Powered By Blogger

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

تعقيدات وأكاذيب

أيجوز للدول وأربابها وقادتها أن تستعمل الغش في أعمالها تماتا كما يَغُش بائع خضار في ميزانه ويغش بعض السادة في تَقِيَّتهم ، وروسيا تغش بدعوتها لمؤتمر في فيينا لمعالجة القضية السورية ويدخلون الكذب المُنَمَّق في ما يقولون ويعرضون؟ يقولون أن للعالم أن يختار بين داعش والأسد ويَغُضّون النظر عن تقدم داعش في ساحات حلب وحمص وحماة ، تاركين لداعش، عنوان الإرهاب،  المجال في أن تتقدم وتحتل وتقطع طرق مواصلات جيش الحليف السوري المدعو بشار الذي هم يحكمونه ويقودونه ليؤكدوا رواية نسجوها وألَّفوها وأخرجوها دعما لمقولتهم في المؤتمر بأن الخيار لحل الأزمة السورية هو حصرا بين إثنين لا ثالث لهما وأحسنهما سيء، بشار أو داعش؟


والروسيا التي "هبطت " لها طائرة في سيناء وتضرب بما جاءت به من سلاح جو ومن لم يهبط منها, فقط وحصرا, أعداء داعش أصحاب ثورة الشعب التي طالبت ولا تزال بالحرية التي لن تأتي على يد بشار ولا داعش . بشار، حليف إيران منذ ما قبل الثورة بزمان كانت له اليد الطولى في خلق البيئة الحاضنة لها وزوَّدها بمن كان في سجونه من "الإرهابيين"وترك لها فسحة زمنية ومكانية لتستقر فاستقرت  والتحق بها من العراق من "إجتثته" أميركا في إجتياحها عام 2003 ومنهم قيادات عسكرية مهمة من الجيش العراقي المُنحَلّ فإذا بها دولة كاملة الأوصاف ، تسوس المناطق بحسب قناعاتها، وتفرض الضائب و"تذود" عن حدودها وحياضها وحرماتها ومقدَّساتها  ضمانا لسيادتها ضد اعدائها. السؤال هو : ما دور إيران في كل ذلك؟

وإن ذكَرنا "هبوط" الطائرة في سيناء فلنلفت الإنتباه ونؤكد لمن في ذهنه شكوك بأن روسيا الجبارة القوية "ببوتينها "بدأت تدفع ثمن ممارساتها، ومهما قيل ويقال واختلف فيه الخبراء فإن الطائرة إنفجرت في الجو على إرتفاع 31000 قدم وسقطت مباشرة على الأرض في خط مستقيم حاصدة 224 ضحية ممن لا هم في العير ولا في النفير، أبرياء كانوا في إجازة وأعادتهم بلادهم في أكياس بلاستيكية. هم فقط بشر من بلد إعتدى على بلد دون موافقتهم ولا بعلمهم وهم يموتون تاركين وراءهم من سيموت في اليوم مرتين ، كل يوم، لتحيا مصالح بوتين ومشاركوه وأعوانه والحلفاء الذين يختار دون تفكير بالعواقب التي تترتب على بلده لأنه ليس هو من يدفع الثمن

وما يُنَظِّره الروسي يسبُقُه فيه بمراحل أئمة بلاد فارس ذوي الخبرة في جدلية  إعلان الشيء وعكسه وهم يدَّعون أن المشكل سعودي الأصل رُكِّب خصيصا لمَشكَلت المنطقة وإدخالها في فراغ عدم الإستقرار والفوضى بعكس ما هم يقومون به. فإيران ، يقول روحاني،  لم ولن تتدخل عسكريا في سوريا ولا مصلحة لها في سوريا ولا الجوار  وبالتالي مصلحتها ترك الشعب السوري يختار نظامه ورئيسه دون تدخل خارجي. هذا ما يدّعي روحاني وسيده آية الله العظمى ، وإيران وجيوشها وتحت أية تسمية يحاربون، هم هناك رآهم الأموات ويراهم الأحياء وسلاحهم جاهز مشهور على رؤوس العباد ليس في سوريا فقط بل  في العراق حتما وباليمن بالكاد يحكمون فقد خسروا اليمن وهذا يقلقهم وهم على وشك خسارة سوري

 الخسارة المحتومة لصالح الغير، أكان هذا الغير  الشعب السوري أو روسيا لا فرق، هم لن يكونوا هناك بعد إنتهاء القتال ولا يبقى بيدهم إلا العراق والتنافس على العراق قائم ولا نعرف من سيسوسه بعد إستقرار الوضع في سوريا. أما في لبنان فهم لا يحكمون لأن قدراتهم في لبنان مشكوك فيها. ولكنهم يستطيعون وهم الآن يفعلون منع إنتخاب رئيس للجمهورية ومنع مجلس النواب من الإنعقاد ومنع مجلس الوزراء من إتخاذ أي قرار حتى النفايات يمنعون إيجاد حل لجمعها وطمرها لأن أي تحسُّن في الوضع العام يفقدهم قدرتهم على حكم كل البلد

وأوباما لا يختلف في مفاعيل نأيه بأميركا عن الشرق الأوسط وتركه للغير يتقاسمونه ولا عيب عنده في أن يكون أكثر من نصف شعب سوريا مهجر والنصف الثاني يعيش في جوار الجوع والعطش وأقرب ما يكون لحزام الفقر. ولا تتحدث عن العراق التي تقع مسؤولية وضعه مباشرة على أميركا وبالتالي على أوباما ولكن  وكما يقول عمرو بن معد يكرب :؟
لقد أسمعت لو ناديت حيـا.... ولكن لا حياة لمـن تنـادي 

وهو لا يجد داعيا للتدخل لأنه ضنين بدماء أهل بلده، أما دماء الباقين الذين يعيشون على سطحها فسفكها وهدرها مباح

أما الباقي من الشعوب ومنها الأوروبية فقد فقدت شهيتها لإستعباد الناس بعد أن زارها بقصد البقاء فيها نصف مليون لاجيء ويتكاثرون ، لأن المحتاجين للهجرة هم على الأقل نصف الشعب السوري مضافا إليهم ليبيون وتشاديون وصوماليون وفلسطينيون ويمنيون وبعض من جنوب شرق آسيا وهم يُعَدُّوا بالملايين. عندهم بدء مشكلة لم يعانوا منها في السابق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق