Powered By Blogger

السبت، 23 أغسطس 2014

وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي ***** حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَم



وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي *** حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَم
إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً *** فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ
هذا قول للمتنبي يصف وضع أوباما اليوم بعد أن هدّد وتوعد وسلّ السيف ثم إكتفى، على قول امرؤ القيس، من الغنيمة  بالإياب تاركاّ داعش وأخواتها وأخوها المشترك في صناعتها يسرحون ويمرحون ويتمدّدون أينما أرادوا دون حسيب أو رقيب أو وازع من ضمير.
نيوب الليث البارزة كانت مشروع خبرية هزلية ظنها الناس ومن ثم تيقنوا أنها كذلك. يا ليتها كانت كما أراد المتنبي نيوباّ تبعث الرعب في نفوس وقلوب الدواعش وتطمئن المأسورين المهدّدين من أبناء سوريا الذين علموا بنيات الأسد وداعش وشاهدوا ما جرى ودفعوا دماّ وفقدوا كرامة وبيوتهم وارزاقهم ووقفوا صفوفاّ أمام أكواخ المحسنين يحملون البطاقات ليثبتوا للمحسن الراعي أنهم سوريون محتاجون.  
ورضي أوباما ، على قول إمرؤ القيس:
وقد طَوَّفْتُ في الآفاقِ، حَتى ... رَضيتُ، مِنَ الغَنيمَةِ، بالإيابِ،
فآب بما إستسهل وسمحت له رؤياه وما إرتأى  من حلول ، آملا أن لا يسمع بهذه الخبرية بعد ذلك التاريخ.
المؤسف أن ما آب به لم يكن نهاية ما هرب منه. اليوم يطالبه الشعب، الشعب الذي يختار للبلاد رئيساّ، بأن يقطع دابر المؤامرة المحاكة ضدّهم ويمنع عن المواطنين القتل وخصوصاّ ذبحاّ فوجد متأخّراّ جداّ أن عليه أن يشرب الكأس مرّة هذه المرّة ويفكّر ويبتدع ويلمّلم أعصابه ويقرّر بعد أن يفهم أن ما يصيب الناس في بقاع الأرض قاطبة لا بد وأن يفيض ويصيب آخرين في أصقاع أخرى ومنها بلاده والمواطنين القابعين في أرجائها آمنين وربما في أرجاء بلاد أخرى لا أمان فيها ولا مهرب.
لا نأمل من  الكلام المتجدّد أكثر مما أملنا وخابت آمالنا على مدى سنوات. خبرة أهلنا في تصديق ما يتفوّه به لا تسمح لنا بانتظار ما "يفشّ الخلق" بل نرى أنه سينحصر إلى حدّ ما يؤمن له بعض القبول في بلده ولا يهمه بقيت داعش أو بقدرة قادر إختفت أو رحلت.
بالأمس قال أنه سينتظر تأليف حكومة جامعة في العراق قبل أن يبحث مع العراق كيفية مواجهة داعش ودور العراق وبلاده فيها. حكيم هذا القول ولكن إنجاز تأليف الحكومة يستغرق وبإجماع الآراء ما لا يقلّ عن بضعة أسابيع.  هل لدى المتضررين أسابيع يصرفونها في غياهب الإنتظار وما ثمن ذلك؟ دماء مستمرّة تغذّي أنهار الدماء  في الموصل وحلب والرقٌة وحماة وحمص ،الدماء  المنبعثة من أجساد النصارى والأزيديين وكل مذهب وعرق . لا، لا يمكن أن "ننام على حرير" ونصدّق من وعد ولم يف بوعد أطلقه ولا مرّة.  وهنا يستوقفنا شعر للأمام علي إذ يقول:
ولا خير في وعد إذا كان كاذباً     ولا خير في قول إذا لم يكن فعلُ
قرار أوباما تأخّر وحتى لو وضعنا عقلنا وصدق أوباما جانباّ فإن داعش تجذّرت وانضم اليها خوفاّ أو قناعة من لم يكن لينضم إليها لو صدق الوعد ألذي أطلقه منذ عامين واكتفى بتخفيض مخزون الأسد من الأسلحة الكيميائية تاركاّ له الحبل على الغارب ليحافظ على عرش العائلة ويقتل ويدمّر ويرحّل ويهجّر فلا يبقي من رعايا عرش والده ضيعة أو مدينة أو ساكناّ في أي منها إلاّ وأصابه بالبليّة ولكنه بقي معتلياّ عرشا مصبوغا بالدماء شاكراّ لمن ساعده على ما قدّم له ليبقى ولو ترك الكل سوريا وبقي هو والعائلة والأولاد الذين سيعتلي أحدهم عرشه لو بقوا وحدهم دون غيرهم يملأون الأرض ذرّية على طراز ما شفناه في حرب الغرب الثانية والكبرى. الآريون والنصيريون من طينة واحدة وسيكرر الجالس على العرش ما فشل الألمان في تحقيقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق