Powered By Blogger

السبت، 2 أغسطس 2014

الصمت العربي

هل فتح خادم الحرمين كوة في جدار الصمت العربي المريب  عندما ندد في خطبته يوم الجمعة أمس بقوله: من المعيب أن يقتل الإرهابيون بإسم الدين،  والملك عبدالله هو من هو في موقعه من الإسلام؟ أهم ما نرى فيما قال أن قائله وهو رمز كبير من رموز الدين أجاز لمن يريد أن يقول ما يريد في التطرف الإسلامي بغض النظر عن ماهيته. وهو ندد بالصمت العالمي حيال غزة مشاركا الغرب والعرب والمسلمين كلهم دون أن يستثني أحدا. خادم الحرمين إنضم الينا، نحن الشعب العربي في مقولاتنا وثم من اشمئزازنا من الإنحياز الغربي السافر للمعتدي  واللامبالاة العربية والاسلامية لما يعاني منه المعتدى عليه

وقال أن من مهبط الوحي ومهد الرسالة يدعو قادة وعلماء الأمة الإسلامية لإداء واجبهم تجاه الحق... وأن يقولوا كلمة الحق ,، وأن لا يخشوا في الحق لومة لائم، فالامة اليوم تمر بمرحلة تاريخية حرجة ، وسيكون التاريخ شاهدا على من كانوا الأداة التي إستغلها الأعداء لتفريق وتمزيق الأمة وتشويه صورة الإسلام النقية. وحذر المتخاذلين عن أداء مسؤولياتهم من أجل مصالح وقتية أو مخططات مشبوهة بأنهم سيكونون أول ضحاياه غداّ

هذا كلام حق يرجع صدى ما يحس به كل مخلص مؤمن صالح عندنا وفي الدنيا كافة
وصوت نشاز يقابله، والمتحدث هو إياه الرجل الذي فقد الضمير عند مصالحه الوقتية وهو يغرد ويتشدق ويقول ويدعو الفصائل الفلسطينية إلى الإفراج عن الإسرائيلي الأسير شرطا مسبقا لإزالة التوتر وإعادة اقرار وقف إطلاق النار الذي انهار. ولاحظ سلمت بصيرته وبصره ، أن محاولة اعادة الأمور لما كانت عليه سيكون تحديا ولكنه سيواصل بذل الجهود. باراك حسين أوباما قال ووعد وفهم كيف وأين أسر العسكري وعليه اقتنع وقال ما قال

اسرائيل على لسان رئيس وزرائها إستثنت الأنفاق من مفاعيل الهدنة  وأكدت بأنها مستمرة في هدم الأنفاق في الحرب ووقت الهدنة على حد سواء. والعسكري اليهودي حامل الجنسية البريطانية أسر عند أحد الأنفاق. فهل عند باراك رؤيا خاصة،  فإسرائيل تهدم الأنفاق بالمتفجرات والآليات الكبيرة وعلى أهل غزة التفرج فقط؟؟ لماذا لا يطلب أوباما ونتنياهو منهم التصفيق أيضاّ؟

وزير خارجية الدولة العظمى يتلمظ إذ يخشى " تصعيد العنف ويدعو ..لضمان الإفراج عن الجندي الأسير". أي تصعيد يشير كيري اليه. ألم تقتل جحافل جيوشهم العشرات صباح عملية الأسر و1600 على الأقل منذ بدء العملية ، عملية القتل والإجرام والتصعيد الذي يشير اليه من إعتبرته إسرائيل فاشلا وأقامت الدنيا عليه ولم تقعده بعد

تؤسفني المقارنة بين ملك مطلق الصلاحيات لا يدعي الديمقراطية ولم ينشأ على تعاليمها ،يقرر عن شعبه دون أن يرجع اليهم ولكنه يتحسس مآسي الناس ويقول قولا كريما إقتطفنا منه بعضه فقط لنشكر له ثورته النقية . وبالمقابل وللمقارنة فقط رئيس أكبر وأغنى وأقوى دولة في هذا العالم، دولة نشأت على مبادئ العدل والمساواة والديمقراطية وتبشر بها وتنعى من لا يسير على هداها ، عالمنا القبيح بما ترسمه هي والروسيا والغرب وملوكنا ورؤسائنا ودول عالم الإسلام على حد سواء،  من خطط تخريب وهدم وإثارة للنزعات الخبيثة من طائفية وعرقية ومصلحية ولا تخاف الله ولا ما جنت أيديهم وعقولهم من ’مآثر’ خجل هولاكو من أن يقوم بمثلها ولا بد أن ترتد على من رعاها وعلى أمم بريئة لم يكن لها يد بما فعلته هذه الحفنة من الدول، في يوم آت وترتد عليهم بأضعاف ما صنعت أياديهم. والحديث يطول ولن ننسى غزة فلسطين هنا وقد عانت من القتل والتهديم والصمت القاتل  الذي لم يبدأ يكسره إلا الأمس بما قاله  خادم الحرمين الشريفين علّ في المبادرة ما يحفّز الآخرين على قول الحق ومتابعة ما يجري لمنع الظلم عن الناس من كانوا وأينما وجدوا

كيري يقول مرددا ما تهدف اليه سياسة رئيسه أن الولايات المتحدة ملتزمة ضمان أمن إسرائيل وأنه لأمر حاسم ..هكذا..لمصالح اميركا مساعدة إسرائيل على أن تحافظ وتطور أسلحتها على قدرة قوية وفعالة في مجال الدفاع عن النفس وأن السلاح والذخائر المعطاة لها خلال حربها الحالية تتناسب مع الأهداف. نسي كيري ربما أن يقول وقد داهمته الغيرة على مصلحة الربيبة العزيزة أن بلده ملتزم ضمان انتصارها في أي حرب تخوضها وقد أثبت التاريخ صحة ما نسي أن يقوله المستر كيري

لا خيل عندك تهديها  ولا مال....فليسلم النطق إن لم يسعف الحال      

النطق الحسن لم تنله فلسطين ولا غزتها ولا النصارى في الموصل ومصر ولا المحرومين أنّى وجدوا. رحم الله المتنبي ، قال ومشى وتركنا نردد ما قال

وللتخفيف عن عبء المآسي التي تشغلنا نردد ما قاله نزار قباني، وليفهم من يقرأ ما يريد أن يفهم مما قال
ماذا أقولُ له لو جاء يسألُني                              
إنْ كنتُ أكرهُهُ ... أو كنتُ أهواهُ ؟                           
لا جواب  واليوم حتى لا سؤال فقد تعبنا ولا جواب لما طرحه نزار في سؤاله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق