Powered By Blogger

الخميس، 28 أغسطس 2014

التيارات الإسلامية السلفية الجهادية

 التيارات الإسلامية السلفية الجهادية

بهدوء لافت، نشات وتطورت التيارات الطائفية المذهبية في جميع بلاد العرب لأن الأنظمة السائدة يضيق صدرها بالكلام الصادق الحر فتخنقه، وأساليب ذلك في بلادنا متطورة،  وعلى مهل أحيانا تتقدم خطوة خطوة إلى أن تقونن التعتيم وتجترح التشريع المناسب لأغراضها وأهدافها هذا اذا كان لها اهداف اصلا وتورد من الأسباب ما تفترض انه مقنع للناس.

في وضع مزر من هذا النوع ينصرف الشباب الى الأجتماع حيث لا نفوذ للدولة  فقط ليمارسوا وان بالحد الأدنى حقهم بالكلام. تفتح لهم دور العبادة يشاركون في الصلاة فيها ويستمعون الى الخطب الدينية ويناقشونها فيما بينهم وما ان يمضي زمن يقصر أو يطول حسب مستوى التلقين حتى تبدأ محاولات استمالتهم لمبدء او لاخر والبعض يقتنع ويلتحق بمن استماله.  غسيل الدماغ يبدأ هنا.

هذا الشباب العاطل عن العمل الممنوع من التعبير عن مكنوناته ، فقير الحال الذي لا تحق له  الشكوى، ربما هو من عائلة تعتمد في عيشها عليه فيشعر بالنقص لعدم قدرته على القيام بأبسط واجباته تجاه العائلة في مجتمع يقدسها. ليقل لنا من يشاء، من الغرب أو العرب الذين أنعم الله عليهم بكرم زائد، او كانت النعمة رضا ممن يملك قرار منح المكرمة والنعمة عليهم،  ماذا ينتظرون من الشباب البائس غير ما نشاهد.

النصرة ، حزب الله، القاعدة  والاخرون ويربو عددهم على الخمسين فصيلا يستميلون الشباب الذين اّمنوا بما  علموهم فيلتحقون بهم وبالأخوان الذين سبقوهم ويكونوا معا مجموعة ضاربة يحكمها المذهب الذي يرتضون وكلما طال انقطاعهم عن جوهم ومحيطهم الذي اعتادوا كلما تقاربوا والرفاق وزادت ثقتهم واقتناعهم بما يقومون به. في كثير من الحالات وربما في أكثرها تحل مشاكلهم الماليه فتدفع لهم الرواتب ويدفع لأهلهم ثمن استشهادهم في المعارك التي يخوضون تطلق عليهم الكثير من التسميات وإن كان المعنى واحد. "إرهابيون" تلخص المعنى القصود.

يضاف الى الأرهابيين الموصوفين المنعوتين كذلك،   ذلك الحشد من الناس الذين قتل منهم أب أو أم أو ولد لا لسبب الا انهم ينتمون لجنسية معينة. امثال  ذلك الشخص الذي لم يمت في غارة جوية أو تفجير أو قنص بل مات من أهله من مات. هل يلام لأنه إنسان طبيعي يحاول عدالة لا يمكن أن تتوفر له. سوريا اليوم والعراق وليبيا وغيرها كي لا أبدأ بفلسطين، كلها تضم جموعا ممن يسعى إذا استطاع لعدل غير موجود ؛ غزة وما يعاني أهاليها اليوم وما يقتل منهم لأن حق عدوهم مقدس بالدفاع عن أهله ولو بالقتل وقد أعطي الضوء الأخضر ليقتل . كل القوى الكبيرة في الغرب أعطته الإذن بالقتل. فهل إن ما يجري ينتج قديسين أم إرهابيين كما يحلوا لهم تسمية من تضرر وفقد من أهله من فقد.
  
ليس المهم أن نروي اسباب لجوء البعض الى العنف ولكن يجب على الجميع أن يعرف ان هذا العنف لا يزول بمدفع حرب إذ ان ذلك يزيد من انتشاره.

ويراودني السؤال نفسه بعد أن عرفنا سبب العلة وكيف اصبحت كابوسا يخيف الكل، هل غاب كل هذا عن عقول الذين خططوا عقب انهيار الأمبراطورية العثمانية وورثوها وأنشأوا الأقطار وحموا بعضها طوال قرن من الزمن، ؟ سؤال يكرر نفسه كلما توغلنا في موضوع العالم العربي في يومنا هذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق