Powered By Blogger

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

حرب بالشكل وليس في الأساس


حرب بالشكل وليس في الأساس

منذ الصِغر وكل ما وعينا عليه ولم يترك لنا جفناً يغمُض أو عين ترِف أو شأن يُثار ويُبحث أكان عاما أو خاصا حياتيا أو سياسيا إلاّ كان منبته وأصوله وسياقه القضية المقدَّسة وما نتج عنها من إنتفاضات وإنقلابات وحروب كلها وبلا إستثناء هزائم إبتلينا بها سُمِيت زورا وبهتانا تخفيفا للصدمة بالانتكاسات، انتكاسات لا نزال نُبتلى بها يوما بعد يوم وكل يوم .  

أليس من المثير للعجب أننا لم نعد نُلقي اللوم على فلسطين وأهلها ولا هم على البال حتى؟ الأهم والأقسى أننا نسيناها وأهلها ولا يهم إدعاء من يدعي أن فلسطين في قلبنا وفي أكبادنا ولا يمكن أن ننساها. القول لا معنى له ما دام سياق الأمور بعيد عنها وعن أهلها في الداخل حيث يعانون وفي الخارج حيث لا يزالون في أكثرهم مُتَّكئون على أوسدتهم داخل مخيمات لم تتغير منذ النكبة. وقول الشاعر  المعروف بعلي خان بن ميرزا أحمد، الشهير بابن مَعْصُوم يُغنينا عن الخوض فيه:

ولي كبدٌ مقروحةٌ من يبيعني ..... بها كبداً ليست بذات قروح
أباها علي الناس لا يشترونها .....   ومن يشتري ذا علةٍ بصحيح

القضية المقدسة فلسطين لن تعود بعد الآن لأيدي العرب أو عدالة العالم فأهلها أولى بها وهم سيتدبرونها ولن يتركوا للغير فلسطين رهينة لأعذارهم.

الأمور تغيرت والظروف أيضا فما كنا نُقَدِس لم يعد مقدسا وفي سلم الأولويات لا ذكر له. لماذا؟ لأن الجمع ممن وجد مجالا للربح السريع يُجَرِّب حظه اليوم وقبل أن تفوت الفرصة. وهذه الفرصة سبقت داعش الكل واغتنمها. أخذتهم على غِرَة وبادرت وقدمت من أهلها عسكرا كثيرا وتمددت وألغت حدودا كانت سائدة عل مدى قرن من الزمن وما إن ثبّتت أقدامها وأصبحت دولة لها خليفة وإدارة، حتى تذكرَّ غيرها وجودها وقرروا أن لهم حصة فيما جرى وباشروا ولو متأخرين محاربتها علّ أن  تكون لهم حصة من كل هذه المغانم.

دخلت الدولة الإسلامية الإيرانية في المعمعة، وهي كانت موجودة منذ أول ما سنحت الفرص ولكنها إختارت طريقا وأسلوبا لم يوصلها إلى مبتغاها. هي تحكم سوريا وأجزاء من العراق ومؤخرا إستحوذت على شمال وغرب اليمن وهي تتدخل اليوم مباشرة في القتال في العراق ولا تحتاج إلى موافقة من أيٍّ كان للدخول بجيوشها إلى العراق ، ولها في سوريا أكثر مما لها في العراق من عدد وعديد وسلاح وتنظيمات. لكن مع وضعها الخاص والقوي فإنها لم تُحرز أي تقدم ولم تحرر أية قرية أو مكان.  يترآى لنا أن إيران ستكون الحامية للعتبات المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء وحيثما وجدت مثيلاتهما.

أميركا، بعد لأي وتردد مع تهديد ووعيد قررت التدخل من فوق. غارات جوية تشُنها طائراتها على داعش ومراكزه وتمكنت من إصابة بعض تجهيزاتها ومنها بعض ما غنمت يوم إحتلت الموصل واستولت على ما قدمته الولايات المتحدة من أسلحة متطورة وعربات مجنزرة ودبابات ولا ندري ما وجدت في المخازن وما إستعملت.

بترددها المستمر وكي تتمكن من إلقاء اللوم على الآخرين كلما فشل مشروع أو "إسترتيجية" إخترعتها "فدبَّت الصوت واستغاثت" وجمّعت دولا كثيرة للإشتراك معها في حرب لا تريدها هي وبعض الدول التي لا تتمكن من إستعمال كلمة "كلا" عندما تستدعيها ولم يتفقوا حتى كتابة هذه الكلمات على إستراتيجيه "تزيل الزير من البير" ولا حتى متابعة الحرب على الأرض. كل شيء الآن مرتبط بطائرات تُغير ولا تُغَيِّر ومساحات شاسعة يحتلها القادر الوحيد على الساحة اليوم: داعش.

الحلف أنشىء ليفسح في المجال لأوباما كي يعيش أحلام ترَدُّده دون أن  يتهم به. ذكي أوباما وهو يثبت ذلك ونتمنى أن يُوَفق إذا ما تركَنا لمصيرنا دون رعاية منه أو رأي. فهو لا يريد أن يعمل ويكتفي من الحروب بالإياب,

يُسعفُنا الشاعر الهزلي محمد بن عبد الواحد الملقب بـ(صريع الدلاء) من البصرة بما يوَفِّر علينا الكلام إذ يقول واصفا زعماء حروب هذا الزمان الذين مبتغاهم الإنتصار، لا نعلن على من، دون أن يتكلفوا حتى التفكير.

من لم يرد ان تنتقب نعاله...........يحملها في كفه إذا مشـــــى
من دخلته في عينه مسلة...........فأساله من ساعته عن العمى
من فاته العلم و اخطأه الغنى.........فذاك والكلب على حد سوا
من طبخ الديك ولا يذبحـه.......... طار من القدر الى حيث يشا

21/10/2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق