Powered By Blogger

الثلاثاء، 28 أبريل 2015

ثقافة القتل والهدم


ثقافة القتل والهدم

نبدأ من حيث يجب أن نبدأ بعد غياب لم يكن منه بدٌّ ،سَببُه تسارع الأحداث وانعدام الوضوح فيها وقد تناولها  جميع الفرقاء على  مختاف الساحات كلٌّ من زاوية يتمناها أو شارك في إنضاجها. وإن كانت الظلامية لا تزال طاغية فإن بعض الخطوط بدأت تدلُّنا على إمكانات تلوح وكأنها أصبحت بناناً يؤشر إلى آمالٍ ترتجى وقد تُغيِّر ما لا نستطيب إلى مقبول منا
داعش أو الدولة عنوانان لهدف واحد حاكته أنامل شريرة بعضها داخلي وبعضها الآخر تزينه أعلام الديمقراطية التي مجالها فقط داخلي حيث ترفرف أعلامها . ولداعش أسماء مختلفة منها السني ومنها الشيعي ومنها من أتى طلبا للمال ولكنها تقوم بنفس العمل  وتسعى لنفس الهدف والفارق أن بعضها يفيد فريقا والبعض الآخر يفيد فريقا عدوّاً للأول
داعش الأصلية بَرِّية في نهجها، تقتل وتهدم وتسبي وتحكم دون حذَرٍ ، ولا تفضل عربيا على أعجمي ، متى كان القتل هدفا لها. فالسني كما الشيعي والمسيحي والأزيدي ، والعربي والفارسي كما الغربي ، كلهم يتساوون في الذبح ، ولهذا تقوم الدنيا ولاتقعد لأن داعش هذه لا توَفِّر في قتلها الغربي من الضحايا
أما الدواعش الأخرى من بنات دولة إيران فهي حَذِرة، لا تقتل الغربي إلا إذا تمكنت من توجيه الجرم وتحميله لداعش اهوج منه وأقل حذرا. لهذا فإن الدواعش الأخرى لا تواجه عداوة الغرب السافرة
الأسد الحالي في سوريا يمكن أن يُنعت بأنه أكثر الدواعش ضررا فقد خرب البلاد وهجر العباد وجعل أرض دولته قفرا يبابا،  بقصد وتصميم ظاهرين حتى للمكفوفين عقلا وضميرا ، تدعمه فيها إيران وبناتها الدواعش ذوي الطموح العالي ، والروسيا التي ما زالت تطبق على سوريا ما كان لستالين قصب السبق في تطبيقه في بلاده
ما يشير إليه البنان من آمال ترتجى؟
أولها التدخل الجَدي للملكة العربية السعودية في اليمن حيث لإيران حقوقا تدَّعيها واشترت، كما تشتري عادةً، ذمة علي صالح، الرئيس المخلوع والحوثيين الذين هم بعضا من الطائفة الزيدية الشيعية ، وخاضوها حربا لا هوادة فيها ليحتلوا اليمن بكامله ويحققوا أحلاما كبارا ومنها الإستيلاء على باب المندب وبالتالي فرصة للتحكم بأحد أهم ممرات التجارة العالمية. ولم يترك هذا الإحتلال مجالا للوقوف أمامه موقف المتفرج وكانت "عاصفة الحزم" وما تلاها وقامي قيامة إيران للتدخل السعودي في "شؤون إيران الداخلية". وبدأ المدُّ ينحسر والخسارة الإيرانية تبان
وثانيها، التركيز السعودي التركي الخليجي على دعم المعارضة في سوريا. وبدأت صرخات إيران تنبعث بعد أن بدأ إنحسار النفوذ الإيراني الإلهي وتكبده والنظام وبناته الدواعش الأشاوس من الخسائر ما لا يرضي طموحاته. فالمنطقة العلوية، آخر معقل للأسد ، بدأ يواجه حصارا مؤلما لبشار ورؤسائه ومرؤوسيه على حدٍّ سواء
حزب الله اللبناني بدأ بالصراخ والشتم وزادت حدة سبابه للملكة العربية السعودية وارتفعت النبرة بشكل لم يعهده لبنان المعروف بحرية الكلام فيه. ما سُمع مؤخرا من أمينه العام ومساعده ، ومن آيات الله في إيران من إتهام للمملكة بالعمالة لإسرائيل والشيطان الأكبر حتى دون الإنتباه أو الإهتمام بمصير اللبنانيين العاملين فيها وباقي بلدان الخليج وأعدادهم تزيد عن نصف مليون، والذين يشعرون الآن بأنهم مهددون في رزقهم
أما النبرة العاليه فأسبابها قد تكون رجع صدى لمقولات سادة إيران وربما وهذا الأرجح ينبع عن خوف من مستقبل لا واعد فيه لهم

أبو جوهر الأصبهاني 28/4/2015


الأحد، 19 أبريل 2015

الكذب في السياسة والدين


الكذب في السياسة والدين


أيجوز أن ينفرد رجال الدين بالأمور السياسية وهم ، وقد أمضوا طفولتهم وشبابهم في مناخ لا يتعدّى ما أهَّلَهم للرعاية الدينية ، ومتابعة أمور رعاياهم وتوجيههم كي يصبحوا قادرين على السير في حياتهم العملانية بضمير حي لا محلَّ فيه للفساد ولا القدرة أو الرغبة فيه على قبول الفاسدين في حياتهم
لا نعرف بالتفصيل مستويات قدراتهم خارج نطاق ما درسوه وربما أبدعو فيه ،  ولكن ظاهر الأمر أن عملهم يشوبه الكثير من سوء التقدير وبالتالي سوء الإدارة ودائما ما يربطون ما يقومون به بمذهبيتهم. لا مجال لغير المُعمَمين أن يكون لهم دور في السياسة والحكم الا كملتزمين بما يأمرهم به رجل دين ما
اللافت للمراقب أن هؤلاء المعممين يقفون على منابرهم وبعد البسملة لا فاصلة حتى،  يشتمون ويكذبون ويثيرون الكامن من الحقد والعداء والجهالة ، يدربونهم على قبولها ويموتون لإجلها  شهداءَ ، لمن؟  لا يعرفون . لسنا مع الأخطل في قوله : ذهبت قريش بالمكارم والعلا ... واللؤم تحت عمائم الأنصار.  ولكن ألا يستحي البعض فلا يُلجِئون الناس لإستذكاره أو إستذكار مثيله؟
متى كنا نسمع أو حتى يُروى لنا أن كبار السياسيين المعممين يشتمون من لا يسير مسارهم ولا يقبل ما هم يبتدعون، وتصبح رعاية الحرمين الشريفين مثلا سببا لتهجُمٍ ليس في مفرداته كلمة لا تُصَنَّف شتما؟ متى كان الإلتزام والإستزلام لغير العربي والتبجُح فيه يصدر عن مذهب يخالف في السياسة مذهبا آخرا؟ هل الإلتزام السياسي والفكري لمن يعتبره العرب عدوا لا يعتبره الملتزم خيانة في الدين كما في المواطنة؟ والأنكى أن التقية لم تبقى كما أُريد لها ، فهي تعدت التقية إلى الكذب المفضوح الذي يكون إخفاؤه معجزة لن  يتمكنوا من إجتراحها
حتى في الكوابيس من أحلامي لم أرَ ما يشبه ما أرى كل يوم من أيامنا هذه . أكتب اليوم وباختصار شديد لأنني لم أكتب أبدا منذ أن تعلمت الكتابة و"فك الحرف" ووجدت في ما كتبت صعوبة لم أعهدها لآن المفردات التي أعرفها لم تنحدر إلى أخبار الشتم والكذب والخيانة والإنحطاط واستعنت بالقواميس وفتّشت وكتبت
أبو جوهر الأصبهاني   19/4/2015


 

الخميس، 16 أبريل 2015

السياسات والحروب الإلهية


السياسات والحروب الإلهية 

لله وكيل في شرقنا وله أنصاره وأحزابه وأعماله السياسية والعسكرية  فهو ينتصر أحيانا ويخسر أحيانا أخرى ، دون أن يعلن الخسارات لأنها ليست له، والوكيل هذا يُنَظِّر ويُفتي وما يقوله هو الصحيح وخلافه من الشيطان الأكبر وحلفاؤه. هومن يقرر ما هو المفيد والمُضِر من الأعمال والأفعال والنظريات والمواقف، وعليك إن كنت منَّأ أن توافقه الرأي وإلا فأنت إما جاهلٌ أو مأجور أو ملتزم لشيطان ما ، لا يقبل هذا الوكيل
الشرعية أين وجدت لا تهمهم. يعتبرونها شرعية عدوة ، أللهم إلا من إصطفوه من حثالات إعتبروها شرعية. المحكمة الدولية للبنان لا يعترفون بها فهي ليست شرعية، وآخر صفات مجلس الأمن هو مجلس اللا أمن؛ فقط امس إخترعوها وفي الحال أطلقوها صرخة ضد من يُشَرِّع دون أخذ الإذن من الوكيل
الشرعية عند الوالي الفقيه وكيل الله عندنا ومن يتبعه من الملتزمين دينا أو منفعة  ، هي القبول بالقرار الإلهي الذي ينطق به فقط من عينه الله أن يقوم مقامه ويحل محله
قرارات هيئة الأمم غير شرعية إذا لم تناسبهم. "بان كي مون"  وأسلافه أجمعين مرتهنين للشيطان الأكبر والصهاينة ولم يبق إلا أن يعينوا "رئيسا" للهيئة الأممية ، ربما الوكيل الوالي الفقيه يمنح العالم بعضا من وقته لإدارتها  وهو كما نعرف مشغول، ويبقى بان كي مون "قطروزاً يوجهه ويقول له أن : إحكي كذا واعمل كذا وكذا ويلتزم بما أُمر به. هذه وظيفته وإلا لمذا هو هناك؟
لا نقبل. نرفض. نمرغ أنف كبيرهم في التراب. هكذا يتكلمون . هذه، على علمنا ليست من صفات من يمثل الله على هذه الأرض ، ولا علاقة لها بالدين. وإن أتت من معَّمم فإن على المعمّم أن يخلع العمامة لأنه لا يستحق أن يعتمرها
هجومهم علي السعودية يفتقر إلى أبسط قواعد المنطق. لايجوز لها أن تحمي حدودها فهذا إعتداء على سيادتها. لكن، إحتلال اليمن بأكمله من إيران فهو مشروع رغم فارق  المسافة التي تفصلها والسعودية عن اليمن
ممنوع على لبنان أن يختار رئيسا له وفقا  لما نص عليه الدستور . يمكن للبنان وشعبه أن "يختار" من لا مانع لإيران من إنتخابه، وقد سَمَّت مرشحها ، هو أو لا أحد
أنا  ولدت ونشأت وتربيت في بيئة يطغى عليها إألإسلام ولم أشعر يوما بأنني لا أفهم ما يفهمون أو لا أقدس ما يقدسون ، فقد عشت حياتي على معرفة بالأصول والتقاليد ولم تكن هناك أخبار بأن غير المسلم كافر وإن بيوت العبادة فيها للهدم. ما عشت ينفي كل هذا وأتردد في أن أصيح بأعلى الصوت لأبلغ من يجب أن يتبلغ بأن يخلع العمامة أويلتزم بمباديء الدين الذي يرتضيه
سئمنا من كل هذا ونأخذ بقوله تعالى : لكم دينكم ولي دين
سِنان 16/4/2015

الثلاثاء، 14 أبريل 2015

مآسينا سلعة تباع وتشترى


مآسينا سلعة تباع وتشترى

 

في كل بلد عربي مأساة تليها مأساة بدأت كلها في زمن غبنا عنه عقداً بعد عقد بترتيب أو بالصدفة ، لا نعرف ولا تهم المستفيد إن عرفنا أم لم نعرف. فالبازار مفتوح على مصراعيه للبيع والشراء والسلعة الأهم والأغلى هي "نحن"، عرب هذا الزمان، نفطه، ماله، الثقافات المتوارثة فيه، والديانات التي ما قامت إلا في أرضنا ، جغرافيته والإستراتيجية التي تتمتع بها ، والتي لم تأت بطلب منا ، وجودها لا علاقة له بنا. نحن نشأنا فيها صدفة ، عشنا حلوها ومرّها ، من أيام الغزو والأساطير التي تبجحنا بها ، بأبطالها ، بالشعر الذي أعطانا القدرة على تحمُّل مشاقها ، والخيل والليل وكل ما نتغنى به، والفتوحات التي تلتها والدول التي بنينا وهي فخر لنا ، والعلوم التي نشرنا في أنجاء العالم ، والعودةالسريعة إلى زمن الجهل والفساد وأيام ما قبل قيام الديانات

لم نتوانَ  في رجوعنا إلى أزمنة ما قبل التاريخ. ركضنا بكامل قوانا وبالسرعة التي نملك كي لا نُفوِّت علينا ما حذَّرت منه الديانات السماوية ، والضمير ، والخلق . هكذا نحن الآن ، وهكذا وعلى ما يظهر ، أننا في سبيل العزم على إستكمال طريقنا فيه وإليه

كنا نظن أننا في معركة عربية فارسية، ولا يمكن أن نضع هذا الظن على الرف، فهو قائم وهو أداة من أدوات في يد من له القول والفعل. أشعلوها مذهبية سنية شيعية وهي الآن كذلك وكانت كذلك "مخفية " طوال 14 قرنا من الزمن وآن أوان إيقاظها فأيقظوها. وبطريق إيقاظها لم يتوانوا عن إشعال نيرانها في وجه ما يسمونه "أقليات" فهجَّروهم ، وإن لم ينجحوا هدموا بيوتهم على رؤوسهم ، وإن لم يكن النجاح بمستوى الأمل قتلوهم وسبوا نساءهم والأطفال. وهكذا لم يعد للأقليات من وجود بين النهرين مرورا ببلاد الشام ومصر وحتى المحيط. لم نفهم مغزى هذا السلوك إلا بأنه مفيد للرابحين من بيع وشراء مآسينا في بازار لم يشهد العالم له مثيلا في مستوى تدنِّيه الخلقي والإنساني وقد قام "بالتقية " ولم يستحوا

هذه البلاد فقدت هويتها . هي بيعت لتجار السلاح في الدول المتحضرة. بيعت بأرخس الأثمان. والبائع بنفوذه وقدراته ورعايته لمن هم على الأرض ، هو المشتري، وقد بدأ جني الأرباح بشكل مفضوح

ما إن أعلنت الإتفاق- الإطار بين الخمسة زائد واحد ودولة الفرس الشيعية الإثني عشرية، فرس ولاية الفقيه ، الحائز اليوم على ثقة البائع-المشتري ، حتى بدأت الروسيا التي إدَّعت حرصها على مصالح الشعوب بنظام إشتراكي عجيب غريب ويتبدّل بتبدل الأزمان والفُرص ، فإذا بالروسيا تعلن بيعها لإيران أسلحة متطورة ، وبدأت أيضا وحالا بتجارة بنيت على "النفط مقابل الغذاء " ، قبل أن يبرد الوعد بالتوقيع . القرار المفاجيء أثار الغرب الذي قام بكل ما قام به لقنص الفُرص التي سبقتها إليها منافستها في البازار
طبعا القصة لا تنحصر في صفقة،  فالمغامرة كبيرة سببها خوف الجيران من القوة الإضافية والمستجدة التي ستحوزها دولة فارس ، وبالتالي هم يدخلون السوق ويشترون أسلحة تمنع عنهم الضرر وتقيهم شر الخسارة في حرب قد تأتي وقد لا تأتي ، من الضرورة بمكان. فالحذر يجنب عنا القدر
 
صفقات الأسلحة تجذب صفقات ، والمال الذي يأتينا من ثروات لم نؤمنها نحن بل أتتنا مع جغرافية لم نبنها نحن، هو "بنظرهم " حق لهم يريدونه مقابل سلاح الطلب عليه دائم
  
العراق الذي هدموه وشردوا أهله واستباحوا ثرواته وهدموا بالمِعول بقايا حضارات نمت فيه ، عمرها من عمر الزمن، وأدخلوا عليه "داعش" أنشأوه لإتمام الجريمة، وسوريا التي لم يتركوا فيها حجرا على حجر واستضافوا "داعش" فيها ليساعد على تهجير الملايين من شعبها، وليبيا واليمن ومصر، أم الدنيا والتي عمرها أيضا من عمر الزمن، ترطوا فيها بذرة الفوضى  وغيرها؛ كل هذه تفاصيل تستمر في دفع الثمن ويستريح الجالس على كرسيه في البيت الأبيض ويجني الأرباح والثمار هو ، وزميله الجالس سعيدا في كرِملنه في موسكو، ولا بد ان يصل الخير أو فُتاته للحلفاء الآخرين

سِنان  14|4/2015


الجمعة، 10 أبريل 2015

إيران حجر الرحى في شرقنا



إيران حجر الرحى في شرقنا


بين أوباما والمرشد الروحي في إيران تلاقي خواطر واتفاق واضح ظاهر على "ترقية"  أميركا لإيران إلى  أعلى مراتب القداسة بعد أن قذفتها بكل نعوت الإرهاب وأجرت عليها من الحدود والعقاب ما َيّسُد في وجهها الأبواب بما فيها باب التنفس. وكان ما كان واكتشف كل فريق منزلة الآخر عنده  بعد أن "نثر أمير المؤمنين كنانته بين يديه فعجم عيدانها فوجدني أمرها عودا وأصلبها مكسرا فرماكم بي" ، وكان ذلك على سبيل التحبب وليس بالمعنى الذي قصده الحجاج بن يوسف الثقفي، وإن كان التهديد في ذلك الزمن والذي أطاح برؤوس الآلاف من الناس ، قام بنفس البلد ولنفس الأسباب أو شبيهتها ، ولم تقطع رؤوس بسببها ولكن قُطعت أرزاق ناسها على عقود من الزمن

هكذا تلازَمَ الفريقان، الحجاج ومن أرسله وأوباما ومن إختاره. وكان فرحهما عظيما. ودافعا عمَّا إتفقا مبدئيا عليه في بيئة دولية لم تجد في الإتفاق ما كانت تصبو إليه. روحاني هَلّلَ وظريف إستُقبل عند رجوعه من لوزان إستقبال الأبطال ولم يكن أوباما أقل فرحا فصال وجال بالإعلام حتى إرتوى وإن كنا لا نغبطه على ما يقول أنه حقَّق

وفاجأتنا إيران بموقفها وقد  تَبَدَّل فقامت قيامة المرشد في إعلانه الصادم ومضونه "أن ما توصل إليه حتى الآن ، إتفاق يلحق الضرر بمصالح الأمة وعظمتها" وهو طبعا لا يرضيه . ولم يكن في وسع روحاني إلا أن يعكس ما أعلنه الخامنئي بقوله :لا إتفاق ما لم تُرفع العقوبات عن إيران فور التوقيع، إضافة إلى التمسك بشروط تطاول التخصيب وعمليات التفتيش، مما ينسف أسس الإتفاق
وواكب هذه المفاجأة صدمة أخرى تمثلت في "عاصفة الحزم" ومهاجمة المملكة العربية السعودية بطائراتها للحوثيين وعلي عبدالله صالح في اليمن وضربها لمعسكراتهم ومنعها للطيران في أجوائها مما منع إيران من إتمام سيطرتها على البلاد. وقد أعلنت أميركا في وقتها ترحيبها بقرار المملكة ووعد دعمها. أثار هذا "التدخل" حفيظة المرشد الذي تفاجأ كغيره واستشاط غضبا وقام وكل أعوانه بمهاجمة السعودية أولاً والإتفاق النووي لاحقاً
وكان رد الفعل عنيفا. فروحاني مثلاً قال: "تعلموا الدرس من مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. إذا كان القصف والأسلحة الكيميائية والعدوان ناجحاً، لكان صدام نجح. لا تستمروا في هذا المسار الخاطئ". ولم يشُذّ عن هذه اللهجة أحد بمن فيهم الأمين العام لحزب الله الذي أعاد وأفاض ولم يترك كلمة ولا تعبير عن إرتباط السعودية بأعداء الإسلام والسير بخطى وتوجيه إسرائيل وأميركا إلا واستعمله في هجوم ساحق لم نرَ له مثيلاً في السابق من الأيام
ما الذي عدا مما بدا حتى تغيرت الأوضاع والأحوال واختلَّ الميزان وأصبح كل واحد منهما في ميدان. إختلفت الآراء والتحليلات ومنها من يؤكد أن إيران لن تمشي فيما أعلنت إنتصارها فيه للأنها تريد الأفضل بعدحدًّ أدنى وافقت عليه الأطراف الأخرى وقبلت إيران به وبعده مشوار ينطلق من  هذه النقطة إلى مجالات أوسع. والبعض ربما يحَمِّل الضمير بقوله أن ما جرى هو دعم لأوباما ، يعطيه الفرصة والمجال ليقول لمعارضيه في الداخل، أن ما تم إحتاج إلى كل الجهود التي بُذِلت وأمَّنت أميركا فيه الكثير مما لم يحققه كل من سبقه وحاول
يجِد أيضا الهجوم الأميركي على دول الخليج والذي أتى على لسان كيري وبعده (أو قبله) أوباما اللذين وصفا ها بأن مشاكل دول الخليج الأساسية داخلية يجب الإعتناء بها قبل أن تطلب من الغير أن يحارب بعسكره . كيري وأوباما ونحن وسكان دول العرب كلهم يريدون ذلك، المهم هو توقيت ما قالوه والدلالة على مكبوت آرائهم ومواقفهم. هل البحث في أنظمة الحكم وضرورة "دمَقرطتها" وقته الآن؟ أولم ينتبه أوباما وشركاءه وأسلافه إلى غياب الديمقراطية بالدول التي تحالفت معهم على مرِّ عقود؟ ألم تكن الأنظمة كما كانت من صُنعهم ومباركتهم ، وقد إتهموا ، مباشرة وبالواسطة،  كل المطالبين بحقوق الناس بأنهم "شيوعيين" ، السجن مأواهم وملجأهم وإلا فقطع الرؤوس، ولا نتجنّى  إذ أننا شاهدنا ذلك بأم العين وبعضنا عانى منه ومن مفاعيله مدى الحياة.؟
الخلاصة أن الأمور تتحرك في كل إتجاه والرأي عندنا على خطورة إبداء الرأي او التنبؤ ، سائر إلى فوضى في الفكر لا يدري أحدٌ إلى أين تتجه ولكنها معقدة ولا حلّ لها ما دامت القيادات التي تحكم هذا العالم في هذا الزمن غائبة عن العقل والتفكير والقدرة عل الإقدام حيث الإقدام يفيد وتبتعد ولو قليلا عن كلام مٌشَوَّه متغيِّرٍ لا عقل فيه ولا منطق
نطلب الكثير آملين أن بتحقق للناس قليل القليل
سِنان في 10/4/2015


الأربعاء، 8 أبريل 2015

أقوال حق لا يراد بها إلا الباطل

                     

أقوال حق لا يراد بها إلا الباطل

يقول حسن نصرُالله، كما يلفظ الإسم أعوانه وأنصاره،  "الله أنعم على الأمة بالرئيس بشار الأسد" . ويتساءل أوباما عن سبب عدم محاربة دول الخليج لداعش بدل أميركا، وبعدَ لأي يكتشف بأن لهذه الدول مشاكل داخلية لا تقلُّ عن الخارجية منها، والحل هو إرضاء مواطنيهم ورفع الظلم عنهم. يريد لهم الديمقراطية التي نسيَتها أميركا منذ أن تكوَّنت تلك الدول.
هل من مُشتَرَك بين القولين ، وبعد أن أصبحت أميركا وحزب نصرالله على وفاق بواسطة الوالي الفقيه والباسدران،  وبعد تباعد وعداء طالا ، واصبح الحزب خلال فترة التباعد والعداء قوة يُعتَدُّ بها ،يصول ويجول في أنحاء بلاد العرب وكيلاً للحليف الجديد في قُم، يحتل العراق وسوريا واليمن ويّتَمَختَر في لبنان وقطاع فلسطين، وأميركة أوباما ينحسر ظِلُّها وتقول ما لا تفعل ، وكل ما تفعل، على ما يقول أوباما جهارا نهارا ، هو الذَود عن إسرائيل ومصالحها ومستقبل أيامها ، لا تهمه،  مصالح غيرها عربا كانوا أم أميركان وعلى الأقل في الوقت الحاضر
بشار الأسد الذي أنعم الله به على الأمتين العربية والإسلامية وشهد بذلك حسن نصرُالله ، وهو مؤهل للشهادة  ويمشي وراءه الكثيرون. وأوباما الذي إختاره ، دون وعيٍ، شعب آدمي حُرٌّ  نقي لم يأبه للون بشرته ولم يسأله ما إذا كان حائرا بين ما أوحت أميركا له من قيم ،  وتراث وعادات وتقاليد لا ينساها من نَسَبه وأصله القبلي الشرق أفريقي ، ونحترم المَورِدَين،  ولكن  الخلط بينهما أدّى إلى ما لم يُنتج  أية مفاعيل حسنة لا  من التليد ولا المترف من القيم و العادات والتقاليد. وربما ونأمل أن "تتحاماهم العشيرة كلها"، ويفردون كبعير طرفة بن العبد، الذي أبدع عندما قال:
ما زال تشرابي الخمور ولّذَّتي               وبيعي وإنفاقي طَريفي ومُتلَدي
إلى أن تحامتني العشيرة كلها                   وأُفرِدت  إفراد البعير  المُعَبَّد

يضيع المحللون كما المخططون فيما نسمع عن لِسانَيّ طرفي نقيض في الخلفيات ، هما يتفقان على السلبي منها فقط ، فالإيجابي يحتاج إلى صراحة لا تناسبهما، فلهما وعليهما وظيفة إبقاء الناس ، ناسُهم،  في حيرة،  وعليه فقط يتفق المتعاقِدَين.  هكذا جرى في لوزان وتكللت الأبحاث بما يشبه الإتفاق وإن كنا ولا نزال نسمع من المُتَعاقِدَين أخبارا تتضارب وانتصارات "بعضها إلاهي" ، وكما تعودنا، تُعلن من طرف ويُكَذِّبها ولو بأدب طرف ثانٍ.
لا يجوز أن نُقَرِّر أن الفريقين يتصرفان عن سوء نية. أحدهما لا بد صادق فيما يقول ويعرف إلى أين هو متجه وإن كان الحاضر ليس فيه كل ما يريد،  وآخرٌ  لا بد وأنه نقيضه يظن أنه إنتصر ووصل إلى مبتغاه وحصل على المكافأة التي من أجلها خاض الحوار ووقَّعَ . .
أما نحن الذين نعيش ما يتفقان عليه، يوما بيوم وساعة بساعة، يُستشهد لنا في كل موقع  طفل وأمُّه وإخوة له، وهم بالفعل مستقبلنا ينحروه، ومن لا يُستشهد ولا يدخل مدرسة ويُحكم عليه بالجهل سلفا،  وهكذا يموت من يموت وتموت أوطان بلا رجالٍ ، ويبقى ويعيش ويحكم من لم  يُستشهد، ولا علم في عقولهم ولا سلام في قلوبهم بل جهل وحقد وثأر يرتجونه وقد تتأخر مستلزماته ويتأخر زوال المحنة وبروز الأمل.
هكذا يراد لبلادنا.  وهكذا يريد لنا أوباما والخامنئي والروحاني والأسد والحوثي ونصرُالله وبوتين والخليفة البغدادي وكل من يُشبه أيا من هؤلاء بالقول أو الفعل أو الشكل ، هكذا يعملون ويخططون كي يبقوا في سدة الحكم الذي لا يموتون حتى لأجلها، فلهم خيار الهرب والإستمتاع بما قدمت لهم بلادهم وما نهبوا منها.
سِنان 8/4/2015


الاثنين، 6 أبريل 2015

غاضبٌ يكتب


غاضبٌ يكتب

أيجوز لغاضب أن يخُطَّ بقلمه شارحاً ما يعتمل في صدره من حزنٍ يخالطه إحباط دون نفحة من أمل تُترك لشعب مغلوب على أمره مقهور وضائع ، ينظر إلى مستقبل لم يعد موجودا ، لا يرى فيه إلا  موتا محتما أو ذلاًّ مستداما يأتيه من مُدَّعين دينا وإصلاحا ، أكثرهم مُعمَّم دلالة على التديُن وآخرون لا نعرف كيف أتونا ومتى ولماذا أتوا ، عدا عما نعرفه عنهم وعن زملائهم المتدينين المتزيين  بأردية ليست لهم، يأتون للملمة المنافع لا مآسي الناس وجروحهم.   وهم من ما أنزل الله بهم من سلطان؟

أنا غاضب وأغضب كل يوم لسماعي ما يتفوَّه به الفاسدون المفروضون علينا. يتكلمون وكأن مصالح الناس تهمهم وهم في ذلك مُفترون ولا يأبهون. من سورة النمل نأخذ ونردد ما أتى في إحدى آياتها:  "إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً  وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ" . والمفترون الفاسدون هم الْمُلُوكَ الذين ذُكروا في الآية الكريمة

"وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا" ، وانعكست الآية ، فرأينا الناس والمفترون الفاسدون يأتون أفواجا من كل وادٍ ومن كل قرية ولكل منهم دين ، وقال الله في كتابه الكريم "فلَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" فأنا "لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ  وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ"، ولكنهم لا يأبهون. أمرُ الله في كتابه لا يعنيهم فهم لهم مُفتين يُفَسِّرون لهم ما يأمرونهم به ويستندون إلى ما هم يُفسرون

يذبحون وينهبون ويزيلون من آثار الحضارات ما طاب لهم ويُكَفِّرون كل من لا يرى رأيهم ولا يفتري كما هم يفترون، فالمرتَدُّ عن دين الإسلام عندهم هو كل من لا يتبع ما يقولون،  أو أنه لا يزال يأتمر بما أُنزل من آيات لا تناسبهم وتَحدُّ من طموحاتهم الدنيوية وهي كثيرة وغير لائقة ولها في القرآن عقاب وحدود

يذكرون الله في كل مناسبة ويدخلونه في ما يُسَمّون من أحزاب وفرقٍ ومنظماتٍ أُنشئت لغايات ليس للله فيها من نصيب. الله يأمر بالعدل والحسنى وهو محبة ، ولا يفيد إن عَلَت إسمه على البيادق بندقية لا يخافها ولا يريدها ويرفضها لأن ما بَشَّر به يخالف ما يُظهرون

أيريد القاريء أسماء الفاسدين المفسدين المجرمين الذين يرتكبون المعاصي كل يوم ويأتيهم "الناس أفواجاً" طلبا لرزق مُنِع عنهم أو رغبة في ثأر ليست لهم القدرة على الأخذ به، وهم معروفون ولا يحتاج المرء إلاّ أن يكتب أسم من هو ليس فاسدا ويترك الباقين لأنهم كلهم فاسدون

لم يكن في ظني أن أكتب ما كتبت ولكننا نعيش أياما صعابا، يتصَدَّر فيها الفاسدون الشاشات ويطلقون الأحكام ويُصَوِّبون ما هو خطأ جسيم ، ويهددون ويتوعَّدون ويفعلون. يقتلون الناس في بيوتهم وهم نائمون فقد حلّت الآلة محل اليد والقاتل لا خوف عليه لأنه يقتل عن بعد. النساء والأطفال أكثر المتضررين دافعي الثمن لآن البيت لهم ، هو ملجأهم وهم عماده، فيه تُربَّى الأولاد ومنه يوم العز يأتي الأبطال وأيام البلوى تأتي المرتزقة

للعرب عادات وتقاليد ورؤى وقِيَم وأصول تُراعى ، قبل الإسلام وفي حُضنه وبعده،  ، وأختم بكلام نقيض لما أجريت في مُستهلِّه فقط لأستلهم من ماضٍ لم يَمُرَّ عليه الزمن، قول عمر بن أبي ربيعة عن نسوة ذلك الزمان المالئين حياتهم بما يمنع عليهم الخوف والعاملين على  ما قضى الله به من محبة وسلام لا يراعيها من إرتَدَّ عن تعاليمه:؟

وَأَعجَبَها مِن عَيشِها ظِلُّ غُرفَةٍ.. وَرَيّانُ مُلتَفُّ الحَدائِقِ أَخضَرُ
وَوالٍ كَفاها كُلَّ شَيءٍ يَهُمُّها.. فَلَيسَت لِشَيءٍ آخِرَ اللَيلِ تَسهَرُ

وقد ينجلي الليل يوما نأمل أن يكون قريبا ، ويهجرنا المفسدون، من يدري؟

سِنان 6/4/2015



الأحد، 5 أبريل 2015

مداخل التطرف : وجدانيات


مداخل التطرف : وجدانيات


مداخل التطرف ثلاثة :الفقر وظلم الحُكَّام وغياب الحرية. مظاهرها تتجَلَّى  بداية  بكثرة ارتياد  أماكن العبادة ودُورها يتضرع الناس فيها  إلى الله عزَّ وجَل أن يزيل الضيم عنهم ،  فيكرر ما سبق وأمَرَ به على لسان مرسليه ، فتعم البلاد الطمأنينة والسلام وتزول الغيمة والغَمَّة وتنتفي مداخلها.  والله ، كما تجري الأقوال على كل لسان ،  يُمهل و لا يُهمل، وفي المدة الطويلة بينهما يُجري المؤتمنون على الدين ، غسل أدمغة المرتادين ويُدخلون الغضب عليها بدل المغفرة  والثأر بدل التسامح وتنشأ الأحزاب يلوذ الناس بها من فقرهم وذُلِّهم وربط ألسنتهم ، دون أن يخطر لهم خاطرٌ بأن من يغسل أدمغتهم يقصد تلويثها لا تنقِيتها ولا يزرع الأمل فيها بل يُكَرِّس الإحباط . ويلومهم من علَّمهم عندما يخرجون عن طورهم ويقومون بما زُرع في أدمغتهم ولا يخجلون لا بما زرعوا ولا ما يحصد غيرهم منه.

ويحضرني، وإن كان الربط لا يستوفي شرطا من شروط التلاقي ،  قول عبد يغوث بن وقّاص الحارثيّ في رثاء نفسه، في قصيدة رائعة  مطلعها:    
ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا             وما لكما في اللوم خير ولا ليا

  ويشتكي بها من منع آسريه له من الكلام رابطين لساته  بخيط من جلد ،فيقول:
أَقُولُ وقد شَدُّوا لسانِـي بِنِسْعَـةٍ         أَمَعْشَرَ تَيْمٍ أَطْلِقُـوا عـن لِسَانِيَـا

من حَضَّرهم وأهَّلهم وأسبغ عليهم نعمة كرمه مالاً ودعما وإعلاما  من المستفيدين ، ولم يكن يدري مدى وقوة  ومبلغ ما فعل ، لم يتوقع  أن تكون نتائج جهله بالتأهيل وغسل الدماغ  ما أصبح  همّا يوميا وخبَره على كل لسان ، ووجد نفسه في خطر عظيم؛ وهو يحاول اليوم  أن يهدى عمله إلى من سَمَّاهم "التآمرين الإستعماريين أو المتصهينين" ، وهو يسعى إلى مخرج من ورطة هو سببها فلم يجد من يقبل أن يحل محله ويدعي القدرة النافرة الجاهلة لكل المقاييس الإنسانية فيقتل ويذبح ويسبي ، ويجد من يسعى إلى مشاركته في الأسلاب  والسرقة ويكثر عدد المشاركين وتكبر الدعوة ويرتفع مقام من يأمر بإسمها، خليفة كان أو أميرا أو "قطروزاً" ، حسب من يأمر ومكان الأمر وحجم ما يؤمر ، والرغبة في تلَقِّي الأوامر والمتعلق حصرا في المنافع المتاحة للمأمور والآمر .

في الأمس "حُررت" تكريت وقامت مجموعات مذهبية شاركت في التحرير ، فسرقت ونهبت  وأحرقت مئات البيوت لمن تدين بمذهب آخر،  ولم تتدخل الدولة إلاَّ بعد أن إرتوى السارق الناهب الملتزم المحمي بأقوياء ، فقام رئيس وزرائها وطلب "منع" ما سبق وجرى. وبالله عليكم، هل من يُقنعني بأن داعش خسرت أرضا ولم تكسبت مؤيدين لم يعد لهم دور في بلدهم ولا يمكن أن يمتنعوا ، بعد ما جرى، من تأييد "داعش" ما.

والموكب يمشي، ومن يقوده لا يريد أن يترك وظيفته القيادية في دعم فكرة ومفهوم  "داعش". وتوسعت مفاهيم هذه الزمرة  فأصبح "الإرهابي" في فرنسا ولبنان وكينيا ونيجيريا والصومال وسوريا والعراق يقتل ويفتعل بما غُسل دماغه لعمله،  وإن لم يجد سببا سياسيا فالموضوع المتاح والجاهز والسهل فهو قتل من هو ليس مسلماً.  والمنظمات والفِرق كثيرة يزيد عددها في البلاد العربية عن السبعين ويتبعها في الخارج عدد يكبر يوما بعد يوم.

شرقنا غائب عن السمع وكذلك غربهم والإتفاقات الجديدة، نووية كانت  أو غيرها ،  تُستوحى مضامينها من مصالح لا تمُتُّ 
بصلة إلى مصالح البلاد والعباد أللهم إلا ما يشرح خاطر من يوقِّع ولأسباب لم تتضح بعد ونأمل أن يكون ظِنُنا في غير محله وإن كنا لا نرى إمارات تناقض ما يدفعنا إلى الظن بالمآرب والغايات.

هل حقق المتآمرون ما يصبون إليه، هل ندموا، هل أفاق الضمير عند البعض، وماذا يريدون بعد؟ هم يهدمون ويخربون ولا يزالون كما كانوا  "فذنب الكلب لا تستقيم".

سِنان 5/4/2015






السبت، 4 أبريل 2015

خاسرون ورابحون


خاسرون ورابحون


إنعجقت الصحف الأميركية وغيرها صباح هذا اليوم بأخبار الإتفاق- الإطار النووي، الذي يبيعه أوباما هاتفيا بالإتصال الهاتفي المباشر مع أنجيلا ميركل وفرنسوا هولاند وديفيد كاميرون وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز  ويتصل صباح اليوم بنتنياهو بعد أن يستفيق من نومه،  للغرض نفسه. وكان قال بالأمس من كامب ديفيد أن توقيع الإتفاق يهدف  إلى  "تعزيز التعاون والسعي لحلِّ النزاعات التي تتسبب بمعاناة شديدة  وعدم إستقرار في الشرق الأوسط". هكذا وبالحرف الواحد أعلن قبوله للإتفاق وكانت إبتسامات كيري سبقت هذا الإعلان بنوع آخر من الإعلان.

من  المثير أيضا أن إتصالات أوباما إستثنت عبد الفتاح السيسي وهو رئيس أكبر دولة عربية وسلطان عمان قابوس ورئيس اليمن عبد ربه منصور هادي ودولتي سوريا والعراق . الأول ربما إعتُبر خارج عن الموضوع والثاني لأنه إباضي لا يهش ولا ينش سياسيا بسبب موقع السلطنة الجغرافي  بين دول الخليج السنية وإيران الشيعية  وهي ليست من أيٍّ منهما،  "فيمشي الحيط الحيط " وأيضا لقلة عدد سكانها (أقل من ثلاثة ملايين نسمة) وإتساع مساحتها (ما يزيد على 300000 كم مربع).ورئيس اليمن يغطيه الإتصال مع الملك سلمان ، والباقون جزءٌ من التركيبة الفارسية ولا داعي لهدر الوقت معهم وبيعهم إتفاقا لا يستطيعون قبوله أو رفضه.

إذن ستبدأ مرحلة جديدة في حياة الناس في الشرق الأوسط. حياة بلا نزاعات ولا معاناة . جيد هذا الكلام وإن كان المنطق  يجافيه. لم نفهم ما هي النزاعات التي "يغرد" عنها. هل تشمل فلسطين التي تعاني منذ قرن من الزمن من ما سيزول قريبا بهمة وجهود أوباما  وإيران ؟ القضية "عتيقة" وهي ليست بحاجة إلى "تعاون وتفاهم" من هذا النوع لحَلِّها ، وهي ليست من القرارات التي يستطيع أوباما أن يأخذها فموقع القرار في مكان آخر لا يطاله، علماً بأن صاحب "النزاع" فيها يعلن أنه غير مرتاح بالنسبة لمستقبل البلد (الذي إحتله ) نتيجة للإتفاق الذي يُحل إيران من كل تعهداتها ، وتتمكن بموجبه من إنتاج قنبلة بعد عشر سنوات، مدة المراقبة التي يلحظها الإتفاق –الإطار.

واليوم لا بد من الإحاطة ببعض منتجات ما حدث من هذا البزار المنتهي برابحين وخاسرين وبين بين. ونبدأ بالبين بين لندّعي بأن أهميتهم لا تستدعي ذكرهم وإضاعة الوقت بالتنظير عنهم،  فلغيرهم نفتح صفحة نقاؤها وصفاؤها  يكمن في المستوى العالي من الخطأ الذي نأمل أن يبتليه ويحوزه.

والرابحون هم :إيران وأتباعها في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، والروسيا الطامحة في أن تؤمن لنفسها موقعا مستديما في الشرق الأوسط وتصبح لاعبا أساسيا فيه وأوباما الذي سيحوز أخيرا على مبتغاه،  الشهادة التي يسعى إليها بعد أن خَفُتَ ظلُّ جائزة نوبل التي حازها سلفةعلى ما وَعَدَ الناس أنفسهم من أعمال سيقوم بها.

والخاسرون هم:  أميركا وأوروبا وشعوب سوريا والعراق واليمن وجزئيا لبنان. ولا يهمنا من خسارة إسرائيل إلا الأمل في  إستمرارها.

بعد مرور العشرة سنين التي تنتهي فيها أعمال المراقبة على المعامل النووية في إيران ، تعود فارس إلى مكانتها التي ترتجيها بمال وفير يعطيه إياها النفط الوفير في بلادها، والقوة العسكرية الفائقة القدرة والقنبلة التي يحاول أوباما ، ولو شكلا منعها عنها ، ونفوذ إمبراطوري صفوي في كل منطقة الشرق الأوسط وأبعد.

سِنان 3/4/2015


الخميس، 2 أبريل 2015

كثير من البَلبَلة وقليل من المنطق

  

كثير من البَلبَلة وقليل من المنطق 

الجديد أن لا جديد إلاَّ في  الكذب الذي  يتصدّر القاعات والمنابر ولا يهم من يعتلي منبرا  أن يقول إلاَّ ما يناسبه أكان كذبا أم شتيمة مغلَفة أو غير مغَلَّفة فالأمر للضمير الغائب وليس للناس في ما يسمعون إلا القبول، وإلا فهم خونة

بالأمس، يعني أول نيسان، تَغَنَّى الأسد، أثناء مقابلة أجراها  معه مراسل صحفي أميركي وعلى الشاشة،  بشعبيته وقدرته على محاربة الشريرين من الإرهابيين، وهم حصرا كل من يعاديه.  وأذاع بأن حزب الله أصغر من أن تكون مساهمته ذات معنى في حربه ،  وإن إيران لم تدخل إلى سوريا بأي محارب. إيران دعمها معنوي ولا يتعدَّاه وحزب الله يرسل مصَوِّرين وصحافيين بلغوا من الكثرة ما يبان عندما نعرف أن المئات منهم إستُشهدوا وهم يُصَوِّرون

وفي تكريت دخلت جحافل الحشد الشعبي لتنهب بيوت أهلها وتهدم ما لا منفعة منه لها ،  وتقتل دون سبب أللهم إلا  إذا كان إنتقاما شيعيا من جماعة سُنِّية

وفي اليمن الحرب في أوَجِّها ، وإيران وروسيا يطالبان بالحوار بدل الإقتتال،  وكأن لا يد لهم فيها،  ويعرضون على اليمنيين المساعدة وكأن الناس من "أهل الكهف" لا يعرفون ولا يفقهون ولم يعانوا الويلات من حرب تَلَت تهديد ووعيد على مدى طويل. ويعرضون على المملكة السعودية ، وكأن الحرب التي تشنها الآن على عملائهم هناك، حوثيين كانوا أو علي عبدالله صالح، الرئيس المخلوع منذ ثلاث سنين فقط،  لم يكونوا هم سببها ، وكأن السعودية أيضا لا تدري ولا تفهم ودخلت الحرب فقط للزينة

والنووي مفاوضاته لم تؤدِّي إلى نتيجة في الأيام المحددة لها ، فمددهوها وكأن العالم لا مشكلة عنده إلاّ النووي الإيراني. ولا يسعنا والناس أجمعين إلا أن نتذكر أن أوباما لا يزال بحاجة إلى ما يشير إلى إنتصار ما حققه أثناء ولايته التي لم تخدم أميركا ولا باقي العالم أللهم إلا  ملالي الوالي الفقيه  إذا تحققت أطماعهم، ولا داعي للتعجب إذا ما " مضى قيس" المعروف بأوباما على وثيقة بعد إنتهاء المهلة

حزب اله يتهم السعودية بأنها صهيونية في سياستها وهي تتلقى تعليماتها من أميركا، ودخلت الحرب في اليمن لذلك السبب والدليل أنها تتدخل في شؤون بلد مستقل له السيادة الواجب إحترامها.  والمذهل والمشين أن يقولوا ذلك علنا. يوما يقولها المرشد الأعلى وحينا من وكيله على لبنان القائدحسن نصرالله، والأخير لا يأبه من عواقب ما يقول على اللبنانيين الذين  قد يُخرجون من الخليج حيث يعملون ويكسيون رزقهم . يغامر بمستقبلهم وهو ليس حقا مكتسبا لا لنصرالله ولا للملالي في بلاد فارس

إسرائيل تضحك وقد جذبت بعض جند حزب الله ليعملوا لصالحها كجواسيس إكتشفوا مؤخرا ، وانشقاق داخل الحزب لا نعرف مداه يتعلق بإستعمال الأموال ، وقد أصبح المال عزيزا على من يدفعه وأعزعلى من يتقاضاه بعد أن ضّمُر وأصبحت المحاسبة ضرورية. و ريما  هي سبب لمحاسبة من لا "يمشون" "على العمياني" على سُنَّة الملالي والتابعين لهم

وقانا الله شرَّ الأشرار والمغامرين وقاطعي أرزاق البشر

سِنان 2/4/2015