Powered By Blogger

الخميس، 4 سبتمبر 2014

داعش تقرب بين السعودية وايران

داعش تقرب بين السعودية وايران

في تقرير نشرته النيويورك تايمز الأميركية أعدّته مجموعة من المختصِين بياريخ 28/8/2014 ، شدّد على أهمية الجيش العراقي وضباطِه، الذي خاض حرباً طويلة وصعبة أثناء الحرب العراقية – الإيرانية. أوضح ان هؤلاء الضباط يشكِلون العمود الفقري ل"داعش" وذكر أهمهم وإختصاصاتهم المتفرّقة وشهادة المسؤول عنهم في الكلية العسكرية، كضباط مميزين، وأشارت الصحيفة إلى تعامل الإحتلال الأميريكي معهم وطردهم بعد حلِ الجيش أو إعتقالهم وكذلك محاربتهم، كجزءٍ من المجتمع السني بشكل عام، مما كان من أسبلاب إلتحاقهم ب"داعش". ويذكر التقرير كذلك أن من بينهم ضباط شيوعيين أثناء حكم صدام، ويشكل هؤلاء الجيل الجديد ولديهم الخبرة في إستعمال السلاح العراقي الموجود والذي تمّ تخزينه بشكل لافتٍ للنظر لإستعماله في أي لحظة. يقال أن ذلك  كان مخطط حزب البعث في ما لو فوجيء بإنقلاب ما.

رئيس الوزراء السابق المالكي أنهى الجيش واعتمد على تشكيلاته الخاصة المحدودة الخبرةفي إستعمال السلاح، في حين أظهر البغدادي قدرة تنظيمية فائقة في توزيع الصلاحيات على رجاله وإعطائهم الحرية في القيام بواجباتهم سواء كانوا عسكراً أو مدنيين.

لقد وجد البغدادي في البيئة السنية غرب العراق الأرضية اللازمة للعمل.

ومما وجده البغدادي أيضاً الدعم الهائل من جماعة الإخوان المسلمين ، الأب الروحي للحركات الدينية ، الجماعة التي أغدقت عليه الكثير من الأموال والذي تُجَمّعه بواسطة لجانها ومؤسساتها الخيرية في معظم دول مجلس التعاون الخليجي المتحالف معها. كما أن الكثير من الجماعات الدينية في أفريقيا وآسيا تحالفت مع أو حتى أعلنت ولاءها لداعش.

الرعب أو الخوف ،من يدري،  أصاب المنطقة العربية وبالأخص أصحاب المصالح،  والإقليمية ومنها إيران والعالم كلّه ِشاملاً الغرب. الأَولى بالخوف الأقرب إليه. دول الخليج ممثلة بالسعودية. ألأوَل وهم الأقرب والأكثر تعرُضاً لداعش، أي دول الخليج ،  لها علاقة بأمرين كلٌ منهما قديم وربما متجذِر واحدهما وحدة العقيدة الدينية بينهم وبين داعش وبالأخص السعودية، والثاني ترَدي الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية  والتي تصيب أكثرية الشعب والخطر هنا أن داعش تظهر وكأنها بديل مقبول دينيا وقد يساعد في تحسين الأوضاع المشكو منها. وإيران تواجه أيضا مشكلة المذهب الذي تنتمي إليه المناقض لمذهب داعش والخطر هنا يكمن  في إعتبار أهل إيران أعداء مذهبيين لهم ، عداءٌ يصل إلى الرِدَة وحد عقابه السيف.

مؤخَراً ومنذ أيام قليلة ولعلم السعودية وإيران بانهما يواجهان عدواً واحداً شرساً قوياً أدهش الجميع بإنتصاراته وتمُدد مساحة مملكته مكوناً للطرفين خطراً داهماً لم يتوقعاه فإذا بهما  وفجأة وبعد تباعد وإنقطاع طال أمده يسارعون للقاء يهدف إلى التعاون لمواجهته وكان الإجتماع الأول في الرياض على مستوى وزراء الخارجية. هل هذا يعني بالفعل أنهما يخافان على بلديهما لدرجة تغيير علاقتهما من شبه أخصام إلى شبه حلفاء وما مفاعيل هذا التقارب على الوضع في سوريا ومستقبل حزب الله وتدخُله بكل شاردة وواردة في سوريا ولبنان واليمن؟

قلنا أن كثير من المنظمات الدينية المتطرفة تنظر إلى داعش نظرة الأخ النصير وإن مورد مالهم واحد أي ألإخوان المسلمين وبالتالي لا نستغرب تعاونهم وربما يجب أن نستغرب عدم تعاونهم إن بدا الأمر كذلك. شباب الصومال واحدةٌ من المنظمات المتطرفة بإسلامها ، القريبة من داعش لها قصة سمعناها وقرأنا عنها نرى من المفيد سردها.

للإرهاب  الديني في بلاد العرب إمتداداته الواضحة وضوح الشمس. القصة غريبة ولكنها تشير إلى أمور عادةً مانستبعدها . في الأمس الأوّل من أيلول2014 إجتمعت قيادات شباب الصومال في مكان ما في شرق أفريقيا وكان للإستخبارات الأميريكية سبَق المعرفة بمكان وزمان وأسماء المجتمعين.. عُقد الإجتماع وروقب وانتظرت الطائرة الأميركية المولجة بالمراقبة إلى أن إنتهى الإجتماع وضربت القائد الأعلى للشباب دون أن تمُس أي عضوٍ آخر. لأ ندري لا السبب ولا لماذا إختير شخص واحدٌ وتُرك الآخرون. هل يعني هذا التصرُف أن من ضرب لم يقصُد إنهاء هذا التنظيم؟  سؤال جوابه عند من ضرب أو هرب ونحن على أحرِ من النار ننتظر أن نعرف ما يدور لنتهيأ لمثله في بلادنا.

وما جرى لشباب الصومال يجري مثله للدولة الإسلامية. لماذا تضرب أميركا بعض شمال العراق ولا تتدخل في سوريا ولا تضرب داعش هناك؟ هل هناك داعش واحد يعامل بقسوة في الموصل والجوار وبقفّازات بيضاء في كلِ سوريا حيث ذبحت داعش حتى الآن إثنين من رعاياها والرد الوحيد الذي بلغ مسامعنا كان الإستنكار والقليل من التهديد؟

ونكرر عندما نسأل عما إذا كانت هناك سياسات عند الغرب ترى إفادة من إبقاء منظمات بأُمها وأبيها قائمة وعاملة إلى أن تنهي ما يزعجها أو يضرب مصالحها في منطقة ما؟ هل هناك خصوم أهم وأفعل من وجود داعش أو غيرها مرحلياً يساعد على دحر أولئك الخصوم وبعدها يكون لكل حادث حديث؟ أيحين بذلك وقت محاربة هذه المنظمات الإرهابية ؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق