Powered By Blogger

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

إرثُ أوباما في الشرق الأوسط


إستباقا لوصول نتنياهو وتمهيدا للقائه، أعلن أوباما إلتزامه أمن إسرائيل وحقها بالدفاع عن نفسها ثم إلتقيا وكان الإجتماع حميما أكد فيه "الصداقة القوية والتحالف المتين بينهما" وندد "بأشد العبارات بأعمال العنف التي يقوم بها الفلسطينيون ضد مواطنين إسرائيليين أبرياء"، وأنه لا يزال يهدف إلى تحقيق حل الدولتين وإن "لن يتحقق على الأرجح خلال الأشهر الأخيرة لولايته في السلطة". وكان أن إتفقا على مساعدة عسكرية سنوية لإسرائيل بخمسة مليارات دولارا سنويا بدل الثلاثة مليارات التي تدفع حاليا، لأن إسرائيل يجب أن تكون "مجهزة بشكل أفضل" لمواجهة المخاطر التي يشكلها الإتفاق النووي مع إيران وأيضا وخصوصا من حزب اللله و"حماس"؟

لم يغب عن بالهما وهما يعلنان أنهما يتبنيان حل الدولتين، أن إسرائيل أدخلت على هيكلية مستوطنة "معليه مخماس" شرق مدينة رام الله موادا تضفي صيغة قانونية على بؤرتين إستيطانيتين وتضيف آلاف الوحدات السكنية الجديدة فيها وفي ما يحيط بها من أراضٍ يملكها عرب من أهل البلد. ولمن لا يعرف خريطة الضفة الغربية الفلسطينية يكتشف أن المستوطنات الجديدة تطل على وادي نهر الأردن وهو الغور الفاصل بين فلسطين والأردن.وماذا يتبقى من مساحات لإحدى الدولتين لتقيم عليها سيادتها ولو منزوعة السلاح، كما أوباما ونتنياهو إتفقا؟ .العهر السياسي لم يصل إلى هذا الحد من التردي القبيح حتى أيام إلغاء عنصر الهندي الأحمر من لائحة مكونات الأمة الأميركية

هكذا وبدون خجل  يُغَيِّبان حقوق أهل البلد الممنوع عليهم كل شيء، حتى حق الحياة، في سبيل إستراحة يأخذها أوباما من القضية الفلسطسنيية،  إستراحة  تنتهي يوم تركه للبيت الأبيض ليضع وراءه أعماله وينساها تاركا لغيره مواجهتها . حق اليهود بالدفاع عن أنفسهم "مقدس" ضد "عنف ممارسات الفلسطنيين فيها" ؛ أمر عجيب غريب فعند إلتحام القتال بين جيشين أو فكرتين أو مجموعتين لأي سبب كان ، يتوجب على أحد الفريقين (الفلسطينيون) قبول العنف الممارس ضده فيتحمله كي يبقى الفريق الآخر( اليهود) في حالة حسنة وخلاف ذلك يضع من يدافع عن نفسه في خانة الإرهاب. هذا منطق أوباما؛ حتى نتنياهو لم يخطر على باله منطق خَبِيث  ساقِط وفاسِد وَلئِيم مثل منطق أوباما

فلسطين في سُنَّةِ أوباما حق يهودي ، والعراق  حقٌّ فارسي مذهبي، وسوريا حق مشترك لروسيا وإيران يتفقان أو يتنازعان بينهما ملكيتها أما مصر فلا يؤتمن لها وهو لم يقرر بعد لمن يبيعها ، وهكذا دواليك وهو ينسحب تاركا وراءه ما أنبَتَ من مصائب أكانت تهيئة ظروف إنبات  داعش  أو إلَهي يتبع الوالي الفقيه المرشد الأعلى أو ينازعه ودون داعش لا عذر لإيران في أي مكان . سوق السلاح منتعش وأوباما  يبيع أدوات الموت ويفيد صانعيه ويرتاح

نحن والكل يعرف أن أميركا ليست هكذا ، فهي وحتى الأمس القريب موئِل كل مضطَهد وشعبها طيب منفتح على العالم ، كريم في طبعه يحترم الغير ويحترموه وفيه كما غيرُه مشاكله وطموح أبنائه ولا نعرف كم من هذا الطموح وجد في أوباما رائدا له وكم من مشكلات الناس وجدوا فيه حلا لها. ،نحن نعرف فقط ما أتى به إلى  باقي العالم وما يتركه له من مآسٍ تستمر إلى ما شاء الله. أهذه الرزايا ( ومعناها  المصِيبَةٌ العَظِيمَةٌ ) التي أوقعها إكتسب أصول إيقاعها بعد أن جاء أهله مهاجرين إلى أميركا أم هي من صفات الجذور التي ينتمي إليها؟

السياسة الخارجية لأميركا بغض النظر عن من يخططها أوينفذها ، أكان أوباما أو غيره، هي المشكلة وليس أميركا. هي ما يجعل من حياة البشر كارثة مستدامة ، قتل وتهديم وتهجير ولا يرف جفن مسؤول عن السياسة الخارجية والناس في أميركا يستمرون في دفع الثمن

10/11/2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق