Powered By Blogger

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

هل يرى المخططون ما هو أبعد من أنوفهم


هل يرى المخططون ما هو أبعد من أنوفهم

 تمكنت الدولة الإسلامية من دحر الدولة العراقية وجيوشها في الشمال واحتلت مدينة الموصل وعدد كبير من المدن والقرى في محافظة نينوى وغيرها من المحافظات الشمالية في غضون أيام،  بفضل إنضمام ضباط كبار من الذين سُرِحوا من الجيش العراقي بعد إحتلال العراق في حرب 2003. قائد الحملة إسمه الحركي أبو مسلم التركماني.

 البعثيون من الجيش المُسَرَّح  غداة إنتهاء الحرب الثانية بين أميركا وحلفائها وعراق صدام والذين تولى بعضهم مراكز عالية في الجيش ومن ثَمّ  وبعد الحرب سُرِّحوا وسُجنوا في معسكرات مختلفة ومنها سجن في مُعسكر بوكا ، إنضموا إلى الدولة الإسلامية لأنها سُنية  ولأن حكومة بغداد الشيعية سامتهم العذاب وخوّنتهم وأذاقتهم من الذل ما لا يُنسى  وأساءت إلى عائلاتهم وهم، على ما يظهر، إنضموا إلى الخصم الحالي لدولة العراق ليثأروا  لما حلَّ بهم.

وكانت  القوات الغازية سلمت العراق لبعض زعماء الشيعة ألذين أيدوا حربها عليه مكافأة لهم وإقتناعا من أميركا  بأن الشيعة تُريحهم وتنقذ البلد من أمثال صدام.        
              
أللواء السابق في عهد صدام حسين، وأثناء خدمته في الجيش العراقي عمل في المخابرات العسكرية وقيادة الحرس الجمهوري. هذا اللواء ذو الخبرة العسكرية الممتازة والعارف بالعراق وأهله  وشعابه، عُيِن قائداً عاما لجيش الدولة الإسلامية؛ وهو من  قاد وحارب واستولى على المناطق التي أصبحت تحت سيطرة داعش . يُعتقد أيضاً أنه أنيطت به مسؤولية إدارة المحافظات التي استولت عليها "الدولة الاسلامية". اسمه الحقيقي فاضل أحمد عبد الله الحيالي وكان أحد العسكريين الذين سجنوا في معسكر بوكا في محيط مدينة أم قصر في العراق.                                                                                                          
إن روينا قصة إنسان تولى ما تولى من مسؤوليات عسكرية يوم كان الإنتماء إلى الأسلاك العسكرية والأمنية  فخر لمن إنتمى إليها؛  وكان ما كان وكانت مسيرته وما إفتخر به وما عانى منه  بعد ذلك من إساءات بولغ فيها  سببا في إنحيازه إلى من إنحاز اليهم، وكان في أوج سيرته لو واجه عدوا لبلده كالعدو الذي إستماله اليه واستفاد من خبرته ، لكان حارب وضحى بحياته ليهزمه.        
                                                                                          
ما جرى مع هذا العسكري في العراق جرى مع غيره من الناس عسكراً كانوا أم مدنيين، في بلاد أخرى ومواقع أخرى ، مثل اليمن وسوريا ، يشرح لمن هو بحاجة للشرح أسباب بعض ما نحن فيه. أما البعض الآخر وهو عانى  من تغليب فئة على فئة أو ترك فئة تعمل على هواها لمصلحتها وعلى حساب الآخرين وترك الحبل على غاربه،  ثالثة الأثافي ، فهي أمر آخر يؤرِّقنا ويضعنا في حيرة ما بعدها حيرة وننام كوابيس جهلنا في قدرة الحكام على التفكير والتخطيط والذين عليهم أن يثبتوا أنهم أهل للثقة وفشلوا. هل نعيش جهلنا وننتقي ونختار أو يفرض علينا إمَّعات، أناس لا هم في العير ولا النفير،  لا خير فيهم ضيقي العقول محاطين بمنتفعين يعملون بمشورتهم فيرتاحون هم في بذخهم واعتقادٍ راكموه بأنهم خير من هم عليها وهم يفهمون وغيرهم يطيعون وإلاّ...        
    
 في اليمن ، لم يتركوا جنوبه يرتاح. بقي جنوبه في غليان وحرب بعد حرب وثورة بعد ثورة إلى أن أفاق الشمال من سباته أو أتى إليه من أفاقه ولم يحتج إلى وقت طويل لينشيء أنصار الله الحوثيين فيثوروا وإذا بهم يحكمون كلّ شماله وغربه ويُكَوِن ذلك سببا جديدا لحرب هي آتية بين اليمن والسعودية.

وهذه سوريا والتي كان يجب أن تكون حربه قد إنتهت إلى خير يعم البلاد  وإذا بسوريا قفرا يبابا  وحربا يتسع مداها إلى تركيا ولبنان وكان الفضل سبق وتمدد  الحرب إلى العراق . وكان تَرْك داعش تنتعش وتتمدد وتأكل الأخضر واليابس هو السبب والخطأ الذي إرتكبه أوباما واستفادت منه الروسيا وإيران وحزب الله وفيلق القدس والأحزاب والمنظمات الشيعية هناك. ولا نفشي سرّا إن قلنا أن بلدان الخليج تعيش حالة خوفٍ شديد يرتكز على الواقع وإنعدام الثقة بحليفها وباقي الحلفاء.

عنجهية الحكم في أميركا مع تلكؤِ عجيب غريب وضياع،  أو تخطيط عالي المستوى لا نفهمه ، وإنشاء حلفٍ ملأنا الأرض إعلاءً لإنجازه ونستعير من عمرو إبن كلثوم قوله في معلقته:
"ملانا البر  حتى ضاق عنا .... وماء البحر نملأه سفينا"

فإذا به، هكذا أخبرونا ، فُقّاعة لا تشبع ولا تغني من جوع وهو غير قادر على هزيمة من أُقيم الحلف ليهزمه، وأن حكَّ الدماغ ضروري لنتعلم ونفكر بما علينا أن نغير في تخطيتنا كي ننتصر على تنظيم واحد يوصف لنا بأنه إرهابي. و ليس دولة ولا حتى دويلة هو فقط تنظيم وسيستغرق القضاء عليه ربما عشرة أعوام، هكذا يقول راعي الحلف ومُنشِؤه.

أليس من حق كل من يعيش عليها، في الشرق المصاب والغرب الذي حرب داعش قادمة إليه والفرس الذين نخاف مما هو واقع، وهو فبركة قنبلة ذرية تضر بإسرائيل.

أهل غزة والضفة لا تجوز حل مشاكلهم لأن ذلك يسحب البساط من تحت أرجل إسرائيل وهذا مما لا يراد له أن يكون. وسيتاح لإسرائيل ما أُتيحَ لداعش فتأتينا في القادم من الأيام في فورة عزٍّ تُذَكِرنا بها فورة داعش في ما مضى من الأيام وتذبل وتذوي وتحتويها مزبلة ما كداعش التي أسقطت  في إحدى مزابل التاريخ فغابت عنّا ونُسِيَت، فنقوم ، بما تبَقَّى لنا من ديار ، نعيد بناءها لنا وللأحفاد وأحفادهم فنحن أهلها ونحن من يعيش فيها لا آخرون يُفْرَضون.

أليس ما عرضنا يدل على أن العالم قادم على أكثر مما يراد له من أذى وتشرذم وهدم وقتل واستخفاف بعقول الناس بكلام نافل يأتي من ناس لا خير فيهم.؟ أليس من حقنا وقد إبتلينا بحروب الغير وحروبنا على أرضنا تاركين القَرار الأخير لمن لا يهش ولا ينش القابع سعيدا في البيت الأبيض على جادة فسيحة في عاصمة ملكه المهتم فقط بإنتخابات تشرين ومستقبل اليهود؟

إلام كل هذا ولماذا إنقلبت أميركا مما كانت عليه مثلا أعلى للعالم  إلى ما آلت إليه اليوم؟ أميركا ،التي أحببنا ،  إلى أميركة أوباما؟
7/10/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق