Powered By Blogger

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

جيش يتهاوى وتنظيم ينتصر


جيش يتهاوى وتنظيم ينتصر

"الدولة الإسلامية" (داعش)  يَحُدُّها غرباً  الجمهورية العربية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية،  ويَحُدّها جنوباً  النجف الأشرف وشرقا لوائي بغداد وصلاح الدين، أما شمالا فتحدها كردستان العراق. بشكل عام هذه حدود داعش  اليوم وقد تتغير في أي يوم أو ساعة توسُعا أو إِنْحِساراً حسب الظروف وكفاءة المحاربين من الطرفين.

أخبار اليوم تضع كفاءة جيش العراق في مستويات متدنية وعالجه العبادي بطرد 150 ضابطا بعد سحبهم من جبهات القتال مما يعني أن داعش لها الفرصة في التوسُّع ريثما يُستبدل الضباط المفصولين بضباطٍ آخرين ويُأهلوا للقتال في الجبهات التي تُرِكت دون قيادة. هكذا تدرّب جيش العراق في عِقدٍ كامل من الزمن وأُنفق في سبيل ذلك مليارات الدولارات صُرفت كلها  على الجيش،  وكان من الأولى أن يُنفق جُلُّها على الماء والكهرباء والدواء والتعليم. الناس في أمسِّ الحاجة لجيش يحميه ودولة توَفِّر له ضرورات الحياة ولكنها لم توفر له جيشاً  يحميه ولا وفّرت له أسباب حياة  مقبولة.

كانت أولوية العراق طوال العقد الماضي الإنضواء تحت لواء الدولة الإسلامية في إيران فقامت بما رسَمَته إيران من سياسات وأبدعت في إخلاصها  وتركت مصلحة العراق جانبا وكأن العراق واحد من محافظات إيران تدار لصالحها ؛ ولم يكن في ما  رسمته إيران للعراق ما يضمن له حداً أدنى من السيادة والكرامة فما كان منه إلا أن تهاوى أمام ضربات خصمه المُستحدث ولم يتمكن من الصمود في الموصل أياماً  ولا في الأنبار أسابيعا وهو يتدرّج في سقوطه باتجاه الهاوية التي حفرها له تَقَارُبٌ الشيعة وأميركا منذ إنتهاء الحرب الثانية عليه ولا يزال.

من الأنبار حيث تمددت داعش أخلى مئات الألوف من سكانها بيوتهم وأصبحوا لاجئين سائرين في خُطى الملايين التي لجأت من بيوتها إلى مخيمات لما توفّرت أو إلى فلوات الفسحات الخالية يسكنون فيها دون غطاءٍ يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

وسوريا استفادت من ضعف العراق وقوة إيران وأنجداها على طوال السنوات الثلاث بكل ما إحتاجت من مال وسلاح وذخيرة وخبراء في الحروب ومحاربين أرسلوهم إليها من العراق ومن لبنان ، منظمات مذهبية شيعية تتفانى في خدمة سوريا وأسيادها في طهران وَقُم وحتى النجف الأشرف نزلت مكانته الدينية عندهم لصالح الفرس واحتقارا للعرب ولوكانوا شيعةً.

الحكي عن أوباما وتفكيره وسياسته ونوعية قيادته ، وقد كتبنا الكثير عنه وعنها، لا تهمنا الآن. لا تهمنا لأننا في ضياع عندما نسعى لفهم أجندته وبالتالي لن نتمكّن من تَقَيِيم ما يسعى إليه وإلى أين وصل. كل ما يمكن القول فيه أن سياق الأمور ومسيرة الأحداث لا تنبيء بالخير. 

هو هكذا يقول الشيء وعكسه دون حرج.  نستطيع أن نُعَمِم عمّا يقول فهو لم يترك سانحة إلا وقال الشيء وعكسه ونحن لا بُدَ ونستنتج أن هذا أسلوبه وطريقته في التعامل مع الغير ونحكُم بسؤ هذا الأسلوب وهذه الطريقة التي لا يمشيها إلا من هدفُه سيء وأسلوبه ممجوج.

أملنا أن يعي من له القول والفعل والقدرة والوفاء وإذا أمكن بعضٌ من ضمير،  من عربان هذه البلاد، دافِعةُ الثمن، فينتفض ويغامر ببعض ما يملك ويُغيِّر هذا الحال إلى حال يُكَرِمنا.
ونأخذ من شاعرنا الجاهلي  مسفر بن مهلهل الينبغي قوله:
دع المقادير تجري في اعنتها..... ولا تبيتن الا خالي البال
ما بين طرفة عين وانتباهتها..... يغير الله من حال الى حال
وقال في المصائب والعجائب ما قد يُنعش الآمال:
كن حليما اذا ابتليت بغيظ..... وصبورا اذا اتتك مصيبة
فالليالي من الزمان حبالى..... مثقلات يَلِدن كل عجيبة
15/10/2014



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق