Powered By Blogger

الخميس، 9 أكتوبر 2014

الحلف لا قيادة له

الحلف لا قيادة له 

مقاربة جديدة واجبة في ظل ما نشهد وما نسمع وما يخطط أو لا يخطط للمنطقة العربية وبالأخص تلك الواقعة في شرق البحر الأبيض المتوسط. أعصابنا ومعلوماتنا وحسرتنا لا تسمح لنا بالتوسع جغرافيا لنشمل جنوب البحر الأبيض أو شرق البحر الأحمر أو حتى غرب الخليج الفارسي أو العربي ، لم نعد نعرف حتى إسمه.

ستون دولة يقال أنها  إنضمت إلى الحلف الذي أُنشئ وهدفه دحر تنظيم تكفيري واحد.

ثلاثون عاما يقول بانيتا، وزير الدفاع الأميركي السابق، هي المدة التي ستستغرقها الحروب الآنية ضد الإرهاب  المعروف بالإسم والعنوان وبعدها ما يتأتى نتيجة لها.

ثلاثون سنة يسبقها تحضير وتفسير ومشاورات بين المهمين الكبار في الحلف ليوحدوا رؤياهم ويحددوا أهدافهم ويبدأوا في تدريب من يتبرع للقيام بالمهام الصعبة على الأرض. ألا يعرف من أنشأ الحلف أن توسيعه لا يفيد؟ أليس لكل من يتبرع أو يُنصح بالإنضمام مصالح وشؤون وشجون تماما كما للكبار منهم ينظر إليها ويسعى إلى الإحتفاظ بها والإستفادة ما أمكن من تبرعه المشاركة في الحلف وبالتالي له شروط وله طلبات؟ هل كل الدول الستين أبدوا شروط الإنضمام أم هناك فترة تهيئة تسبق كل ذلك وتدرس وتُمَحّص وتقارن بما لغيرها من مطالب كي يبقى الحلف قائما قادرا لا خلافات إستراتيجية أو تكتيكية فيه؟

لنا اليوم من الأمثال الكثير الذي لا يطمئنن. هل كوباني، عين العرب، هدفا إستراتيجيا أم لا؟ أميركا تقول أنه ليس هدفا مهما. الخلاف على عين العرب وأهميتها قائم قاعد وأكرادها يُهجرون وشبابها يقتلون والأخبار عنها لم تعد تستأهل العرض على  الصفحات الأول في الصحف.

كوباني، عين العرب، ليست هدفا إستراتيجيا وكذلك الأنبار في العراق بدليل عدم تدخل الحلف بين الأكراد وداعش في كوباني وانسحاب الجيش الذي أعيدت إدارته إلى  عبادي إيران من الأنبار .

سوريا تضيق على ساكنيها لتوسُّع التنظيمات وبقاء الأسد محتلا مدنا أفرغها وهجّر سكانها إلى تركيا ولبنان وضيق بذلك عليهما واستفادت داعش والنصرة بأن لغّمت المهاجرين ببعض من أعضائها وأنشأت بذلك خلايا بعضها نائم والبعض الآخر ناشط مزعج مضِرٌ يسعى على المكشوف بزعزعة إستقرار البلد المضيف. لبنان عانى من هجوم في بلدة عرسال وأسر بعض الجنود قبل تدخل الجيش وساقهم المهاجمون إلى الجرود حيث ذبح ثلاثة منهم وهو يهدد أهلها بذبح الآخرين إذا لم يستجيبوا إلى ما يطلب منهم وهم بالتالي أسراه فيما يطلب.

الإدارة الأميركية أصلا غائبة عن ما يجري. الأسلوب القيادي تعتريه عوامل التردد والحذر المفرط والريبة من الحلفاء وتحميل الغير مسؤولية الفشل، الفشل غير الوارد أصلا لأن الفشل يتأتى عن عمل ولم نرى عملا ينتصر ولا آخر يفشل.

الحلف ومن أنشأه ونحن والدول العربية الساكنة صحراء الجاهلية في ضياع ، لا قائد لنا يحدثنا ويشيل الزير من البير وينظر في عيوننا ويطمئننا  ويقود ويأمر وينهى وينتصر على الشر الذي كان لتردده شرف تمدده ولكن تطلُعنا وطلبنا يبقى أضغاث أحلام لن تثمر وستبقى على عقود كما يبشرونا تهزُ رسَن العالم    ونحن ما علينا إلا أن ننتظر الفرج منهم أو من الله، لا فرق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق