Powered By Blogger

الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

الإرهاب ونشؤ تنظيماته

الإرهاب ونشؤ تنظيماته

العالم العاجز والإرهاب المتمكن
الناظر إلى الصورة السياسية الأمنية العامة لشرق المتوسط لا بد وان يرى منظمات نشأت أو هي قيد الإنشاء مذهبية العقيدة والولاء تنتشر على كل جغرافيتها وتتنافس فيما بينها على الظهور لتجذب إليها ما استطاعت من شباب يقبل الإنتساب إليها بولاء مطلق مبني على عقيدة لا مجال فيها لتفسير أو نقاش.

تعتمد الدعوة والإنتساب على ما سبق من ظروف أدّت فيما أدّت إليه إلى رغبة أكيدة في الهرب منها وإن كان ذلك عن طريق ما كان ليختاره لو كانت الظروف مختلفة وكان الأمن مستتيا وحقوق الناس محفوظة وكرامتهم مصانة وعيشهم مؤمن.

ما حدث غيّر المقاييس والولاءات وحتى أخلاق الناس والعباد .غيّرتها الأحداث وجاء من يعرض بديلا ووجد من يرضى بالبديل . وجد بشرا يمكن إقناعه ولو إقتضى الإقناع بعض الوقت وبعض الجهد وبعض المال. من عرَض البديل يعرف أن للصبر مردود كبيير يستحق كل ما يُبذل من أجله. وهو يعرف أن الناس بأكثريتها تقارن بين واقع الحال وما هو معروض ثم تقرر وإن على مهل وتعرف أن القرار بالإنضمام صعبٌ على من يراوِده ولكن لا خيارات أخرى ولا مهرب من القبول بما جدَّ وربما أصبح واقعا ولم يعد خيارا.

أوّل من كان يأسه عارما وانضم إلى ما تأسس من خيارات وقرر مبكرا تغيير نمط حياته ربما ساهم في عملية التأسيس وساهم في وضع المفاهيم وتفسيرها، هذه المفاهيم التي إستندت الى دين ما وبعدها الى مذهبٍ ما ، والإستناد إلى دين هو الطريق الأسهل والأقصر للنجاح.

والدين أياً كان المذهب المعروض لإحتوائه، رحيم يقبل الآخر ولا يفرق، أو هكذا يُسوَق بداية. وما إن إستهلكت ميزاته ومبررات التبشير به حتى صار مقبولا وتحوّل إلى دين أو مذهب سياسي، يُترك جانبا لنضوب قدرته على جذب الناس إليه أو لأنه تعدى ذلك ولم يعد بحاجة لجذب من لم يقرر بعد  السير به. الأسس الدينية ترُمى وأصول جديدة ترسم ولكن الدين والتستر به يبقى متداولا إسماً جاذبا لا روح ولا مضمون فيه.

السنوات القليلة الماضية شهدت نشاطا مُلفتا بالتَفَلُت من الأنظمة السائدة ومواجهة الجديد مما يؤسس من بديل لأنظمة لم تتمكن من فهم حاجات الناس وتطلُعاتهم أو هي فهمت ورفضت البديل ولم تغير من سياستها المرفوضة شعبيا حفاظا على مصالحها المرتبطة ببقائها والتي هي بدورها مرتبطة بما سَنَّت من قوانين وأنماط سلوك حددت هي شروطها ، فحدث رأب لصدعٍ لا سبيل إلى إعادة اللُحمة إليه فكان ما كان وتغيرت أنظمة ونشأت فراغات في الحكم لإنتفاء البدائل وظهرت التنظيمات واقتحمت الساحات بقوة مذهلة وهي بإنتصاراتها فتحت في المجال لمن أراد أن يثأر أو يُبدّل مآسي حياته بما هو معروض فإذا نحن والعالم نفاجأ ثم نرمي على غيرنا أخطاء أعملنا ونهرب إلى الأمام كما يهرب أي جبان.

المذهب والركون إلى قدراته الجاذبة سهّلت إنتشار المباديء التي طورتها المنظمات فسادت بعضها حيث السُنة أكثرية وحيث القبول بها أقلُ صعوبة ، والبعض الآخر تمدد حيث الشيعة الإثني عشرية أكثرية وحيث إيران تستطيع الدعم . هكذا تأسست منظومتين أحداهما سُنية والأخرى شيعية والخلاف السياسي بينهما مستشري  والإختلاف بالدين مُتمَترِس منذ الف وأرببعمائة سنة يوم تطور الخلاف على الخلافة الإسلامية إلى حرب ضروس قتل فيها الحسين بن علي بمؤامرة ومُثل بجثته كمثل ما  تقوم  به اليوم  داعش تذبح وتقطع الرؤوس وتمَثِّل بالجثث.

الحرب وإن لم تأخذ شكل القتال السافر لم تنتهِ منذ ذلك التاريخ فلم يكن إذكاؤها يحتاج  إلا لقرار الإذكاء لينقسم العالم الإسلامي إلى  عالمين عدوّين لدودين،  إصلاح ذات البين بينهما مستحيل.

الإصطفاف المذهبي طبيعي وتاريخي ومتجذر في التقاليد والعادات والشعائر وحتى الثقافات. هذا الإصطفاف يعود اليوم ليظهر كما ظهر يوم مقتل الحسين ولكن أشدُّ مظهراً وأكثر وضوحاً يدعم كل جهة دولة أو دول قوية وقادرة مما يعطي البعد حجماً أخطر ويجمع حوله دولاً لا علاقة لها بأساس االخلاف تقضي مصالحها مؤازرة هذا الفريق أو ذاك وتزداد الأمور تعقيدا ويزداد الثمن الذي يدفعه من لا هو مع هذا ولا ذاك. العرب كلهم يدفعون الثمن من رعاة غنم إلى رعاة بشر وطبعاً كل البشر المتواجد في الساحات التي تقرر أن تكون مواقعا للحروب.

الرفض للذل والظلم والقتل والنهب والسرقة بأي شكل حصل ومن أية جهة أتى لا يهم. داعش أو نظام معمر أو بشار أو الماكي أو النصرة أوا لحوثيون لا يهم فالشق ظهر مجددا فاقعا واضحا متحفزا  واقفا على سلاحه ينتظر ساعة النداء إلى الجهاد والموت والجنة التي تجري من تحتها الأنهار وعلى جنباتها الحواري الحور العيون تستقبل من يُستَشهد في غُمارها .

إيران تحكم العراق لأن حكامها الرسميين شيعة إثني عشرية تؤمن بالوالي الفقيه ويؤمن معها من أنتجت وموَّلت ودرّبت من المنظمات ، وتحكم سوريا ونظامها على وشك الإنهيار والزوال دعمته بكل ما ملكت أيديها وقادت من منظمات ليس أقلها حزب الله. بواسطة حزب الله أمّنت نفوذا خارقا في لبنان، و في اليمن أنصار الله يحكمون كل شماله ، ولها في البحرين طائفة تدين لها بالولاء وتكوّن الغلبية العظمى من الشعب. الجدول طويل يطال بلدانا أخرى كثيرة.

والسلفيون من المسلمين السنة في كافة الأقطار العربية والمشرقية منها على وجه الخصوص ساهموا بإرادتهم أو بالسير مع الجموع أو بغض النظر عما يجري ، ساهمت بإنشاء ما يعرف ويسمى "القاعدة"والتي هي أمّ التنظيمات السنية. ساهموا بتمويلها لما كانت الحرب الأميريكية الروسية قائمة في أفغانستان وكان هدفها دحر السوفيات الملحِد.

 بالنسبة لأسامة بن لادن الحليف القادر والمميز والذي إستعانت أميركا به وجهزته ودربته وحارب الإلحاد معها أو عنها وانتصر.  والغرب إنتصر وترك أسامة بن لادن في أفغانستان ليقرر مصيره بنفسه. هكذا تركوه فوجد مع الزمن وفي المكان الذي تركوه فيه ما كان يريد أن يؤسس وكانت بداية القاعدة هناك.  واستمر في حربه ضد الإلحاد كما رآه وتهيأ له ليصبح أسطورة تهز الدنيا وهو هزّها مرارا وآخرها في نيويورك اليوم الحادي عشر من أيلول  2001.

لا نرى لزوما للترداد والتكرار لما جاء بعده أو قبله من تاريخ إنتهى بقتله بعملية عسكرية أشرف عليها أوباما شخصيا وبَشَّر العالم بقضائه على الإرهاب.

حرب إسرائيل على لبنان في تموز 2006 تميزت بقول حسن نصرالله: "لو كنت أدري". مشيرا إلى عملية عسكرية قام بها حزب الله ضد مجنزرة إسرائيلية أدت إلى قتيل أو أكثر فشنت إسرائيل حربها على لبنان  أنهكه ودمر الجزء الأكبر من بنيته التحتية وأكثر بيوت السكن فيه وأعلن نصرالله بعدها "النصر الإلاهي". أوباما يردد في سِرِّه ونحن بالعلن نقول:لو كان أوباما يعلم.

ونتابع بإختصار شديد لنتساءل: هل كل ما روينا جديد علىينا وعلى العالم ؟

ألم تنتبه دوَلنا العربية التي إبتلى الله رعاتها بالعمى والجهل والإلحاد الفكري والفهم الخاطيء للدين وحياة البذخ التي تذهب بمن يمارسها إلى التهلكة؟ الواضح أنهم لم ينتبهوا "أو، وهذه ال أو ممكنة ومهمة" ، كانوا كلهم أو بعضهم من مشجعيها ومروجيها لأمر في نفس يعقوب؟ لا ندري ولكن ما ندري ونعرف أنهم كلهك مسؤولون عن ما نكبتنا به وعلى الرعاة دفع الثمن.

ألم تنتبه دول الغرب كلها وأميركا على وجه الخصوص أن في هذا العالم الذي ندعوه عربيا أمر غريب يغيّر في الناس نظراتها إلى الدنيا كما يغير أنماط الحياة السياسية وكالبركان ينفجر هنا اليوم وهناك في يوم آخر ولا ننتبه ولا نتساءل وعندنا في كل بلد سفير وأجهزة على أشكالها دائمة التحرك إجتماعيا حيث مركز المعرفة وتطورها؟ لا تخلو حفلة في أي شريحة إجتماعية من أي نوع من حضور سفير أو موظف كبير أو أصغر حسب تصنيف الداعي، وفيها يرتاح المدعوون كما الداعي ولا تُحفظ فيها أسرار والكل يتكلم وكأن لا مستمعا غريبا لما يتفوه به.؟ يعرف كل من دعي إلى مثلها أنها مصدر لا مثيل له للمعلومات.

على كلٍّ، حان وقت المواجهة الطويلة الأمد وعل كل المعنيين في كل مكان أن يحُكّوا الدماغ ويلجأوا إلى العقل إذا كان بعضه لا يزال يعمل ويُصَلوا طالبين من الله الغفران ومن الشعب رحمة لأن الناس لا ترحم والله يطلب الكثير ليغفر.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق