Powered By Blogger

السبت، 18 أكتوبر 2014

بصمات الوالي الفقيه

بصمات الوالي الفقيه

حيدر العبادي ، رئيس وزراء العراق أعلن أنه يرفض تواجد قوى عسكرية أجنبية على أرض العراق لا الآن ولا في المستقبل القريب ، لمحاربة الدولة الإسلامية (داعش) ولا سواها لأن جيشه كفيل بدَحر الإرهابيين وقهرهم. طبعاً هذا الرفض لا ينطبق على فيلق القدس الإيراني ولا غيره من المنظمات التابعة للدولة الإسلامية الإيرانية. حتى حزب الله يقوم بواجباته الجهادية في العراق وهو نعى منذ أيام بعض من قُتل في معاركها. والمعنى أنه لا يريد جيوشاً عربية تدخل بلاده لأن إيران لا تريد ذلك، ولأنه مسَيّر لا مُخَيّر فيما يقول وإنه ينقل رغبات الأسياد ويأخذ موقف الآمر الناهي وينسى أنه ناقل رسائل لا حول له ولا طَول ولا يأمر ولا ينهى.

وزراؤه على ما سمعنا سيقفلون راجعين إلى بيوتهم قريبا لأن هذه الوزارة برئيسها والأعضاء لن "تشيل الزير من البير" وسيأتي غيرهم بمباركة من الولي الفقيه ليجربوا.

الأنبار سقطت ولم يبقى منها إلا مدينة الفلوجة المحاصرة والتي يُتوقع سقوطها اليوم أو غدا فهي على كل حال في حكم الساقطة. وينتظرون الخطوة اللاحقة من إستهداف بغداد ذات الكثافة السكانية العالية جاذبة دون شك لداعش التي تنظر إلى الشيعة وكأنهم مرتدَين وبالتالي الحد لهم هو السيف. ولا ننسى أن مقدسات الشيعة المتواجدة في النجف الأشرف القريب من مواقعهم في الأنبار هدف مرئي ينتظرون الإنتقال اليه لهدمه ونعلم أنه لا يريدون بقاء  أي معلم ديني وقد أثبتوا ذلك بالفعل لا في القول في الموصل ونينوى وسنجار وحيث حلّوا.

وفي الأمس قتل جنرال كبير ، على ما أشار نعي إيران له، في نواحي مدينةحلب. ولا نعرف جنرال على من هو، إذا لم تكن لإيران وحدات قتالية في سوريا وهي تنفي وعلى لسان أكبر قادتها وجود وحدات قتالية هناك. فإيران تتواجد في سوريا وتأمر وتنهي كما هي في العراق وكما برزت في اليمن سيدة على مقاديرها ، عدوها الوحيد تنظيم القاعدة، والقاعدة والحوثيون  يفهمان على بعضهما وسنرى المدن في اليمن تتفجر كما يحدث بالعراق تقوم به القاعدة حيث الحوثيون قاعدون والحوثيون حيث القاعدة تمارس عملها،  وما تبقى من دولة اليمن هدف للفرقين. اليمن يرأسها عبد ربه منصور هادي الممنوع عليه مغادرة مركز عمله وبالتالي قدرته على التنقل تقارب الصفر وإداؤه يتناسب وقدرته على الحركة.

اليمن أصبحت فعليا أربعة دويلات. الأولى : ما تبقى من الدولة الأصلية والثانية: دولة.جماعة أنصار الشريعة، اي الحوثيون والثالثة: دولة القاعدة ولها مواقعها المعروفة ومواقع تلفها السرية وهي خبيرة في الحروب كما في المناوشات ولها تاريخ, والرابعة: دولة علي عبدالله صالح الرئيس السابق والمتجذر قبليا في بعض المناطق الشمالية ولكننا نُقر بأن دولته صعب تحديدها بسبب التحالفات التي تلفها بعض السرية. لا ندعي بأننا نعرف قدرات هذه الدويلات بالنسبة لبعضها البعض ولكنها موجودة وستتقاتل إلى أن تنتصر إحداها أو تُقَسّم البلاد حسب قدرات كل منها أومن يتبقى منها.

طرفة بن العبد في معلقته يقول ما نعرفه كلنا والحروب كلها بيننا وبين بني أبينا:
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة  ..... على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد

المهم أن نؤكد أن ما يجري هو لصالح إيران بالسر والعلن  وقد قال أحد كبار موظفيها منذ أيام أن إيران أصبحت تحكم أربعة عواصم عربية سماها : بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

المواجهة في هذه الساحات مذهبية  حتى لعظم. هي حرب سنية شيعية بإمتياز وستتمدد وتشمل كل بلد فيه من المذهبَين ما يجعل من المناوشات أمرا يستحق متابعة كلٍ من الطرفين ليصبح حربا داخلية تدعم إيران شيعتها ويدعم سُنيوها ما تبقى من إسلام.

هل سيأتي اليوم وتدب فينا الحمية ونتصالح وأهلنا ونذكر المقنع الكندي، الشاعر المقلّ من شعراء الدولة الأموية، وكان له محل كبير، وشرف ومروءة وسؤدد في عشيرته، في قوله:
وَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِي**** وبَيْنَ بَنِي عَمِّي لَمُخْتَلِفٌ جِدَّا
فَإِنْ أَكَلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومَهُمْ**** وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدا

ربما سيصيبنا من الندم الشيءالكثير ولات ساعة مندم.

هل كل ما يجري يُحفز الغرب لأخذ مواقف حازمة وجادة؟ أصبحنا نشك في ذلك بسبب ما شهدنا على مدى السنوات الأربعة الماضية وما بدأ يترائى لنا من تردد يمكن أن يكون سببه إنتفاء المصلحة من المشاركة في الحروب الواقعة الآن والمنتظرة وإن مصالحها ستبقى مؤمنة ما دام الإستقرار قائم في حده الأدنى. وإذا ما بدأ العرب في إعادة إعمار بيتهم والإستقرار الدائم حقا آتٍ فإن مواقفهم ربما تتغير لمنع ذلك من الحدوث خوفا من خسارة ما يريدون أن يبقى لهم.
18/10/2014



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق