Powered By Blogger

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

أين مستقبلنا من قرار متأخِر

  أين مستقبلنا من قرار متأخِر

لا يَعرِفُ الشَوقَ إِلّا مَن يُكابِدُه....وَلا الصَبابَةَ إِلّا مَن يُعانيها
قالها مروان بن محمد، الملقب بابي الشمقمق. شاعرٌ هجّاء، من أهل البصرة. خراساني الأصل، من موالى بني أمية. أي أنها قيلت منذ ما ينيف على  الألف وثلاثماية سنة ولا زالت كلماتها طازجة تَضِجُ في مشاعرنا وعقولنا وأكبادنا ولكن وبالأخص في ما اختبرنا في تاريخنا من مآسٍ سببها إهمال القويّ من أهلنا والجار ومؤخّرا استمرار إهمال القوي القابع وراء جبنٍ إعتراه وتردّدٍ شاب رجولته وهربٍ لم يسبقه إليه أحدٌمن أترابه.، إهمالٌ أوجعنا  وقضّ مضاجعنا وأوردنا سبل التهلكة فهدّم من بلادنا ما شاء ووقف هو متفرِجاً على قتلانا ومصادرة إيماننا بالله وخطورة ما يعني كل ذلك إلاّ بالكلام النِصفُ تأوّه أي بلا كلام
كُنا ولسنوات قَرُبَت من الأربعة نظن، وبعض الظن إثمٌ،  أننا ، أي الناس، الشعب المسكين المتَكِل عادة على رُعاته مضمونٌ أمنُه ، مستورة أحواله، مُصان عِرْضه ينام ويصحو ويعمل ويشتغِل ويرعى عياله ويؤدِب أولاده وهذا هو همُه وحُلمه وسببُ سعادته، إمتلأت جراره بالذهب أو كان له ما يكفيه من نتاج عرق الجبين. وكان رعاتنا من رؤساء وملوك ومشايخ ورؤساء دولٍ عظمى وما شاكل حُماتُنا والقيِمين على إدارة شؤون بلادنا وإن ظلموا، وهذا إرتأيناه حقٌ لهم ندفعه مقابل صيانة سيادة البلاد والعباد، أي نحن الشعب الذي قيمته لهم ، هكذا إكتشفنا ،  مصدراً لتفاهات وجبن قياداتهم
كنا ننتظر من هو أشجع من ربيعة بن مكدم وأحمى من مجبر الظعن، الفراسي الكناني الفارس العربي من كنانة وأحد الفرسان  المعدودين في الجاهلية وصاحب الفرس: اللطيم . ضربت به العرب المثل في الشجاعة والنجدة. وظِنّنا خاب وربما لا حق لنا نحن جيل النكبة أن نظن بأكابر الرجال فرجالنا نعرفهم وكبار رجال الدنيا عنّا مُلتهون
رجعنا إلى الماضي السحيق لنَستوحي من عنفوان رجال ذاك الزمان ما خَفَ حملُه وغلى ثمنُه علّنا نجد فيه ما عجزنا هذه الأزمان عن التعرف اليه وربما هو مغَيّب كما الإمام الثاني عشر المُغيَب منذ تلك الحِقَب من تاريخنا القديم
داعش هي اليوم أمُ الدنيا والحاكمة بأمرها من البحر إلى النهر، من الموصل إلى حلب. يخافها الجميع ونذكرهم بالإسم: أميركا، دول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، الدولة الإسلامية في إيران، أوروبا بكل دولها، الروسيا المُهَددة بعض دول جوارها ممن كانوا من الإتحاد السوفياتي ونعتذر لِنَصُفّ الدول العربية الأخرى كقيمة مضافة إلى من ذكرنا وهي أقَلُ من ذلك
في الأمس برز أوباما في الميدان وهدد وتوعّد وارسل إلى العراق ثلاثماية جندي إضافي ليبلغ تعداد جيشه الموكل إليه حماية مبنى السفارة في بغداد وقاطنيها ثمنماية وخمسين جنديا وضابطا وخبيرا أضيفت إلى مهماتهم وظيفة محاربة منظومة داعش.  لا نستغرب فقد أعلنت المنظّمات الإستخبارية الأميركية أن أميركا الآن مهددة بعملٍ إرهابي داعشي داخل أراضيها ولا بدّ من المواجهة. ولا بدَّ أيضا من المواجهة بعد أن قتلت داعش أو النُصرة ، لا فرق، إثنين من رعاياها ذبحاً. أوباما لم يعُد يتحمّل كل ذلك فبادر ونشُك في جَدية مبادرته وليتنا نكون في ذلك على خطأ مبين
إيران وعربنا في السعودية يتهادنون فالعروش وولاية الفقيه في الدَقّ. ربح أو خسارة أي منهما ربح وخسارة للآخر، وضع غير مسبوق في تاريخ العلاقات العربية الفارسية منذ مملكة المناذرة الموجودة سابقاَ في عراق اليوم منذ ما يزيد على الفي عام وحتى تبين أن داعش غريمة البلدين المتحاربتين على طول منذ قرون تُكَوِن اليوم  تهديداً جدّيا  لكيان كل منهما مذهبيا وسياسيا واجتماعيا وإدارةً. الهدف هو إنهاء الخارجين على تعاليم الدين كما يروه، ربما يعتبرون إبن تيمية والغزالي والإمام أحمد مُفَرِطون في أحكامه متساهلون في  القيام بشعائره.  ايران في أكثريتها شيعية إثني عشرية وبالتالي ليست إسلامية. أما المملكة فأهمُ ما تريده داعش هو ضَمُ المدينة المنوَرة ومكة والحرمين الشريفين حتى تَصحُ الخلافة التي أعلنها أبو بكر البغدادي القابع خارجهما والذي إن تكتمل أسباب خلافته يَضعُفُ أمام من قد ينافسه أو من يسبقه إلى مكة والمدينة
إن أخطر ما نواجه عرباً كنا  أم من الغرب  هو خطرُ كيانيٌ ومعركة بسلاحٍ جديد ويدٌ تُمسكُه لم نألفها وعقلٌ خلفها بارد بمفهومنا لا ضمير كما نفهم يحركه ولا أساليب سمعنا بها في السابق من الأيام يستعملها وقد آن موعد مواجهتها ولا نرى حتّى هذه الساعة إلاّ الكلام التائه المتردد الخائف الذي بلا معنى تديره عقول قاصرة لم تحسن مواجهته وكان بإمكانها القضاء عليه عندما أتاحت داعش الفرصة لها منذ أكثر من سنة
:أسنذكر ما قاله الشاعر ابن زريق البغدادي الأندلسي في احدي قصائده
اعطيت ملكا فلم تحسن سياسته **** وكل من لا يسوس الملك يخلعه
أيجوز أن لا نستذكر إلاّ المحزنات من عيون شعرنا وإلا الأسى من أمثالنا وعندنا منها الكثير مما يفرح ويواسي؟
ننهي المقال بسؤال ألإجابة عليه لا تفرحنا ولا  تبكينا  وهي في الأساس عن ما قد يفعله تنظيم درست داعش على يديه فهو أعلم منا بها وبنياتها وما قد تُقدم عليه،  ولا نعرف نحن المدى الذي يأخذه هذا التنظيم المُعَلِم أي الدولة اليهودية لو أصابته من داعش بعض نوائبنا وقرر الرد والدفاع، هل يستعمل ما عنده من أبشع سلاح فيدمِر داعش في البلاد التي تحتضنها وتكون لنا مصعدةٌ (Masada) ثانية بسلاح لم يتوفّر في أول مصعدة فيعُم الدمارالكامل الشامل علينا وعليهم بلحظة واحدة فيكرر التنظيم المُعَلّم قوله القديم:  علي وعلى أعدائي يا ربّ؟؟ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق