Powered By Blogger

الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

مشاكل الحلف والمعارضين

مشاكل الحلف والمعارضين


أوباما الحائز عفوا على جائزة نوبل والذي إبتعد عن مشاكل الدنيا سنوات غارقاً في أحلام تأملاته نائما على حرير الإبتعاد عن كل ما  يزعج ، لم يعرف هو ولا من استساغ أجواء النوم  أن الظروف قد تتغير  وإن النوم الطويل لا  يفيد.   نام نومة أهل الكهف واستفاق على عالم كان يجب أن يراقبه فيأمن يذلك من تداعيات إغفاله ولكنه لم يفعل واستسهل النوم . شهد المتنبي  نوم  إخشيدي مصر فقال:

نامـت نواطيـر مصـر عـن ثعالبهـا *** فقـد بشمـن ومـا تفنـى العناقيـد

إستفاق على أحلامه المزعجة وإذ بالدنيا، دنياه ودنيا غيره، في أسوأ حال لأنه نام يوم كان عليه أن  يبقى صاحياً. "أعطي ملكاً فلم يحسن سياسته" ولم تترك له كل الدنيا خياراً إلاّ القيام من النوم. وهكذا وبفاجئية أذهلت العالم ، وإن شكوا بأمرها بداية لأن تاريخه لا يطمئن ولا يؤكد صدق إندفاعته،  ففوجئوا مرتين وكانت المرة الثانية أنه يعني ما يقول فضاعوا. ضاع الصديق كما العدو وبدأوا بتنظيم صفوقهم وهم لا يزالون ينظمون ويخططون. الحلف لا يزال فكرة لم ترتقى إلى مستوى التعاون ولم تُحدد المهام والمسؤوليات لأيٍ منها،  ونحن نتكلم عن ثلاثين دولة لكل منها ، أو هكذا نتصور، دَور وكل دَور يقتضي التصويب ليتناغم والخطة العامة عندما يتفق الجميع على مضامينها. ولا بدّ من أن نتذكّر أيضاً أن لكل دولة إلتزامات خارج نطاق الحلف وهي تحتاج الى الوقت لتُكَيِف التزاماتها القائمة بمتطلبات الحلف.

والممانعة المعارضة للحلف ليست في حال أحسن . فأوباما  لما همّ وفزّ وتنطَّح وأعلن الحرب لم تكن في هذا الوارد،  وارد التغير المفاجيء ، فكانت المفاجأة أكبر مما توقعته  ايران والعرا ق وسوريا. أُخذوا بالمفاجأة ولم يكونوا مهيأين لها. والكل أمسى متحفزاً وضائعاً ، يحاول فهم ما يجري والدَور الذي يفيده اللعب فيه ولّمّ شَمله إذا كان  لمُّ الشَمل ممكن وإذا سمح الوقت الضيق بذلك.

سوريا رأت في هذا الحلف مخرجاً لها من ورطتها المستمرة لسنوات ثلاث ويزيد فأبدت إهتمامها بالدخول إلى الحلف لمحاربة داعش وباقي الشريرين لأنها على الأرض وتعرف كيف تحاربهم، هكذا توهَمت وأحبطت يوم توهّمت وتوقّعت أن مشاكلها على طريق الزوال  . انضمامها للحلف لو دُعيت للأنضمام إليه، كان ليساعدها على إنهاء حربها وريما إعطاء الأسد الفرصة للإستمرار في حكم الشعب السوري. رفض الحلف هذا التعاون فهددت بإسقاط طائرات اميركا وكانت الإجابة واضحة وجازمة ونهائية.

إيران كانت أيضاً تتأمّل بأن يضُمُها هذا الحلف، ولكن الأمور سارت بما لا تشتهي فحرَّكت حوثييها في اليمن وأخذت مواقف غير ودية مع الحلف. لكن سبق السيف العذل وأعطت موافقتها لوزير خارجية لبنان (المرتبط حزبه بحزب الله) عن طريق حزبها فيه بالموافقة على تأييد الحلف  في الإجتاع الذي يرأسه وزير خارجية أميركا  والذي إنعقد في جدة  آخر الأسبوع المنصرم بحضور عشرة دول عربية وتركيا .

الموقف في العراق لم يتغير وإن تغير رئيس الوزراء فيها.  العبادي والمالكي  ينتميان كليهما  إلى حزب الدعوة . الحزب هو من طاولته  الإتهامات المذهبية سنوات تفَرُد المالكي في الحكم ، والعبادي يحكم اليوم بإسم الحزب ولكنه ليس هو كل الحزب فهناك أجنحة وأجنحة ولا نعرف كيف نوازن بين قوى فرقائها وتأثيره على الموقف العراقي إلاّ لفترة محدودة وبعدها لكل حادث حديث.

المفاوضات للتكامل بين العراق والنظام السوري قائمةعلى قدمٍ وساق وعلى أكمل وجه مما يثير من الأسئلة الشيء الكثير. هل تقبل أميركا وبعض غيرها من الحلفاء التفاوض القائم اليوم بين نظام الأسد الفاسد والعراق الذي يتأثر بإيران ومواقفها علماً بأن  إيران رغم الأيام الأخيرة التي نالت منها وأتعبتها لا تزال قوية ومؤثرة في سوريا كما في العراق ولها في كلٍ من الدولتين جيش وقيادات بعضها قام بتدريب قطاعات من الجيش العراقي وربما لا تزال؟

لن ندخل في أوضاع روسيا وقدراتها ومشاكلها ولكن أخبارها تملأ الصحف والشاشات وهي متاحة لمن يطلبها. وينطبق  ذلك على الدول الأوروبية وكندا وأوستراليا فنحن لسنا بوضعٍ يسمح لنا بإبداء الرأي أو التنظير فالوقت لا يزال مبكراً و" يأتيك بالأخبار من لم تزوِّد".

ملاحظة أخيرة: إن كل ما يجري في المنطقة وشمال أفريقيا إنبعث من " الربيع العربي" الذي ربما ضلّ طريقه في أول غزواته ولكنه  هو الذي بعث الروح فيها فتغيّرت لغة الشعوب وتوقعاتها وبدأت تشعر بأن لها حقوقاً هُضمت على عقود وربما قرون لم تكن لتجروء فيها على الكلام  عن أي مطلب ولا أي حق. اليوم تغيرت الأمور وصارت حرية الكلام  مضمونة بلا قوننة  ولا مباركة من الحكام وبدأت الثورة تعطي ثمارها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق