Powered By Blogger

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

هل لأوباما مخطط سرّي؟


هل لأوباما مخطط سرّي؟

مجموعة أسئلة تراود الباحث والقاريء ومن هو أسير حرب داعش والمُلتاع منها ومن  قُتل أو إستُشهد فيها وكل الأهل وكل من تطاله شظاياها ويدفع أثماناً لها. فقد أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منذ حوالى شهرين. قال إن هدفه هزيمة هذا التنظيم والقضاء عليه ولكن الحرب طويلة وقد تستغرق سنوات.
سؤال:  لماذا يحتاج تحالف من أربعين دولة ( يقال 20 ويُقال 60وما بينهما) إلى سنوات لهزيمة تنظيم علماً إن عدد مقاتليه لا يتجاوز 31500 مقاتل كما تقول الإستخبارات الأميركية؟
سؤال: نفترض أن سنوات مضت وهزمت داعش فماذا بعد ذلك ؟ هل هي حرب تبدأ وتنتهي عند «داعش»؟  الإرهاب الآن هو حال طائفية فجّرتها الصراعات السياسية، و«داعش» هي  أحد أخطر تمظهرات هذه الحال.
سؤال: هناك إرهاب سني، وإرهاب شيعي. ألا يدرك أوباما أن استهداف الإرهاب السني والتغاضي عن الإرهاب الشيعي يغذيان الطائفية ويعمقان الحروب الدينية الدائرة حالياً؟ هل هناك فرق في نظر أوباما بين تنظيم سني يقاتل ضد النظام، وتنظيم شيعي يقاتل مع النظام؟ وما هي الخطة السياسية والعسكرية التي يقترحها أوباما للحالين العراقية والسوريا، بحيث تصبح الحرب على «داعش» جزءاً منها، وليس بديلاً عنها؟
والسؤال المربك: كيف يمكن منع النظام السوري من الاستفادة عسكرياً وسياسياً من هذه الحرب؟ فالنظام السوري بدأ يزيد من ضرباته الجوية ضد ما يعتبره أوباما معارضة معتدلة.
هذه الأسئلة وغيرها مما سيأتي ذكره قد تفجر خلافات عميقة بين أوباما وتركيا وبعض الأطراف العربية في  التحالف. هناك اتفاق على هدف إنهاء تنظيم «الدولة». لكن هناك خلافات عميقة حول ما يليه من أهداف كشفت تركيا عنه فيكون إسقاط النظام السوري جزءاً من هذه الاستراتيجية. ويرفض أوباما الشرط التركي، مما يثير الشكوك إن هدف تدريب المعارضة السوريا محصور في محاربة تنظيم «الدولة» فقط ويبقى النظام.
 الموقف الأميركي يزداد غموضاً أمام تكاثر اللاءات التي يتمسك بها أوباما وأشهرها أنه لا تسليح للمعارضة السوريا المعتدلة. وقد يقال أن أوباما وافق أخيراً على برنامج لتدريب وتجهيز خمسة آلاف من المعارضة السورية المعتدلة، وخصصت إدارته لهذا البرنامج نصف مليار دولار. وأوباما لم يلتزم بأي شيء في موضوع التسليح، ولن يلتزم على ما يظهر ، لا الآن ولا بعد عام من الآن.  
في مقابل ذلك لا يرى تسليح روسيا وإيران للنظام السوري. لا يريد منطقة آمنة لحماية المدنيين من الطيران السوري. لا يريد أن يحدثه أحد عن الدور الإيراني في العراق وسوريا. وعلى رغم أنه يقر بأن المشكلة تكمن في الطائفية، إلا أنه لا يرى في هذه الطائفية إلا طرفها السنّي.
 لا يريد إرسال قوات على الأرض لمحاربة هذا الطرف السنّي. يريد قوات سنية بدلاً من ذلك لمحاربته. لكنه لا يرى أن تغيير موازين القوة على الأرض بين المعارضة والنظام شرط ضروري لهذا الحل. لا يعترف بأن سياسة إدارته منذ بداية الثورة السورية كانت من أهم الأسباب التي أدت بالوضع السوري إلى ما هو عليه. مواقف أوباما المترددة  كثيرة، وتعكس حال اضطراب في الرؤية، أو تضمر شيئاً لم يحن وقت إعلانه بعد.
النظام يتمتع بدعم عسكري وسياسي ومالي كبير من إيران وروسيا، وهناك ميليشيات شيعية ترسلها إيران من العراق ولبنان تقاتل إلى جانب النظام السوري. والقوة التدميرية لسلاح الجو السوري أمام معارضة من دون دفاعات جوية، ومدنيين عزل يعرفها أوباما  ويعرف حجم الدمار والقتل والتشريد الذي تسبببه.
أوباما يغط في نوم لا يؤرقه فيه كابوس ولا يؤنبه ضمير وهكذا يقود العالم إلى مأساة تليها مأساة والأرجح أن له أجندة خاصة به لن يكشف عنها قبل أن تخرب البصرة ويدفع العرب الثمن وينعم هو بجائزة نوبل التي كسبها لأن خطابه السياسي أوحى بما لم يُضمر.
 14/10/201 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق