Powered By Blogger

الجمعة، 26 سبتمبر 2014

عودة الشيخ إلى صباه


عودة الشيخ إلى صباه

رقَّاص الساعة تحرك من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين وشهر أوباما سيفه وأقدم ضارباً رؤوس آل داعش والنصرة وأحرار الشام وعينه على النظام ومؤيديه المحاربين إلى جانبه ضد الجيش الحر الذي قرر الحلف تجهيزه بالسلاح بعد تدريبه ليقوم بدوره في إستئصال من يريد الحلف التخلص منه.

 كرّ فأنت حُرّ، هذا ما قاله والد عنترة له عندما جدَّ الجدَّ ولم يكن من بُد في استِهاضِه ليُشهر سيفه ليحارب إلى جانبه فيضمن النصر على أعدائه ويحافظ على أهله ويجنبهم مخاطر حرب لم تكن في صالحهم. كان ثمن دعم عنتر للقبيلة حريته. ألا يذكرنا ذلك بكل فرد من شعوبنا العربية وانتظاهره لنيل حريته ولو إختلفت مفاهيم ومعاني الحرية في زمنين يبتعدان ألف سنة عن بعضهما. أليس من طبيعة الأمور أن الشعوب تسلك طريقا ترتضيه لنيل الحرية والخيارات كثيرة ومتوفرة فكان ما كان وكان الربيع العربي ظاهرة لم يتوقعها العالم ولم يخطط لدعمها أو محاربتها   والبديل كان حتى الأمس القريب هو التخبط والضياع.  هذا ما حصل.

لم يكن أحد ينتظر من العالم ود,وَلِه ومراكز أبحاثه أن يغيب عنهم أن الوضع حيث مرَّ الربيع العربي، وكانت فيه أنظمة شمولية حاكمة ، لم تترك مجالا للتفكير إلا بما يمكن من حكمهم أن يُوَلِّد من رفض وتمرد فكري يتطور ويتطور إلى أن ينتج تجمعات تعارض، وتنتهي وتُؤدّي بمرور الزمن إلى الإنفجار. لا يمكن  أن نَتصَوُر وضعا لا يتماهى والإنفجار. بالفعل هذا ما حدث وبعض الأنظمة دافع عن وضعه ومصالحه فكان أن إرتفعت فاتورة (كلفة) الإنفجار إقتصاديا وهدماً وتهجيراً  والأهم بإستشهاد أو قتل من تمكنوا من قتله. الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري قال قولا قويا بشعر مؤثر.  قال:

أتَعْلَمُ أمْ أنتَ لا تَعْلَمُ               بأنَّ جِراحَ الضحايا فمُ
فَمٌّ ليس كالمَدعي قولةً              وليس كآخَرَ يَسترحِم
تَمُصُّ دماً ثُم تبغي دماً              وتبقى تُلِحُ وتستطعِم

والضحايا وجدت من يزيد في "لَحِّها وإستطعامها" باعت حزن أهلهم وطبيعة الشهادة وما تستدعيه من ثأر وحق إلى أشرار تاجروا بهم وبحقوقهم وتوقّعوا أن يظهروا وكأنهم هم المخْلصون  وصَدَّقوا ما أرادوا غش الناس به فاستمروا بغُشِّهم وشرهم وهم لم يعودوا يأبهون.

لم يعد الشهداء  بحاجة لأن تَلح وتستطعم أو هكذا إحتسبوا ولكنهم أخطأوا في حساباتهم. واستمروا واستتعملوا واستَهدفوا حق الشهيد ودمه في حروبهم الفاجرة واحتكروه وكأنهم هم من إستُشهِد ، وعاثوا في الدنيا  فسادا .ولكن وبالأخص حيث إستشهدوا في سوريا والعراق ولبنان وحتى اليمن التي لا نعرف كل شعابها وليبيا التي ساندوها من الجو والبحر وتركوها مقسمة مشرذمة وأعادوا القبلية الى أوج عنفوانها وقوتها فنشأت فيها منظمات وعادت عنتريات بعض قبائلها إلى الظهور واستقلت بعض مناطقها وهي تتحارب اليوم والضحية كالعادة إنسانها . أهل ليبيا يترحمون على ماضيهم القريب الذي بالكاد تخلصوا منه .

واليوم وقد أصبحت البلاد والعباد في قعرٍ سحيق لا منفذ منه إلى النور قام الإئتلاف وضرب ونحن في بداياتها ولا نعرف أياً من تخطيطهم إلا ما يأتي في كلامٍ عابر من شخص أو آخر ولا تزال التسريبات تتناقض وكل يُغَنِّي على ليلاه.

إذا ما صح القول ورأينا الفعل فسنكون من ساكنيه أمدا طويلاَ نُحاور ونُناور ونسمع فنمتعض أو نسمع ونفرح أو يتناوب فينا الفرح والإمتعاض إلى أن يأتي أمرٌ كان مفعولا ويتركنا أصحاب الفضل مطمئنين الى سلامة ديارهم ومصالحهم وعندها فقط نقف لنحصي خسائرنا  ونعمل ونعمل لنُخَطط لمستقبلنا ويبعدنا عنهم ويرضيهم ثم ننسى ما جرى لنا على مرِّ السنين من امور جاء بها تدخلهم لمساعدتنا ، نأمل أن لا تتكرر فنفرح ونرضى بما قسم الله لنا .
الخميس 25/9/2014





..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق