Powered By Blogger

السبت، 4 أكتوبر 2014

آمال وأفعالٌ لا تفيد

 

آمال وأفعالٌ لا تفيد

بأملٍ كنا نتطلع إلى أضحى يأتينا منه ما يجب أن يأتي ولكن الأمل خاب وليس للعيد ذنبٌ في ضَحْلِ ما أتانا به
الإرهاب يحصدُ ما عجزت الأنظمة ودول الغرب وحكام الأجهزة والدول عن حصاده ووجدت ما كنا عرفناه وعرفته الدول، كل الدول، من أننا نعيش فراغا سياسيا وفكريا تكثر فيه علل الحاكمين وتنام الجموع  عن العلل خوفا وتهرُبا وإنتظارا لمجيء مخلص ما
وجاء من سبقنا إلى ربيع الحصاد وثبت أقدامه بعد أن داس كل الكرامات وأنشأ دويلاته وقتل من عارضه وهدم ما لم يتمكن منه وارتكب الموبقات على تعدد أنواعها وأعادنا إلى أزمان هولاكو والحشاشين واستعمار الغرب ولم يترك للشعب منفذا . إخترع من الموبقات من لم نقرأ عنه ولم نسمع بمثله حتى في أزمان سبقت التاريخ
وعليه، وبعد أن تعدَى خطر الإرهاب الحدود المقبولة عند أوباما فإنه تَنَحْنح وحرّك شفتيه مهددا متوعدا وربما إستذكر دون كيشوت وأعجبته حروبه فاحتذى به وقلده وبذلك أيقَنَّا أن المخاطر كبرت والخائفين منها كانوا واقعيين وعرفوا قبل أن نعرف أن التهديد فارغ والحصيلة لا تطمئن
بدأت حروب الحلف الذي خلف دون كيشوت بقَرنين أو يزيد فأرسل طائراته وألقى متفجراته وشاركه في ذلك حكام يفهمون عليه ويفهمهم وتماهوا معه وألقوا متفجراتهم أيضا وآبوا بلا شيء وبكلفة إحتسابها مكلف. الحاصل أن الإرهاب ناجح وهو يتوسع والقرى والمدن ترحب به لأن لا حامٍ لها ولا ما يحزنون
بعد أسابيع من حرب ضروس، أو هكذا أُبلغنا، تقدمت داعش في عين العرب في سوريا واحتلت بعض قرى العراق في وحوالي كردستنان ومدينة الموصل ولبغداد نصيب فداعش لا تزال تحتفظ بمواقعها التي لا تبعد أكثر من بضعة أميال عنها، وأنصار الله الحوثيون يتقدمون نحو ميناء الحُديدة على ساحل البحر الأحمر. أما النظام السوري فبراميله المتفجرة لا تَنْضُب وطائراته تجوب سماءه وتقتل وتدمر ويُفرحها التباهي بإنجازاتها أمام العالم كله وأتاها من خفف عنها ظل داعش التي أرسلها هدية للعالم من سجونه  فلما إشتد ساعدها إنقلبت عليه.  ولبشار الأسد وزميله أبو بكر البغدادي خليفة المسلمين مزاج مشترك في الأمثال والأشعار فكلاهما يذكران قول معن بن أوس المزني الشاعر الجاهلي وهما من الجاهلية ليسا بعيدين
فيا عجباً لمن ربيت طفلاً.. ألقمه بأطراف البنان
أعلمه الفتوة كل وقت.. فلما طر شاربه جفاني
أعلمه الرماية كل يوم. فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي. فلما قال قافية هجاني

ولا حتى يَمُر في ذهن أي منهما أن  يعي قول المتنبي سيد الشعرا ، في اللؤم والكرم ما قال
ما قَتَلَ الأحرارَ كالعَفوِ عَنهُمُ. ....وَمَنْ لكَ بالحُرّ الذي يحفَظُ اليَدَا
إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَه..... وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا
 فالكريم بعيد بعيد عنهما لأن إيا منهما لم يختبر معناها ولا مبناها ولا قيمتها. هما لا يزالان في جاهلية الجاهلية تحكمهما بطولات الغزوات فيحلم كل منهما بها على طريقته وإن كان تقاطع أفكارهما قوي وهما، وليس هذا بغريب على أمثالهما،  لأنهما بعيدين عن كل ما يتصل بالمعرفة  عدا معرفة كل منهما بما لا يبزهما آخر . خبرتهما في المساويء والتعفن لا يباريهما فيهما أحد
4/10/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق