Powered By Blogger

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

كيري وما يقول


كيري وما يقول

قال كيري ونحن نقتبس:"داعش هي عدو لايران. وايران مهددة من قبل داعش. ومن الواضح ان لايران مصلحة في عدم السماح لداعش بمواصلة عملياتها الراهنة" وهذا كلام صحيح لا يمكن حتى مناقشته، اليس هو قول حَقٍ يراد به تَمْرير باطل؟
أليست إيران ومَواليها في العراق وسوريا هم من كان بسبب أعماله وتصرفاته وفتحِ أبواب سجونه أمام الإرهابيين الذين هم سجنوهم لأنهم، كما هم قالوا أنهم إرهابيون ؟ ماذا عدا مما بدى حتى يُبدي كيري إهتمامه ويعلن عن قبوله التعاون معهم، أي إيران،  لأنهم آنيًا يُخَفِفون عنهم عِبء ما إرتكبوه من جريمة التردد والنأي عن فعل كان ضروريا  فعله فأوصلوا هذه البلاد والدنيا بأُمِّها وأبيها إلى ما هي عليه الآن.
أضاف : "نحن لسنا الان في وضع يمكن ان نُنَسق فيه معهم بطريقة ما، ولكننا منفتحون على التحاور. نحن منفتحون على التفاهم حول كيفية رؤيتهم لما يمكن ان يقوموا به بشكل بناء". ويَصدُمُنا هذا القول فهو ينظر إلى جُزئيات العمل فيقبل مبدأ التعاون في العراق لأن داعش هي هناك على مرمى حجر من إبران وهكذا يتساعدكيري وروحاني على كبح جماح داعش في العراق ويحافظ على بقاء حدود إيران سليمة وبعيدة عن المواجهات.
هذا التعاون إذا ما تَمَّ يساعد على تحجيم داعش وفتح الباب أمام شيعة العراق للرجوع  إلى أحضان إيران فترجع إيران من المعركة وقد عادت بكل ما تتمنى،حرب مع الحلف وجولات رابحة ضد داعش ومنافع،  الحُلم بها ، لم يكن ممكناً.
 ونرجع إلى  عمرو بن كلثوم ألّذي خَبِر الحرب وويلاتها وقال في معلقته قولاً حكيماً في كلام جميل:
وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا..... وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا
فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ... وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا
فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا...... وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا
والتعاون هذا يُقَسِم العراق بين شيعة من بغداد وجنوباً حيث الثروة والقرب من الخليج ودولها وللشيعة كما لإيران طموحات فيها،  وأخرى سُنُّةٍ في الوسط بين بغداد والموصل صحراوية في أكثرها ثروتها محدودة جدا ولا ممر لها على البحر ولكنها قريبة جغرافياً من سُنَة بلاد الشام، وكردية عندها بعض النفط وقريبة من اكراد سوريا وتركيا وإيران كما يقترب منها حلم إنشاء دولة كردية تضُم كل الأكراد وهذا حق لهم 
منعه عليهم كل من تولى حكمهم من تحقيقه .
وهذا التعاون إذا ما تَمَّ يساعد حليفهم وأحد مَواليهم المدعو خطأ" بشار"، والأفضل والأصح أن يُسَمَّى "ناعي" ،فبحربه في سوريا ضد كل من هو يسميهم إرهابيين. الأسد ونظامه أو مثيله ومثيل نظامه ضرورة حياتية لإيران كما هو ضرورة إستراتيجية للحليف الآخر روسيا. هل يقبل كيري ومن يمَثِّل أن يتفاوض وفي خلفية كل كلمة قبول ضِمني للمخاطر السورية ومنها بقاء نفوذ إيران فيها وفي البلاد المجاورة لها كلبنان والأردن وأيضاً نفوذ متفرعات إيران فيها كحزب الله الذي يحكم لبنان وسوريا اليوم لحساب سيده ومولاه الإمام الوالي الفقيه مرشد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الحسيني الخامنئي.
وطبعاً إيران وإمتداداتها في اليمن تستفيد. بالأمس أعلن مندوب الأمم المتحدة في اليمن أن اليمن والحوثيين أبرموا إتفاقاً ينهي الحرب ويؤكد وحدة اليمن وتعود الدولة إلى العاصمة صنعاء لتمارس مهماتها العادية.
لم تمض ساعة واحدة على الإعلان حتى هاجم الحوثيون مناطق فيالعاصمة صنعاء والقرى المتاخمة وكأن لا مفاوضات أجريت ولا إتفاق تم بين الطرفين،  ونقصد هنا بين إيران واليمن. لماذا جدّ هذا الحدث؟ الأيام القادمة ستأتينا بالخبر اليقين. وننتظر كما ننتظر كل يوم أن يأتي الفرج وما دام حلم الفرج في أيدي أوباما وكيري فلا فرج في ما هو  آت ، لا في منظورنا ولا منظور السبعين ألف كردي الذين هُجِّروا أول من أمس من شمال سوريا إلى تركيا تاركين وراءهم ما ترك أهل العراق من لوعة وحسرة على ما خسروه،

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق