشكك بصحة هذا التردد قبل بصم استبعاد الصدفة هذه بحيث نترك للصدفة مكان، ولو مشكوك فيه، ولو تكررت. نتابع الأحداث ونفهم سبب عدم تلميح أي سياسي  أو متدخل ولو عن سوء نية أو حتى متشكّك يريد أن يضطلع على معلومات أكثر قبل أن يقبل أو يرفض نظرية المؤامرة التي نتبناها في سياق ما نقول وندّعي لأننا أعطينا من الأسباب ما يدفعنا في هذا الإتجاه والقبول به لأن عجزنا عن فهم ما يجري في نطاق أعمال الدعم للبعض والتهجير للبعض الآخر في آن ولأسباب متناقضة لا يلزمنا بغي ذلك.

أملنا كبير بأن يتطرق من يشاء لهذا الموضوع فنتساعد ونتكاتف فقط للإتفاق على معنى كلمة ترددت بكثرة وأدخلت التحاليل في متاهات التفسير لنجزم معاّ ونقول أن الأمر لا يعدو كونه مجرّد صدفة ولو عجيبة أو مخطط للبلاد والعباد يجدر بالجميع الوقوف بوجهه.

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق