Powered By Blogger

الخميس، 16 أكتوبر 2014

الهدف المنشود أميركيا


الهدف المنشود أميركيا

في مقال كتبناه ونشرناه يوم الثلاثاء الفائت ما نصُّه "أوباما يغط في نوم لا يؤرقه فيه كابوس ولا يؤنبه ضمير وهكذا يقود العالم إلى مأساة تليها مأساة والأرجح أن له أجندة خاصة به لن يكشف عنها قبل أن تخرب البصرة ويدفع العرب الثمن وينعم هو بجائزة نوبل التي كسبها لأن خطابه السياسي أوحى بما لم يُضمر".

ويمضي الوقت ويتقدم وتجري مناوشات ويتقدم طيران الحلف ويقوم بطلعات ويشنُ الغارات ويدفع كلفتها في كوبامي (عين العرب) وفي العراق ، واليوم في الأنبار، وتتقدم داعش ولو بسرعة أقلّ ولكنها تتقدم،  إلى ما يناسبها من أهداف بثبات وكفاءة تتعدى كفاءة وأهداف الحلف ومن يدور في فلكه جهارا ومن هو ليس في الحلف ويحارب دفاعا عن ما تبقى له من مصالح تتضاءل مع مرور الزمن وعجز الحلف وتقدم داعش.

واليمن، حيث ليس للحلف "شُغًل" ولا يتدخَل في حربها أحدٌ أقلُه في الظاهر تقوم الميليشيات الشيعية التابعة لإيران بإحتلال المساحات الشاسعة والتي قررت ضَمّها وحُكمها منها العاصمة صنعاء وتعز والميناء القريب من باب المندب  وتقترب جنوبا لتجاور محافظة عدن ولا من يتساءل ولا من تُشغِل باله ما جرى. الحوثيون بالتعاون مع الرئيس السابق لليمن علي عبدالله صالح،  الشيعي الزيدي الإنتماء، يعملون ولكل هدفٌ ورؤيا لا تخدم لا السلام ولا الإستقرار في اليمن أو الجوار.

الحرب في اليمن هي بين القاعدة السنية السلفية والشيعة الإثني عشرية الخاضعة للولي الفقيه في إيران ، تماما كما هو منتظر أن يجري من الآن وصاعدا في العراق وسوريا وبين القاعدة الممثلة بالنصرة والدولة الإسلامية وحزب الله الشيعي المنتمي صراحة إلى الفيالق العسكرية وولاية الفقيه.

الحرب إذن هي حرب مذهبية سنية شيعية لا مجال للإجتهاد فيها ولا مناقشتها وهي سلاح يُشهر علنا في كل مناسبة سياسية أو دينية حتى في مناسبات تشييع من يُقتل في الحروب القائمة.

نقول كل هذا ليس للخبر الذي تتضمنه ولا لشرح أمر يعرفه الجميع وإن كان البعض لا يعرف أنه يعرف أو يرفض الفكرة ويتظاهر بأنه لا يعرف. وتطوَّرت الأمور وأصبح الكلام بين دولٍ كبرى ، كالسعودية في مهاجمتها إيران إعلاميا بلسان وزير خارجيتها وردُّ إيران بكلمات ومواقف أقسى.

وتراكم المشاكل موقف أميركا من الفلسطينيين ودعمه اللامتناهي لإسرائيل على قياس: "أنصُر أخاك ظالماً أو مظلوما". فإسرائيل تقتحم الأقصى ليدخله اليهود وتمنع العرب من الصلاة فيه وتصادر الأملاك من أصحابها لتبني مستوطنات لمن تستورد من الخارج ، و إذا ما إشتكت فلسطين يهدد أوباما بالفيتو وربما بقطع المساعدات.

كلُّ ما قلنا أن مراكمة نتائج ومفاعيل هذه الحروب والمواقف لن تَمُر بلا فعل أو رَدِّ فعل ليس فقط ممن يعاني منها ولكن تفسح في المجال لكل من له مصلحة للتدخُل أكان حسن النية أو سيئها .و لو كان المتدخل قادراً على مجاراة النُصرة أو داعش أو حركة أنصار الله في اليمن أو حزب الله المحارب حاليا مع نظام الأسد في سوريا ومع حيدر العبادي في العراق ضد داعش.

الأمور، يتهيأ لنا ولكل من له عينان فيرى أو أذنان فيسمع أو عقل فليتحرك أو ضمير فليتأهب . لا يظهر أن أوباما له عينان أو أذنيين أو عقل أو ضمير وهذا يربكنا كما يربك كل من قرأ خبرا في صحيفة أو شاهد على شاشة ما فيلما عن فظائع ما يجري. فهو لم يَعُد مسلما كما وُلد ولا هو مسيحيٌ كما إختار لأن الدينين يفرضان دون مواربة ولا تردد أن عليه أن يتحرك ويقوم بأدنى مسؤولياته لِيُقِّوم الخطأ ويفرض السلام ويرسي العدل مهما كلفه ذلك في الإنتخابات القادمة.

أوباما لا يمكن أن يكون جاهلا بما يجري ولا ضعيفا لِيَغُض النظر ويهادن ويساير و"يمشي الحيط الحيط ويقول يا رب أسترنا". هو القائد الأعلى بحكم تبوءه المركز الذي يُشغل  وهذا يفرض عليه ما ندعي أنه واجب عليه ولكن لا ندري قد تكون هناك عقدة.

نطرح السؤال صريحاً. هل لأميركا مصلحة في أن تجري الأمور "في أعنتها" أي تتغاضى عن كل مآسي العصر، عصر أوباما، أو أن مصلحة أميركا أن تترك الأمور ، وتترك القوي ليحكم وتُرَتب أوضاعها مع القوي المنتصر بعد أن ينتصر وبذلك تحافظ على مصالحها دون أن تتكبد ما يربو أو يزيد عن الحد الأدنى اللازم إعلاميا وعندها لا يهم من يرضى ومن لا يرضى ويكون "الحمار ماشياً".

لا نريد حتى أن يجول في خاطرنا ما سألنا عنه في فقرة سابقة لأنه يُحيي بنا كلنا وحتى المنتصر بيننا بأن الضمير غاب إلى الأبد.

16/10/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق