Powered By Blogger

الأحد، 14 سبتمبر 2014

قواعد حرب الحِلف وداعش


قواعد حرب الحِلف وداعش

أعلن الحلف الحرب على داعش ونأمل أن يكون هذا القرار شاملاً لكل مَن فِعلُه كَفِعلها وأهدافه كأهدافها. ونأملُ أيضاً أن يكون هذا الإعلان بالحرب نابعاً عن قناعة ومعرفة بما يعنيه لا تعتَريِه شكوك بعض مَن شارك فيه بجَدِّيته واستمراريته والقبول بتحَّمل الأعباء التي يتطلبه و أيضاً وهذا الأهم ، ما ينتج عنه أو يستتبعه . 

صباح اليوم ذَبحت داعش عامل الإغاثة البريطاني ديفيد هينز وقامت قيامة كاميرون وأوباما وفرنسا أيضا، فشجبوا وهددوا ووصفوا العمل بأبشع ما يمكن وصفه، جريمة بشعة تُظهرُ جبن وحقارة منفّذيها.  لا إعتراض على ما قالوا والحق معهم أن يَنعوا القتيل ويحاولوا ما استطاعوا منع تكراره ولكن  هل غاب عنهم أن داعش التي قامت بأبشع الأعمال ضد من لم يعاديها من مسيحيين وأزيديين ومسلمين وآخرين فكم بالحري مَن أعلن الحرب ضدها وجَمَّع دولاً من جميع أنحاء الدنيا وَضَعها في موضع الخطر وربما الإفناء في سوريا والعراق وفي كل مكان وحيثما كان.

أهمُّ ما على الحلف فهمه أن لا قواعد لهذه الحرب ونعجَزُ عن أن نجد حرباً كانت لها قواعد عدا القواعد الكلامية. الحربان العالميتان وما تلاهما من حروب لم تتقيَّد ولم ينتج من خبراتها قاعدة واحدة تقيَّد بها محارب. حروب المنطقة هنا كلُّها بعد الحربين لم تكن لها قواعد وحروب الدولة اليهودية في فلسطين والجوار لم تخلُ من المجازر على أنواعها وبعضها جديد إختُرِع للمناسبة. 

نحن مع كلِّ من عانى من داعش والأسد وأخواتهما وأعمالهما بالذبح أو القتل أو التهجير وأيضاً بمن ذُبح بعرضه وولده وكرامته وإنسانيته ونأمل أن لا يأخُذ بعض الحلف عن داعش بعض الجديد مما قامت به وعَلَّمته لمن يريد.

من المُعيب أيضاً أن ننعى رعايا دوَلنا وننسى كلياً  المئات ممن  ذُبحوا على يد الداعشيين الكثُر والذين صَدَفَ أن جنسيتهم ليست من الدرجة الأولى. ماشي الحال، نمشي مع قَس ابن ساعدة الإيادي في أشهر نثْرٍ قوله:  «أيها الناس، اسمعوا وعوا، وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت." وننتظر ما هو آت".

ولا بأس من التذكير بأن المعارضين للحلف وأهدافه المتضررين من الحرب االتي أُعلِنت  عليهم أسفروا عن وجوههم وأعلنوا بدورهم أن هذه الحرب لا تتقيد بالقوانين الدولية  ولهذا فهم لا يؤيدونها. ونستذكر الحجاج الذي يظهر أنهم تَمَثَّلوا بماقاله في خطبته الشهيرة، قيل :"سكت الحجاج  هنيهة لا يتكلم، فقالوا: ما يمنعه من الكلام إلا العي والحصر، فقام فحسر لثامه، وقال: يا أهل العراق! أنا الحجاج بن يوسف.  أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني أما و الله فإني لأحمل الشر بثقله و أحذوه بنعله و أجزيه بمثله".

 وهكذا تحدّث معارضوا الحلف مهددين. هم في موضع صعب وقد يُجَرِّدهم من نفوذ وسطوة إعتادوا عليها ونَعِموا بخيراتها والوجاهة التي تتناغم معها ولا يُصَدّقوا بأنّهم قد يخسروها ويخسروا معها ما تبَقّى لهم من موقِعٍ فيها.

ونحن لا حول لنا ولا طَول وننتظر ما هو آتٍ علّ فيه الخير لنا وللأوطان التي تحوينا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق