Powered By Blogger

الخميس، 25 سبتمبر 2014

الأمم المتحدة وداعش


الأمم المتحدة وداعش

نوسِّع آسفين مروحة إهتماماتنا وساحات حروبنا بعد أن إفتتح الرئيس أوباما إجتماعات الجمعية العمومية ال69 بالقذائف على داعش سوريا وشبكة خُراسان فيها خائفاً على بلاده والكل ينتظر ما سيؤول إليه المآل.  وتضرب داعش أو لا تضرب فالأمر بيد داعش والمبادرة منها وما على الجالسين في قاعات الجمعية العامة إلا الإنتظار. الحرب لم تنتقل من شرقنا إلى غربهم فهي هنا وهناك في آن وعلى السامعين ألف سلام. الإمام علي قال: السامع شريك القائل،

فشلت الأمم المتحدة على العقود السبعة التي تلت تأسيسها في فعل أي شيء كان يمنع أن يكون العالم بكليته رهينة سفاح مجرم لا ضمير يردعه ولا خلق يثنيه . أبو بكر البغدادي يجلس في القاعة إياها  مع أقرانه  رؤساء وأمراء مرتاحا لما حقق غافلا قصداً عن ما تمنعه قذائف الحلف من عمل فهو يعرف من أين تؤكل الكتف ويعرف أن ضربَه سيُفسَّر تعديا دينيا عليه فيُسانَد ويقوى إلى أن "يفعل الله أمرا كان مفعولا." (سورة الأنفال)

إيران والأسد مرتاحان لما يجري رغم كلِّ ما يقولون. ضرب داعش فرصة الأسد الوحيدة لربحٍ ما،  بقاؤه في الحكم المستبعد الآن أو رحيله عنه وكأنه هو المنقذ. وأيران تتخلص من كلفة ردع داعش المشكوك في نجاح إيران بالخلاص منها. داعش قوية بشهادة أميركا والغرب وأكثر دول الجوار وقدرة إيران على دَحرها يحتمل الكثير من الشك وجاء المخَلِّص الغربي يأخذ عنها عبئين ، عبء المال ومآسي الحرب تاركاً لها إذا نجح بقعةً لا يعتريها  أي مشكل.

إلى أين نسير أو يسير بنا هذا العالم الذي أثبت دون أدنى شك تردده وفشله في إتخاذ أي قرار مما أدّى فيما  أدّى إلى تكوين حلف يضاهي أحلافاً أنشأوها في الحروب الكبرى لمقاتلة أعتى الدول في أوروبا والشرق الأقصى. ماذا يعني كل هذا؟ أيعني أن داعش تخيف الدنيا كما أخافت ألمانيا واليابان الدنيا في الحرب العالمية الثانية أو هكذا يعتبرون قوتها  ويهيؤون لما تعنيه وتتضمنه هذه النظرة؟ أم أن الثقة بالنفس وعلى وجه الخصوص القدرة على الإستمرار والمتابعة غير مؤكدة وبالتالي يخافون أن تستمر داعش وهم يتوقفون على ما يختزنه ذلك من أخطار عندهم في الداخل وعندنا في نزاعٍ يطول ويطول ويأخذ في طريقه الثقافة التي إعتدناها والمصالح التي من أجلها إمتطى الغرب خيول الحرب ؟

ونحن في العالم العربي نتوقّف كثيراً عند ما يقوله الغرب بعد أن خَبِرهم الأيام التي تلت إنحلال وزوال الإمبراطورية العثمانية وإقتسام إرثها بين دوله. كان العرب قد وَثقوا بالوعود التي أغدَقها الغرب الأوروبي وتباروا في التعاون معه على الأساس الموعود وهو سيادة البلاد العربية التي كانت تحت حكم بني عثمان للعرب. نكلوا بكل الوعود ومنحوا اليهود فلسطين وساهموا في كلّ ما شاب المنطقة من شرور. يذكرني ما نقول بما قال  طرفة إبن العبد الذي قُتل وله من العمر 24 عاماً لصدقه وجرأته وشجاعته، قال في معلقته:

إذا القومُ قالوا مَن فَتًى ؟ خِلتُ أنّني......عُنِيتُ فلمْ أكسَلْ ولم أتبَلّدِ
ألا أيُّهذا اللائمي أحضرَ الوغى...... وأن أشهدَ اللذّات، هل أنتَ مُخلِدي؟.
فأن كنتَ لا تستطيع دفع منيَّتي.....  فدعني أبادرها بما ملكتْ يدي

ومثله خلنا أننا عُنينا فقمنا بما طُلِب منّا  ولم نكسل ودفعنا الثمن كما دفعه طرفة ولم نكسل ولم نتبَّلَدِ.
الأيام القادمة أهميتها تكمن في إظهار ما تُبْطَن وعندها نعرف ما بنا وإلى أي مكمن نحن سائرون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق