Powered By Blogger

الاثنين، 2 نوفمبر 2015

حكام الماضي والحاضر


ماذا نقول للإنسان العربي الذي كَواه الربيع العربي، وإن لم يحرره ولكنه أكسَبه شعور واضح بحقه بالحرية وأبانَت له الحقوق التي هي له، وُلد وهي حقوقه ، وليست مَكرُمة من أحد؛ حقوق دفع ولا يزال يدفع أثمانها من دمه ولقمة عيشه ويُتمه وخراب بيته وهجرته وفقره وأيضا من كرامته،  يَطلب حقوقه من بقايا ومخلفات ونفايات أهل السياسة في ما مضى من الأيام،  ومن قَوِيَ ببيع نفسه وكرامته بثلاثين من الفضة أو أقل لأول مشتري يقبل أن يضمن إستمرار بغيه وفساده ولو ضمنها بالتقية

 هذا الإنسان العربي لم يعد يقبل ولا حتى يستطيع لو أراد أن يعود إلى الماضي القريب والبعيد بمُشَّوهاته،  ولا إلى العبودية التي أُلزَمه الحاكم عيشها ، وعذره أن متطلبات الأمن والسيادة تسمح بالركض وراء لقمة عيش ولو بعرق يصُب من الجبين ومن القلب والكرامة والسكوت على المظالم . هذه هي قوانين الحياة المفروضة يقبلها فيبقى أو يرفضها فيحل عليه الغضب. المطلوب أن يبقى هذا الإنسان أعمى لا يرى إلا ما يُطلب منه أن يرى فيشكر أسياده والله على نِعمه وعلى بقائه حيًّا حُرّا في تنقله من بيته وعمله وغرف منزله، إن كان في بيته أكثر من غرفة وكان للبيت باب يُفتح ويغلق بقرار منه وليس من عسكر راعيه

هذا الإنسان رأى ما رأى وعانى ما عانى، كلٌّ بحسب موقعه في جغرافية بلاده ، ولكلٍّ ثأرا يختزنه في قلبه وجميع حواسه وهو قابع في ملجئه أو المخيم الذي نزح إليه،  ينتظر. لم ترعَوِ الفئة التي سادت ولم تفهم أن زمنها وَلَّى فاستجارت بمن هو أسوأ منها وراكمت خطاياها وأصبحت رمزا فقط يستعمله من حَلَّ محلها في إدارة البلاد والعباد بذريعة الدفاع عن الحاكم القانوني فدَمَّرت وقتلت وهجرت وزادته سوءًا

ماذا حلَّ بالطائرة الروسية التي إنشطرت قسمين وهي على إرتفاع 10 كيلومترات، لم يسقطها صاروخ ولم تثبت رواية "الخطأ الفني". يقول خبير روسي أنه "لا يستبعد" إنفجارا في قسم الشحن. لا ندري ولا يظهر أن الخبراء يعرفون أكثر منا. بوتين دخل الحرب السورية لمنع الإرهاب أن يصل بلاده وهو يخاف من الفين أو ثلاثة آلاف روسي إنضمُّوا إلى داعش يحاربون إلى جانبها. هل يصح القول أن عملا إرهابيا من على متن الطائرة "لا يجوز إستبعاده"؟ لن يتبرع بوتين بهذه المعلومة إن صَحَّت ولكن التسريبات سِمَة العصر

بِعُهر القوة وُجدت وبه تحكم وتُفاوض وتضع الشروط وتقنص المنافع وتجمع الأقوام ليسمعوا ما تقول وليست إجتماعات فيينا إلا ظاهرة وقحة من ظواهر عِدَّة يبرز فيها القوي بمظهر فاعل الخير،  تُطَبِّل وسائل الإعلام المدفوعة وتُزَمِّر لما يقول القوي للمستمعين الأربعة عشر الذين  إستدعوا على عجل ليُعاد على مسامعهم قول قس بن ساعدة  " أيها الناس اسمعوا وعوا وإذا وعيتم فانتفعوا إنه من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آتٍ آت "؛ و لم يذكروا اسم من مات ولا أسَرُّوا بأُذنٍ عما هو آت وتركوا للسامعين فهم ما هو مقصود

الروسيا وإيران وأميركا أبلغوا الحاضرين ما أبلغوا ولا يزال الناس وصحافتهم ووسائل الإعلام يُحَلِّلون ويختلفون أو يتفقون بانتظار أن يأتيهم التفسير من مراجعه راضين بما قسم الله لهم وبالضحايا التي تسقط بين الفينَتين. الضوء في آخر النفق جاء من السعودية بلسان وزير خارجيتها الذي وضع النقاط على الحروف وأعطى الدنيا بعض الأمل بأن على الأقوياء ان يَرعَووا وإن عاقبة أعمالهم وخيمة


ما الفرق بين الماضي بحكامه المعروفين، صدام وحافظ وابنه بشار والقذافي وغيرهم وبين الحاضر بحكامه الجدد أوباما وبوتين والوالي الفقيه وأعوانهم وداعش وأخواتها؟ الفساد والظلم واحتقار البشر وحاجاتهم والهدم والقتل وما شابه وقد أضيفت إليها موجات الهجرة من العراق وسوريا واليمن بعشرات الملايين الضائعين الجائعين الهاربين مشيا على الأقدام مغامرين بحياة عائلاتهم أو المُبحرين الحالمين بحياة أفضل في أوروبا وقد قبلوا بالغرق ثمنا يدفعونه لهربهم من "فاعلي الخير"؟ التقنيات تحسنت وأساليب القتل تطورت ولا يزال الحاكم يفاوض

نرى أن داعش أصبحت مثلاً يُحتذى في موسكو وواشنطن وطهران بتقنياته وأساليبه وحتى مبادئه وأصبح وجوده ضروري لبقاء الحكام الذين كانوا والذين أتوا عُذرا لمقولة "الحرب على الإرهاب" والذي إن فقد قدرات ومبررات وجوده فقد الحكام عذر وجودهم وهذا لا يتماهى والأهداف التي يسعون لتحقيقها

2/11/2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق