Powered By Blogger

الاثنين، 29 سبتمبر 2014

آخر تصريحات اوباما

آخر تصريحات اوباما 

وكيف نفسرها؟
ونبدأ بالرئيس أوباما الذي لا فُضَّ فوهُ قال في مقابلة في برنامج 60"دقيقة" مستشهداً بتصريحات لمدير الإستخبارات الوطنية، جيمس كلابر، بأنها قلَّلَت من شأن ما يحصل في سوريا وأنها بالغت في تقدير قوة الجيش العراقي في التصدّي للجماعات المتشَدِّدة في الشمال.
المقابلة طويلة وما ذُكر يثير الدهشة عندنا.: "على مدى السنتين الأخيرتين وفي خِضَمّ فوضى الحرب الأهليةالسورية حيث هناك مناطق شاسعة من الأراضي لا تخضع لسلطة أو حكم أحد، أستطاعت القاعدة أن تُعيدَ تنظيم صفوفها واستِغلال الفوضى .. ومن ثّمَّ بانَت تلك الأراضي قُبلة الجهاديين حول العالم".
كلابر صرّح لصحيفة الواشنطن بوست "لم أتوقَّع إنهيار قوّات الأمن في الشمال....لم أتوقعه...الأمر في نهاية المطاف يتعلّق بالتنبؤ بالإرادة القتالية وهو أمر يصعُب التكَهُن به".
ويُدهشنا أيضاً قول أوباما "أن مسؤولي الدعاية في داعش باتوا ماهرين جداً، واستقطبوا مجندين من أوروبا وأميركا وأوستراليا والدول الإسلامية يؤمنون بالسخافة المتعلِّقَة بالجهاد...".
ومما يُتَداول من معلومات أن الإستخبارات إعتمدت كثيرا على الجيش الحر والذي لم تكن معلوماته كما قالوا على المستوى المطلوب. هكذا بالفم الملآن، لم يزودوهم بالسلاح أصلاً لأنهم لا يثقون بهم فلماذا وثقوا بإستخباراتهم التي كانوا سيعتمدوها في أساس إستراجية سياستهم. أمرٌ غريب ولكن هناك تفسير، لا نراه نحن، في حديث أوباما في المقابلة في برنامج "60 دقيقة".
مهما حاولنا أن نفهم ما قيل لنحَلله ونأخذ العِبر منه نفْشل لأن ما قيل لا يُعطينا سببا للوثوق لا في ما يقولون ولا في ما يفعلون. سنوات والحرب في سوريا قائمة والصحف تَعُجُّ بالأخبار وبما أصبحت عليه الحال يوماً بيوم وحتى ساعة في ساعة، ولم يبقَ أحدٌ لا يعرف أن جبهة النصرة إمتداد للقاعدة وأن داعش إنفصلت عن النصرة لتؤكِد نظرَتها الأكثر تشدداً والأعنف أسلوبا منها والسائرة دون ترَدُّد وبصراحة لا تُخفي أمراً  عن النُصرة ولا الجيش الحر ولا نظام الأسد ولا إيران ولا أميركا، بل كانت وكأنَّها تتحدى الجميع بما هي قادمة عليه وما تنوي أن تقوم به ووعدت ولبَّت وعْدَها وجاهرت به، وأوباما وآلته الإستخبارية نائمة، وأعلنت دولتها واحتلت من الأراضي ما يمنع الغير، من كان هذا الغير، من التمكُّن منها .
الدولة الإسلامية حقيقة قائمة وسبب قيامها تراخي الخائفين منها وترددهم وعدم وجود قُدرة أخلاقية لديهم للمجابهة. كانوا جالسين على حرير أحلامهم وضعفهم وحياتهم المريحة لهم المتعبة للأخرين وأُجْبِروا على رؤية الواقع الهاربين منه وهم الآن لا يزالوا في وضعٍ وسط بين راحة ومجابهة والثمن كالعادة لا يدفعه إلاّ من آمن بهم واختارهم ليحموه وخاب الظن. لا حاجة للتذكير  بآخرين، بمسيحيي الموصل وأزيدييها وبعض شيعتها.
ألم تفوِّض أميركا العراق، كل العراق بعد حربها معه،  لإيران وحَلَّت الجيوش قبل التفويض وأفرغت الإدارات وتركت لمن فوَّضت أمر إدارة البلد وهذه أكبر هدية تحصُل عليها إيران منذ قيام ونجاح ثورة ألإمام الخميني.
 ولم تتأخر إيران فأدارت البلاد على هواها وما يطيب لها ويخدم أغراضها. وتحالفت مع سوريا.  وما إن قامت الثورة السورية وبدأ الوهن يدُبُّ في قيادة البلاد حتى تدَخَّلت وقادت ثم فوضت إدارتها وحربها إلى ربيبتها حزب الله ، أحد ألمنظمات التي أنشأت في لبنان  سنة 1982.
حزب الله الآن يدير سوريا وبشكل نافرٍ وبعض لبنان مباشرة أو بتشكيلات سياسية أنْبَتها وشجعها ومولها وأمسك بيدها ودَلَّها إلى خدمة مصالحه وهي لا تدري أو هكذا نأمل أو بمعرفة تامة لما تقوم به وهذا يضعها في خانات غاية في الخطورة تقرب من الخيانة.
ونرجع إلى العراق ونسمع اليوم بأن الحكومة العراقية لا تقبل بأن تشترك الدول العربية بطلعات جوية في سمائها والإغارة على الدولة الإسلامية،  يُنجِدُها في ذلك إستذكار إشتراك بعضهم في حرب أميركا على العراق وموقف بعضها منها في أوقات أخرى في أيامٍ سبقت حرب ال 2003.
حكومة العراق كما يعلم الكل تتأثَّر بشدة بما تطلب إيران منها. كان ذلك أيام المالكي وهي كذلك أيام العبادي الذي لا يملك عباءة إيران كلها مثل سلفه الذي وُضِع على الرفّ ليستريح.
واليمن وقد إستمر الحوثيون بالنهب والسرقة ألزموا أنصار الشريعة بهجوم إستهدف ثكنة عسكرية لهم في شرق اليمن وتتضارب الأخبار عن نتائجها ولكن الهجوم موَثَّق والقتلى والجرحى بالعشرات. أنصار الشريعة منظمة إسلامية سنية.
وإن ننسى فهل يمكن أن ننسى الفَزّاعة الأميركية رداًّ على خطاب أبو مازن في الجمعية العمومية؟ كل ما قال أن التأخُر في حلّ مسألة الحدود يغير المعطيات بعد أن ثبت أن إسرائيل تبني المستوطنات في الوقت الضائع. قامت قيامة إسرائيل وقبلها أو بعدها لا يهم قامت قيامة مندوبة أميركا في هيئة الأمم واعتبرت ما خاطب به أعضاء الأمم المتحدة بأنه يُلغي المفاوضات.
وغزة، ما ترى يُخبأ لها، المعابر لا تزال مقفلة والمساعدات الآن تقتصِر على المواد الغذائية والطبية، ولا نعرف حتى هذه إن كانت كافية، ولا ما يدل على تقدُمٍ في أي مجال آخر وأهل غزة وزعاماتها ودولتها لا في العير ولا في النفير.
أيكفي كلُّ هذا لنتساءل إذا كانت إدارة أوباما ومخابراتها على معرفة بما يجري اليوم أم أن ما تخوضه الآن من حروب لا تحُل المشكلة، مشكلة الدولة الإسلامية الحاكمة سعيدا في سوريا والعراق وبعض حدود لبنان،  يمنع عنها المعرفة كما إمتنع عليها قبل عامين؟ ومتى يستفيق من يجب أن يستفيق وقبل أن تعُمُّ الفوضى بلاداً أخرى تُعطى أولوية الإنتباه وتترك بلادا لم يعرف عنها الغرب شيئاً إلى أن إستعصى الحلُّ فأعلنوا النفير طالبين المساعدة وجاءتهم من قطر والإمارات والدانمارك وغيرها وهي لا تزال تقبل طلبات المشاركة علّ في بعضها ما يرفع العبء عنها.
ونحن على خوفنا ومآسي بلادنا قاعدون.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق