Powered By Blogger

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

أوباما وإيبولا

 أوباما وإيبولا

دول وتنظيمات ثلاثة تستفيد من الحلف وما يقوم به. إيران وبشار الأسد وداعش؛ ومن تبقى يدفع الثمن ويتراجع. ونبدأ بإيران التي هي الآن في الداخل العراقي والداخل اليمني والسوري أيضا وداخل لبنان الذي لا يزال عمليا خارج الصراع ، داخل الحلبة، فيه لإيران مركزا لإستراحة محاربيها ومستودعا للأسلحة ومنبرا إعلاميا ومطارا آمنا وميناء جاهزا لما تستورد وتُصًدر. وسوريا الأسد كانت عدوا مُعلنا لأميركا صاحبة الحلف، وكان رئيسها يدَعي أن الأسد لن يكون له في مستقبل سوريا إلا الخروج منها. الأوضاع تطورت فهناك على ما نقرأ ، تفاهم على التعاون إستخباريا  معه وحربه تطورت أيضا فنشط عسكريا واحتل مواقع كان خسرها في حربه مع المعارضة وزاد ضرباته الجوية إلى أربعة أضعاف ما كان يقوم به قبل أن ينشط الحلف. أربعون غارة يرمي بها شعبه بالبراميل المتفجرة والصواريخ يوميا مقابل عشرة طلعات قبل ذلك. أما داعش فحدّث ولا حرج فهي تتمدد في العراق وأصبحت بغداد والجوار في مرمى نارها ولم تتراجع في سوريا حيث نبتت وترعرعت واكتمل نموها وتمددت وكان ما كان مما هو اليوم على كل لسان ذاقت أهواله الأقليات والأكثريات وما بين بين.

أميركا تريد من تركيا إدخال جيوشها إلى سوريا لمحاربة داعش وتركيا ترفض لأن داعش إذا ما ضَعُفت وضمرت تترك للأسد أن يحل محلها فتكون كالمستجير من الرمضاء بالنار. وبما أن الحلف يعمل في العراق فقط فإنه إذا ما إنتصر هناك فقد يقفل راجعا من حيث أتى ويترك الأتراك ينهون ما بدأه الحلف في سوريا ويبقى عدو الأتراك والثورة السورية العلوي بشار رئيسا ويخرج الأتراك من سوريا ،  عش الدبابير، دون تحقيق أهدافهم.

أما اليمن فله طابع آخر مذهبي حتى العظم ولكن الماضي القريب المتمثل بصاحب الخبرة البالغة الأهمية علي عبد الله صالح ، والراجع كما كان رئيسا أو زعيما لا ند له في الزعامة فالمشكلة تعود إلى ما كانت عليه قبل الثورات التي إجتاحت البلاد ولا تزال والتي أطاحت به قبل عامين أو يزيد .كان قويا حتى عند رحيله والعالم كله تدخل ليخرج من البلاد بماله وأصحابه ضيفا عزيزا على المملكة العربية السعودية بقرار يعفيه من كل مسؤولية جزائية كانت أو مدنية وبعفو عام عن كل ما ارتكب. وعندما يعود يعود معه  أنصار الله (حوثيون) الزيديون الشيعة أبناء طائفته ، الأقوياء جدا اليوم والمالكون سعيدا أكثر من نصف مساحة البلاد حدودهم السعودية شمالا والبحر الأحمر غربا وهم لا يزالون يتمددون جنوبا والله أعلم.

قصة داعش يعرفها الجميع ولكن لا نظن أننا نعرف إلى أين هم سائرون. نعرف انهم سيحتلون ما يستطيعون من مساحات في العراق ومبتغاهم صعب ولكنه مبتغى وهو يشمل الأماكن الشيعية المقدسة وبغداد. وهذا يضعهم على حدود إيران جغرافيا وفي موقع العداء المطلق مذهبيا. الحرب هناك ستكون صعبة وطويلة اللهم إلا إذا جدَّ جديد لا نعرفه اليوم. والجديد قد يكون تَغَير في سياسة الحلف فتمنع تمدده جنوبا أو تتعبه حيث هو عسكريا مما يُضطره للتراجع شمالا وربما الخروج من العراق نهائيا. سياسة الحلف تقرر ذلك أما اليوم وبالسياق المنظور فلا أمل في ذلك. الجديد الآخر الممكن هو تقسيم العراق فتبقى بغداد والجنوب كما هي وبأكثرية شيعية تحميها مرحليا إيران وبوسط سُني من لواء الموصل ونينوى شاملا المناطق الوسطى بما فيها المحتلة الآن من داعش. أن نكتب ونحاول أن نُحَلل أو نَستشرف فذلك هيِّن والحقيقة قد تكون بعيدة لا يظهرها إلا الزمن ومآسيه المتفجرة في كل مكان.

لا ندخل في حرب غزة الذي لا يزال قائما بإحتلال جديد لليهود المانعة لإعادة إعمارها بوضع شروط تعجيزية لكل ما يدخل في كلمة "إعمار" من أصول استيراد الإسمنت وتخزينه واستعماله والقيود على كل خطوة من خطوات البناء. وطبعا قيود جديدة مفروضة على دخول كثير من المواد اللازمة للإعمار وغيره وبالأخص مراقبة البناء ووضع الكاميرات لمنع نقله أثناء صَبِّه من مكان إلى آخر. الموضوع يطول وما كتبنا ما هو إلا للذكر ولكننا نريد أن تبقى غزة ومشاكلها في الضوء.

هذا غَيض من فَيض وصورة شاملة غير واضحة يعتريها الكثير من الغموض ونسأل عن الأهداف الحقيقية للحلف وما تسعى إليه وهل أصبحت الحدود التي رُسِمت بعيد الحرب العالمية الأولى لا تزال كما هي صامدة أمام من يحركها أم أن الزمان وما قضى أزالها وهو يرسم حدودا جديدة لبلاد هي الآن في الغيب نتعرَّف إليها عندما يقرر القادرون الراسمون لمستقبل قد نرتضيه وقد نرفضه.  من المقرر لما يجري ؟ 

أوباما أم أن أوباما وجد مهربا في داء ومرض خبيث اسمه إيبولا يلهو به ولا من يعترض لأنه داء مخيف؟ أوَ يبقى يراوغ ويتردد ويهرب من محاربة الإيبولا كما هرب وراوغ بداعش والأسد؟

نُصَلي ونطلب أن يبعد الله عنا من إسمه باراك حسين أوباما.
22/10/2014




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق