Powered By Blogger

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

ألى أين تسير حروب الشرق


ألى أين تسير حروب الشرق

والآن وقد أجمع الخبراء العسكريون بأن الغارات الجوية لن تُوصِل إلى الأهداف التي قام الحلف من أجل تحقيقها ، علماً بأن دول الحلف قررت كما سمعنا أن لا ترسل جنودها الى الساحة لتحارب الإرهاب،  وهي تعتمد أو هكذا تأمل أن تقتحم  الميدان جيوش الدول العربية  الإقليمية السُنِّية منها حصراً وتنفذ خطط الحرب على الأرض بينما هي تشرف وتنفذ طلعاتها الجوية. الحرب في هذا التخطيط مع بعض التفاؤل ستبدأ قريباً في يوم ما  وتستمر ولن تنتهي ونحن أحياء لا نزال على وجهها.

داعش سُنِّية ومثيلاتها سُنية أيضا أردنا أم أبينا وفي كادرها السني ضباط وخبراء من فلول جيش العراق الذي سرّحته الإدارة الأميريكية سنة 2003 مباشرة بعد إحتلالها العراق .

وجدت داعش في "الصحوة" بيئة حاضنة،  وهي تضم بعض عشائر الأنبار السُنَّة الخمسة والعشرون التي انضمت مؤخرا لقتال داعش. العشائر عانت الكثير من حروب المالكي الشيعي عليها طوال سنين فوجدت بعض الحماية في داعش فهادنتها واحتمت ما أمكن بها ، ولكن ما إن خسر المالكي بعض سطوته واستلم حيدر العبادي الحكم حتى عادت هذه العشائر إلى دولتها ولو بحذر وسارت بمسيرتها. من المفيد معرفة أهمية الأنبار فيما سَيَلي من حروب فمساحتها تساوي ثلث مساحة العراق وبالتالي ساحة كبرى للحروب ومضاداتها.

والسنَّةّ عانت في سوريا على مدى عقود بدأت  عندما توَلى العلوي حافظ الأسد أبو بشار في سبعينات القرن الماضي مقدرات سوريا البعثية. قام  بإنقلاب عسكري  وحكم ولا تزال سوريا تعاني من حكمه. المعاناة مستمرة على يد إبنه الطبيب المتخرج من جامعات بريطانيا والذي كان بعض الناس قد تفاءلوا به وبتسلمه  سدة الرئاسة بسبب الثقافة التي ظنوا أنه إكتسبها في الخارج  وخاب ظنهم .

وفرخُ  البطّ عوام كما يقول المثل وهو تفوق على أبيه في تخريب سوريا وهدمها عن بكرة أبيها متمسكا بالكرسي وخرافات إعلامه بأنه المدافع عن فلسطين ووعدِها بالتحرير. مسكينة فلسطين كم من فرصة أتاحتها للحكام كي يصيروا حكاما وإن أمكن بقائهم في مناصبهم وربما إختراعوا سلالة تحكم بالوراثة وكادت هذه العائلة أن تحقق ما هي أبطنَت لولا ثورة شعبٍ غيّرت المعطيات.

عائلة الأسد تُعطَى من الدعم بين يوم وآخر ما يدعو إلى التساؤل إن لم يدعو إلى التعجُّب. والعراق المحكوم من إيران أصبح أحد قواعد سياسة الحرب على الإرهاب. ألم نسمع ويسمعوا أن من تخَرَّج من سجون الأسد والمالكي أسست لتكوين ما يُعرف اليوم بتنظيم داعش؟ ويُفاجئنا كيري وزير خارجية أميركا بالقول اليوم بأن لإيران دوراً في الحرب ضد الإرهاب. ونظام الأسد لم يعُد هدفاً آنياً  للحرب ونحتج بأن ضربه  يستدعي الحصول على قرار من مجلس الأمن لا يظهر أنه آتٍ في القريب العاجل.

نعود ونُنَظِّر لنقول بأن داعش كانت ولا تزال خصماً متماسكاً  قويا قادراَ ومتينا لآلات الحرب الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان وربما في مناطق أخرى كغزِّة واليمن والصومال ولا نعرف أين أيضا. داعش صَدمت بصَفعة قوية إيران،  ولكن إبران الذكية المخططة الطويلة النفَس ليست خصماً  يَسهل شطبه من المعادلة في أي مكان من كل هذا الشرق كما نعرفه ، هذا الشرق الذي هو الآن في طور إعادة تنظيم وإعادة رسم حدود وتكوين تجمُّعات سكانية تختلف عمّا هي عليه اليوم. كيف سيكون كل ذلك وما هي المعطيات التي تُمَكِّن الدارس والباحث من إستشراف مستقبل المنطقة، لا أحد يسستطيع لأن المعطيات غامضة للجميع.

المتغيرات يومية وأساسية وتنفّذ كلما أخذت دولة لها وزن قراراً له علاقة بالحرب أو السلم ، وهذه المتغيرات تتغيَّر ويتغيّر بسببها ما سبق وكان مُعطىً قَبِله الكل وتصرّف على أساسه وبالتالي إتجه الى المنحى الجديد دون تردُّد. الدول مًرِنة ولا تتأثر بالمتغيرات ما دام تأثيرها بعيداً عنها لا يطالها ولا يطال مصالحها. المصالح هي الأساس ومن يظن أن الدول يمكن أن تعمل بلا مقابل كالجمعيات الخيرية يعيش في عالم آخر لا نعرفه وحتماً لا تعرفه  قيادات الدول الكبيرة منها والصغيرة أيضاً.

ما هو وضع المقيمين في بلاد هذه الأمة العربية وما هو مدى خوفها الشخصي والعملاني مما يجري؟ الجواب بسيط ولا خلاف عليه. الخوف سيد الساحة.  الكل ممن نلتقي ونتحادث  معهم ونتشاور بحرية وبدون تحفُظ هم على خوفٍ يتجذّر في قلوبهم مع مرور الأيام وإتضاح الصورة وإن كان أكثرُهم يعطي الوضع بتفاؤل فرصة ليتغير إيجابياً قبل أن يفكروا بمتى وكيف وبأي إتجاه ينظروا ويقرروا وينَفِذوا.

البعض لن يرحل لأن مذهبه يضمن سلامته والبعض لأن مستقبله أصبح خلفه  والبعض لمحدودية إمكاناته والبعض لتفكير له مختلف عمّا سَرَدْنا ولكن الوضع صعب ويثير الكثير من الأسئلة وأهمها السلامة الشخصية والعائلية وسلامة مورد الرزق. بغض النظر عن كل تحليل سلبي وإيجابي الشعور بالخوف وعدم الإستقرار لا ينفيه تفاؤل من هنا وتشاؤم من هناك ووعد ما لم يعُد له معنى. ضعف الدول التي تدير البلاد تضيف خوفاً على خوف فهي لا ترتقي إلى مستوى القادر على تنفيذ ما تعِد.

مرة أخرى نقول  لم يفارق الأمل أحلام الناس لرغبتهم الصادقة في البقاء هناك، في بلادٍ عرفوها وعرفتهم وضحّوا من أجلها واحتضنتهم. هي الجذور التي تربطهم وتبقيهم في المكان الذي يعرفون. يعرفون ثقافته وعاداته وتقاليده وأهله  وهم على ما نعرف،  بذلك وبذلك فقط يرضون.

الأحد 21/9/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق