Powered By Blogger

السبت، 11 أكتوبر 2014

حلف بلا أهداف


حلف بلا أهداف

عين العرب، كوباني، سقطت بيد داعش والحلف يقول أن الأولوية لمحاربتهم هي في العراق. ولكن الحلف قام بواجبه فأغار على كوباني ثمانية مرات اليوم ولم يبق فيها من سكانها إلاّ بضع مئات من كبار السن والشيوخ. أمّأ من هاجر باتجاه تركيا مُنع من دخولها وهو بانتظار الفرج. المُهَجّرون على حدودها يربوا عددهم علىعشرات الألوف .

العراق، أولوية الحلف في حربه، يسقط بيد الدولة الإسلامية  مدينة بعد مدينة ومحافظة بعد محافظة ولواء يتبعه لواء  والحلف يتقهقر . آخر ما وقع في أيديهم أو هو على وشك أن يحتلوه هو لواء الأنبار مسكن العشائر السنية وهذا يضعهم في جيرة وجوار بغداد.

الحرب بين القاعدة والحوثيين في اليمن على أشُدِّه والإنفجارات في صنعاء وأيضا في الجنوب يحصد ما يحصد ولا من يسأل لأن هناك أولويات لا تشمل اليمن. ربما تأتي اليمن في أولويات العالم بعد سوريا التي تأتي بعد العراق فالحلف يعمل بالتقسيط وهو غير مؤهل لشن حرب لأن الحرب كما فهمها التاريخ وتعلمنا عنها على مقاعد الدراسة ورأيناها في تجارب حيانتا هي ليست حرب تُشن في مكان وتنتظر النصر فإذا ما تم ذلك وانتصر فإنها تنقل حربها إلى ساحة أخرى وتحاول. "ليس هكذا تورد الإبل".

بيت الشعر هذا لمَالِك بن زيد مَنَاة بن تَمِيم نورده لإختلاف معني العجز عن الصدر والعجز هو من يبين حال الحلف:
أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل ... ما هكذا تورد يا سعدُ الإبل

وفي مدينة طرابلس الغرب هُجّر ما يزيد على ماية ألف إنسان خلال أسبوع واحد وذلك لحرب لم نفهمها بعد ولكتها تدور حتى الآن لسنتين والدنيا تنام وكأن شمال أفريقيا على خير ما يرام.

ليبيا على وشك تقسيم أو حرب مستمرة لا تنتهي ، ويا ليت بعض الدنيا يتنبه ويساعد أهل ليبيا كي يتفرقوا إلى ثلاثة أو أربع دول كل واحدة منها غير قابلة للحياة إنما العنف فيها أقل والقتل والتهجير غائب وقد ينام الناس فيها ملء جفونهم.

الدنيا نائمة على حرير بُعدها عن مشاكل ليبيا ولا حتى تَدَّعي غير ذلك والناس فيها ساهرون جزعون. المتنبي يُسعِفنا  بقوله:
أنام ملء جفونــــي عن شواردها ...ويسهرُ الخلقُ جراها ويختصـم

ماذا نقول لمن هو جالس سعيدا في مكان ما مريح ويُنَظّر لأنه بوضعه لا يستعجل أي شيء فهو وعائلته يعملون ويشربون ويأكلون ويعيشون حياة طبيعية، نعني طبيعية بالنسبة إليهم وما إعتادوا ، وهم في عزّ المراكز التي يشغلون. لا يفهمون معنى الإنتظار ومخاطره ؛ المنتظرون قد يموتون كل يوم إنتظار ولكن هذا ما هو مكتوب عليهم. مكتوب عليهم أن يولدوا ويعملوا ويحاربوا ويُقتلوا لأن أصحاب القرار لا يقررون لأن القرار يستدعي إجهاد العقل وهم لإجهاده لا يتحمسون.

القرار مُنهِك لأنه عمل عقلي مضنٍ والمسؤولون لهم أوليات لا تشمل غير  طلب الراحة بعد يوم عمل طويل لا عقل مُتعب في آخره يمنع عليهم متعة الراحة.

بلدان أخرى في وضع الخطر من الإرهابيين. لا يظهر أن التفكير بحمايتهم من فتنة لم يكن لهم يد في إيقاظها، يدور في خاطرهم أو يقلق راحتهم. فما دامت إنتهاكات الإرهاب لديارهم ضمن إطار لا يستدعي (برأيهم) العجلة فالإنتظار خيار قائم وما ينتج عنه أيضا قائم والأولوية على كل ليست لها .

فقط نذكر لبنان حيث الإرهاب طاله في داخله وعلى حدوده وأخذ في طريقه قتلى وجرحى ومهجرين من أهله وأُلزم باستضافة مليوني سوري لاجيء وبعضهم مُخترق من فصيل إرهابي أو آخر وهو بالتالي  يحتضن خلايا نائمة يوقظونها عندما يريدون. البلد على وشك الإنفجار وهو لم يتخطى عند الأحلاف القائمة المراتب الدنيا اللازمة لحمايته. 

الحرب بالتجزئة خطر كبير على الحلف الذي يقاتل في بلد وينتقل بعدها، إذا إنتصرفي البلد الأول،   إلى بلد آخر يكون التنظيم المراد محاربته قد قويَ وتجذر وأصبح أصعب منالاً وأقسى عودا عارفا بقدرات وأساليب قتال غريمه وبالتالي تطول الحرب فيه وقد لا يكون  نفس الحلف طويلا لإتمام مهامه هناك. وقد يتفرق الأحباب وشركاء الحلف وينزع الجمع إلى ترك الحرب بالتقسيط أيضا.

ألم نرى ذلك في حروب شبيهة لم ننساها كما لم ينساها أفرقاء الحرب وانتهى بعضها  بحوار وتفاوض طويل بعد أن قُتل فيها مئات الآلاف من كل فريق؟ كوريا وفييتنام مثلان بيِّنان نسيانهما لا يجوز لا بالمنطق ولا بالضمير ونخشى أن يكون الحلف المستحدث مكررا في أهدافه  لما جرى في البلدين اللذين بالكاد أعادا تكوين وتحصين مجتمعاتهما من مآسي مماثلة.

نقول كل هذا ولا حيلة في اليد ولم يبقى لنا ولكل ضمير حي إلا الصلاة لإستحالة تقويم إعوجاج ضمائر إستترت.
10/10/2014






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق