Powered By Blogger

الجمعة، 22 أغسطس 2014

عن ماذا يمكن أن نغَضّ النظر في بلادنا؟

عن ماذا يمكن أن نغَضّ النظر في بلادنا؟


معنى ما يجري اليوم في منطقة الشرق الأوسط برمته لا نفهمه وكأنه، كلما حاولنا فهمه يهرب منّا. عشرات السيناريوات نستمع إليها كل يوم وأحيانا تردداتها السريعة أعلى مما نتوقع فنبدأ مشوارنا بين مصادر الأخبار مجددا نستلهم منها ومن قائلها  وبما امكن من سرعة حقيقة ما جرى لنجد أنفسنا كالعادة نضرب  أخماسا بأسداس ونفقد البوصلة فنرجع إلى المربّع الأول "بخفّي حنبن" لنبدأ من جديد مسيرة البحث عن الحقيقة وكأن المستقبل برمّته مربوط بما يجري.

لا نقول هذا لنجد لنا عذراّ يجنّبنا الشطط ولكن التحرك السياسي والعسكري والأمني لا يرتاح دقيقة حتى ينتصب فتتوالى المآسي. قتل يتجدد وتهجير جديد في مكان ما يبدأ ، شاملاّ من لم يكن يذكر في الأخبار ذاك الصباح. لا نندهش فقد فقدنا القدره على ذلك ولا نعجب للمواقف الدولية الغائبة كليا عن السمع فقد فقدنا أيضاّ سبب التعجب من قادر لا يهمه من عاش ومن مات مادام هو والعائلة والحليف بخير. نستعمل مصطلح "قادر" ولا ندري إن كان هذا الإستعمال في موقعه. القادرون معروفون "يعدّون العصي ولا يهمهم من يأكلها" وجرمهم أنهم يدعون بأنهم أوصياء على هذه الدنيا وعليهم واجب الوصاية ولكنهم في واجباتهم فاشلون.

يذبح صحافي أميركي بيد داعشي بريطاني الجنسية الصحافي في الأسر منذ سنتين ودولته لم تحاول تحريره فذبحه آسروه. الداعشي البريطاني إن لم يقتل في سوريا سيعود يوما إلى بلده خبيراّ في الإجرام ومعتاد على القتل ذبحاّ. ماذا   سيعمل في بلده؟ ،نشك في أن حكومة صاحبة الجلالة ستعينه سفيرا لها لدى دولة داعش ليعيش في بيئة تعرفه ويعرفها بل سيبقى في شوارع لندن يقوم بما اعتاد القيام به بكفاءة. ألم يلمّح رئيس وزراء بريطانيا بذلك.؟ الا يرى القادرون الساكتون أن ما يجري في سوريا والعراق وغيرهما من الدول سيتسرّب إلى "من حيث أتوا". إلى دول هي اليوم بمنأى عن القتل والذبح والهدم والإجرام على تنوّعه وتنوّع مرتكبيه؟

فجأة دبّ صوت أوباما مستنكراّ ، كما نحن نستنكر ولكن دون "دب الصوت"، الجرم بقتل الصحافي الأميريكي. نشكره، فعلاّ نشكره على إقدامه على أخذ موقف من هذا الحدث. ومع معرفتنا بأن التحرك له أسباب سياسية وإعلامية واضحة فإننا نشكره. لماذا يا باراك حسين أوباما لم تتحرك يوما واحدا قبل هذا الجرم البشع و"تدب الصوت" على جريمة داعشية بشعة  أخرى لا نعرف ولا أنت تعرف جنسية مرتكبيها إنكليز كانوا أو ألمان أو أميركان ، يوم قتل محاربوا داعش ذبحاّ سبعين رجلا من الأزيديين بعد أن سبوا النساء والأطفال إلى حيث لا ندري وأنت لا تدري.

ألم يحن الوقت كي تثبت إنسانيتك فتقول كلمة ولو واحدة عن معاناة أهل غزة،  الناس العاديين الذين لا يحاربون ولا يحفرون الأنفاق ولا يطلقون الصواريخ ولا يأكلون حتى لأن صيد السمك في بحرهم ممنوع عليهم وهم في سجن كبير مضت ثمانية سنوات عليهم وهم فيه. إنهم لا يلزمون إسرائيل بالدفاع عن شعبها المستورد وسيادتها؟ أهذا صعب عليك؟ مجرى الأحداث على مدى ثلاثة سنوات ونيّف وموقفك الصلب من الناس والمتفهم لمجرمي الأنظمة الذين يدافعون، وهذا حقهم كما تقول وتكرر، عن سيادتهم؟

التاريخ سيحاكم. ولن يترك ستراّ مغطى عن ماذا يمكن أن نغَضّ النظر في بلادنا . عن مدن دمّرت على من فيها في سوريا وغزة فلسطين ومخيمات لاجئين فلسطينيين في الشام وغزة والضفة دمّرت؟ عن شعوب قلعت من جذورها وأخرى تقتلع الآن من جذورها وتهيم على وجهها في أصقاع الأرض، تجوع، تذلّ، تحتقر وترمى لها فتاتات طعام هدية كي لا تنتفض؟ ويعجبون لأن من يرمى له فتات الطعام لا يشكر وبحرارة من أخذ أرضه وما ملكت يديه وعاش في جنة نعيم إغتصبها منه ؟ أهذا ما قرأنا في الكتب المقدسة التي يقرأها كل يوم، على ما يدّعي، صباح مساء كي يلهمه الله طريق الصواب؟ هذا ما حدث ويحدث في عراق اليوم وفي سوريا وفي فلسطين ماضيا وحاضرا، ناس يعذّبون بعضهم يرحّل والبعض يقتل وآخرون يسبون وأهل غزة في جحيم لا عذاب مثله ولا فرج قريب يرتجى من غريب أو قريب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق