Powered By Blogger

الاثنين، 16 نوفمبر 2015

هل من حلول لمآسي البشر؟


الحزن والفجيعة والمصيبة أسياد مشاعر الناس. قبل أسبوع راح ضحية الحرب في سوريا 224 مسافرا على طائرة روسية، وأول أمس راح ضحيتها بانفجار في ضاحية بيروت الجنوبية 46 شخصا وجرح الكثيرون  وليلة البارحة كاتت باريس مسرحا لها فقتل بإنفجارات متتعدة في باريس 128 شخصا  وجرح الكثيرون،  كلهم لا علاقة لهم بحرب سوريا. أبرياء يقتلون وعائلات بأكملها تعيش الحزن واليأس ولا من تشتكي له

أصل كل هذه الحروب فلسطين حيث لا يزال من هو أرذل من داعش يغطي أعماله بإعلامه وإعلام مناصريه في أميركا وأوربا وفي الروسيا ويقتل ما تيَسَّر من شباب ذنبهم أنهم ولدوا في بلدهم فلسطين ولم ينجح في طردهم منها أو إقناعهم بتركها إلى "حيث ألقت رحلها أم قشعم"، فنكَّل بهم وأذلهُم

 ساهمت إسرائيل في إنجاح خُطط كل من له طموحات في حكم بلد ما والسبب الإفتراضي "القضة العربية المركزية" أي فلسطين، فكانت الإنقلابات وحُكم الفرد وبعدها الإجتياحات وبقيت على ما وصلت إليه، إلى أن أتى الربيع العربي وأزال أو حاول إزالة الدكتاتوريات. الربيع هذا أعطى لكل من طالَه الأذى والظلم فرصة كي يشارك في تصحيح أوضاع البلاد وما جنت بحقه، فكان أن تكونت داعش وغيرها وصار ما صار ولم يتذكر من الذين هم في مركز القرار،  أن سبب ما يعاني الجميع منه هو "نشوء دولة إسرائيل " ، الدولة المسخ التي لا تزال تُنَكِّل بما تبقى من أهل فلسطين

وكانت الفورة الدينية التي أنتجت المنظمات المشكو منها كداعش مثلا والتي تنظر إلى كل الغرب المسيحي الذي ساهم في إنشاء إسرائيل ورعايتها وغض النظر عن الإساءات التي قامت بها تجاه العرب الفلسطنيين الذين بأكثريتهم مسلمين وأصبحت هذه المنظمات مبادِرة في حربها والدول لا تزال تفتش على اساليب محابهتها

وما جرى لا يطمئن. حتى ولو حُلَّت القضية الفلسطينية فإن مشكلة الإرهاب لن تُحَلّ لأنها أنتجت مؤسسات كبيرة وقادرة ومستفيدة بعضها بوزن وحجم الدول الأخرى في المنطقة ولا أظن بأنها تتنازل عما أفسح الغرب لهم من ظروف وَضعتها في هذه المنزلة

الحروب لن تحل مشكلة  الإرهاب ولن يحُلُّها جهد فكري مهما سما وعلا أوكان مدروسا ومتقدما. الترياق يأتي عندما تقتنع الشعوب بأن حقوقها وصلتها ولم تعد في حاجة إلى من يساندها ولا يمكن الظن بأن على الناس أن يُقَيِّموا ما يعرض عليهم ويقرروا على ضوء رؤياهم، فلو كان ذلك ممكنا لما تكونت إسرائيل ولا حكم البلاد أناس من غير أهلها ولما كان أوباما وبوتين والمعمَّمون وأشباه الرجال الآخرين أمثال بشار ومُعمَّر وصدام وبريمر والمخلوع صالح ومن تعاقب على مصر من حكام أولهم إستورد من ألبانيا وآخرهم ضابط لا نعرف عنه ما يفيدنا في حكمنا له أو عليه

ويتفجع المستهدفون  أينما كانوا في الغرب أو هنا مما يلاقون ونحو نتفجع معهم لأننا نعرف أوجاع معاناتهم وقد مرَّت بنا مثيلاتها وأكبر منها ولا نزال نعاني ونتفجع وهم لا يأبهون. لا نتمنّى لهم ما يتعرضون له من قتل ورعب فالمشكل ليس في يدنا بل بيد حكام هذا العالم الذي لم تختَر العناية الإلهية من هم أنقى وأصفى وأكثر فهما لمصائب الغير

إلى أن يأتي الى رأس الدول الكبرى ويديرها بشَر من طينة تختلف عما هو موجود ويأخذوا من المبادرات ما هو مفيد للعالم كله وليس مفيدا فقط وحصرا لدولهم ، فإن علينا أن ننتظر ونتوجَّع ، نحن وهم وناسنا وناسهم فردا فردا

15/11/2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق