Powered By Blogger

الخميس، 18 سبتمبر 2014

قصص من عالمنا

قصص من عالمنا

1. فتوى

أفتى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، مفتي المملكة العربية السعودية، قال أول من أمس عن داعش: "هذه فئة خاطئة ليست على صواب، فإذا قاتلت المسلمين فيجب على المسلمين قتالهم لينصرف شرهم عن الدين والناس، فهم شرٌ وبلاء".
  أيجوز إذن لداعش في أهل الكتاب ما لا يجوز في أهل الإسلام، وبماذا يجيب فضيلته، هل قتل المسيحيين مثلا  جائز؟ وماذا عن غيرهم ممن لا يدينون بما يُدين به فضيلته . إذا أتت داعش الينا فهل تطلب منا هويتنا الشخصية لتُقرر إذا كان قتلنا حلالٌ أم حرام؟

2.حق العودة والجيل الجديد

 شابان من فلسطين يقيمان في مخيَم للاجئين أقدما على حرقِ أحد الشعائر الدينية المسيحية قرب سوق الخضار فيه.  حَرقُ مَعلمٍ مسيحي مزعِج سخيف ولكنه يُظهِر ما اختزن هذان الشابان من كراهية وحقد حُقِنَ في عقليهما في محيط لم يَعُد فلسطينياً. محيط مُحبَطُ لوَّثته العقائد المتزمتة الرجعية التي لم يجدا بديلا عنه عند الأهل الذين بالكاد يتذكرون فلسطين، أكثرهم وُلِد في مخيم ما في مكان ما خارج وطنهم وأكثرهم عندهم من الهموم المعيشية والإجتماعية ما لا يستطيعون مداراته. هم فقدوا القدرة على التَحَمُّل، غرقوا في همومهم ومأساة يعيشونها ولا ضوء في الأفق يعطيهم سببا للأمل.  تركوا أولادهم يسرحون ويمرحون أو يَعُبّون من الأفكار ما تيسّر، أيُّهما توَفّر، والمتوفر لا رقص ولا غناء ولا مدارس ولا عمل والمُرَحِب الوحيد لهم هو الجامع أو الحوزة يقضون فراغهم فيها.  لا يجدون المثَلٌ الصالح، ولا القِيَم الخلقية الفلسطينية والتي مارستها قولاً وفعلاً أجيال من المخلصين غابوا وغاب معهم الفكر الصالح. أصبحوا فريسة لمن له مصلحة في الإعتناء بهم وصاحب المصلحة يربيهم لمصلحته وينفُخ فيهم من الأفكار الدينية ما يرى مناسبا وينشيء جيلا منهم يقوم بما يعَلِمه القيام .يأخذنا هذا الحديث إلى منطقة من الفكر مثيرة. هل يعني أن هذا الوضع يمَهِد أو يؤسس لزمن لا يعود فيه حق العودة مطلبا فلسطينيا يُضَحَّى لأجله ويجيز التفاوض عليه؟

 3. الإنتفاضات الشعبية وأسبابها

الغباءوالجهل والفقر والظلم والإستبداد أصل البلاء فإذا ما توفّرت هذه العناصر دبّت الفوضى وطار الإستقرار. هذا ما حدث في بلاد الربيع العربي  فالحاكم المشكو منه تمتع بصفات "أصل البلاء" تماماً كالشعب المطالب بالحريّة. والمذهبية المنتشرة في دنيانا سلاح حادّ وقاتل يُثار عندما يعم الجهل والفقر الملازم له ويتنَطَّح ظالمٌ مستبد له فيُرسي مقومات "المجد من أطرافه" فلا يبقى" إلاّ بقية دمعٍ" لا تُبقي ولا تَذَر وتَدُبُ الفوضى ويبدأ  الخراب..

4.البدوي وفرن الخبز في الضفة

 خربة أُم الخير في جنوب الضفة الغربية يسكنها بدو فلسطينيون فقراء. سُمِّيت خِربِة لأنها تجمُّع سكني صغير بالكاد تضُم مائة شخص فهي لا تستحِق أن تُسَمّى قًرْية. قام اليهود بزرع مستعمرة ، يسمونها مستوطنة تخفيفا لمعناها الصحيح، قرب الخربة. يهودي مقيم في المستعمرة يُسمّى "مستوطن" زار الفرن البدائي المسمّى فلسطينياً "طابون" وحاول إقناعه بالتخَلّيِ عنه لأن رائحته كريهة. طابون رائحته كريهة أمرٌ جديدٌ لم نسمع بمثله فللطابون رائحة خُبزٍ كما هي رائحةكلِ فرن.
توالت الإغراءات وبعدها التهديدات وصاحبنا صاحب الفرن مُصِر على إبقائه . لمّا تأكد المستوطن من عَبَثِ محاولاته لجأ الى المحاكم اليهودية مطالباً بتعويض عن إنزعاجه من رائحة الفرن وقدره ماية ألف دولار أميركي. والمحاكم الإسرائيلية تنظر اليوم في الدعوى والبدوي لا يزال يخبز، لا خيار له .

5. قصة زوجين في الضفة

"بعد ثلاثين عاما من الزواج، و ثلاثين عاما من الكفاح مع المحامين ووزارة الداخلية الإسرائيلية من التدابير القمعية لجمع شمل الأسرة  في الضفة الغربية، تمكَّنت إبنتي من الحصول على تصريح لمدّة سنة واحدة لزوجها للعيش معها في القدس على أن تتقدم بطلب تجديد الإقامة بعد سنة.
 اتفاقية أوسلو وضعت القدس خارج الحدود للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. حتى زوج ابنتي وهو من بيرزيت وهو حامل  بطاقة الهوية الفلسطينية لا يمكن أن يعيش معها و أطفاله الثلاثة في القدس ، ولا تستطيع هي الانضمام إليه في بيرزيت لأن ذلك من شأنه أن يحرمها من حقها في الإقامة في القدس المدينة التي ولدت فيها. لذلك كان الخيار الوحيد المتاح لها أن تكون زوجة تتزاور وزوجها نهاية الأسبوع.
أليس  من الصعب على جميع أفراد أية  أسرة أن لا يتمكن أجد الزوجين من زيارة الآخر حتى في أصعب الحالات بما فيها زيارة أحد الأبناء في مستشفى بسبب المرضٍ أو لحادث تعرض له لأنه  لم يُمنح التصريحا اللازم للزيارة. أيُّ ضميرٍ يقبل هذا التصرُف من مُحتَلٍ تفرض عليه واجباته تجاه المحتل حسنُ المعاملة. إسرائيل أعفت نفسَها من المسؤولية والعالم كله بما فيه العالمين العربي والإسلامي، غَضَّ النظر أو أشاح بوجهه كي لا يرى. ويقولون ويسألون من أين يَنبُت الإرهاب ونظنهم أغبى من أن يعرفوا!  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق