Powered By Blogger

الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

نتنياهو وأوباما يتآمران



لم يجف حبر مقالتنا صباح هذا اليوم حتى بدأت أسوأ توقعاتنا من أخبار تَرِد عن إجتماع أوباما ونتنياهو تطِلُّ برأسها. إستمر الإجتماع لمدة ساعتين ونصف حميميا ويحمل من  الطلبات التي هي أقرب إلى الأوامر ما لا يمكن تصديقه وإن ظهر أن هذه الأوامر بأكثرها لبَّاها أوباما معلنا ذلك جهارا أو بالباطن فَاخفاه  وأضمره ، ولكن من أراد أن يفهم فقد فهم

أوباما بحاجة إنتخابية لنتنيياهو فالحزب الديمقراطي لم يُخفِ ذلك والحاجة إليه على كل حال تتصدر الصحف ، وما قضية فلسطين وأهلها إلا أحد أثمان التفاوض يدفع أهلها ثمنها رضوا  أم لم يرضوا. موازين الأخلاق لم تتبدل من أيام قايين وهابيل،  وها ان قايينان جديدان ينحران هابيلا جديدا ولم يصدِّق أهل البلاد يوما أن الأخلاق أصبحت في خبر كان وأن الناحر جَازّ الرؤوس المعلِن عداءه لكل من هو ليس منه . أبو بكر البغدادي ونتنياهو واوباما والوالي الفقيه وبشار وبوتين وأمثالهم ، كلهم طينة واحدة لا يختلف الواحد عن الآخر مهما حاول أن يُخفي ذلك إلا بأسلوبه وبلاغة لسانه

قايين قتل هابيل الجديد في نفس الساحة التي قتله فيها من ستة آلاف من السنين ويظهر أنه كلما مات قايين قام قايين آخر فهو من هؤلاء الذين لا يستغنى عنهم ، والحالمين في الوظيفة والمنصب كُثيرون ومنهم من ذكرنا وهناك آخرون لا يتسع المقال لذكر من في الرًتل بالإنتظار

المختصر المفيد مؤقّتا أن نتنياهو طلب، ونقول "طلب"تأدبا وأن كان مغايرا للواقع،  أن أوباما مشى وراء نتنياهو بقوله ونقتبس "" أنه ليس من حق إسرائيل بل من واجبها الدفاع عن نفسها وإننا ندين بأشد العبارات أعمال العنف التي يقوم بها الفلسطينيون ضد مواطنين إسرائسليين أبرياء". في هذا واضح أن الحق معه في أقواله لسذاجته وضميره المستتر ولربما نحن لا نفهم ما يجري لأن 75 قتيلا فلسطينيا لا يُعَدوا ضحايا وربما  ماتوا في أسِرَّتهم أوإنتحروا لأن الرصاص يبان على أجسامهم، وهذا ما أراد نتنياهو المجرم أن يُفهِم أوباما البسيط وأقنعه أن هذا ما قام به عسكره لأنهم إرهابيين لحملهم سكاكين مطابخ بيوتهم فقتلوهم، وهذا واجبهموقد خَلَّصوا العالم من شر ما كان  يمكن أن يرتكبوا

طلب نتنياهو أن تضمن أميركا وجود وحضور ومباركة الأسد لأي حلٍّ ينتج عن أي إجتماع دولي يُعقد ويكون موضوعه السلام في سوريا بالتعاون، وفي كل مايختص بالمسألة السورية،  مع رباعي جديد ويشمل روسيا وإيران والنظام األأسدي وإسرائيل. ويظهر أن الأسد ونظامه وإسرائيل ليسا جديدين على التعاون بينهما  ولكنهما  إخفياه بلؤم ووسرية ربما لم يعرف بها إلا قلة لا تزال موالية وصامتة

من الطلبات الأوامر منع إيران من إدخال سلاح إلى سوريا قد يقع في يد حزب الله وهذا على ما يظهر يتواءم مع سياسة أوباما الخارجية بالنسبة للحزب، ولم يكن من الضرورة إثارته

ما يدعو إلى الحزن الشديد أن يقول أوباما بعد اللقاء مع البغيض نتنياهو، وقد تعامل معه كالنِدِّ للنِدّ أو أقل ، وهو ودون مبالغة أقذر من دعَم أعداء البشر الممثلين بإسرائيل القادرة على جر أميركا من أنفها لإعلان إسرائيل دولة يهودية. إن موافقة أوباما على هذا الطلب هو بمثابة إعلان تهجير ما تبقى من عرب فلسطين الذين لم يتركوا البلاد وبقوا في الجزء منها الذي وهب لإسرائيل وأصبح جزءا منها

 إعلان إسرائيل دولة يهودية يختلق من يوافق على القرار حقها بترحيل كل من هو غير يهودي من "أراضيها".  وبهذا " يكتمل النقل بالزعرور" ويصبح كل عربي كان في فلسطين قبل عام 1948 لاجئا في مكان ما

11/11/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق