Powered By Blogger

السبت، 21 نوفمبر 2015

الدول الكبرى ومَا يُسْتَقْبَحُ ذِكْرُهُ

   
إستلشاق الدول الكبرى التي لا ينقصها الجهر بقلة الذوق وفرض ما يعِنُّ على بالهم من أوامر يصدرونها  ويبلغونها إلى  من يستضعفون من دول ولا تهمها  حقوق الأمم ولا حقوق  شعوبها ، غريب عجيب أمرهم فإنهم ينسون كم من دولة دالت لظلمها فلم تجد من يدافع عنها أو يسندها ، ولا بد أن هذا المراح  وهذا الموقف يجيب  على أسئلة يطرحونها من نوع لماذا يكرهوننا

بالأمس أبلغت روسيا مطار بيروت الدولي مباشرة وليس بالطرق الدبلوماسية المعتمدة ، أن بحريتها تجري مناورات عسكرية لمدة ثلاثة أيام وعليه تُحَظِّر الطيران من وإلى مطار بيروت الدولي  لمدة الأيام الثلاثة المحجوزة لعملياتها العسكرية بدءا من منتصف ليل 20/ 21 الجاري

وزير خارجية لبنان في موسكو بدعوة رسمية ويظهر أنه لم يُبَلَّغ لِعِلَّة أنه يمثل بلدا لم يتهيأ لرفض الفرض،  أو أنه تبلِّغ ووافق أو رفض والقراران بالنسبة للمضبف سيان فهم لم يبلغوه أصلا للحصول على موافقته، فقط للبروتوكول الذي بموجب نصِّه الروسي يستخف بمن هم دونه قوة أو وقاحة

رفضت الحكومة الإمتثال لهذا الحظر ولكنها إضطرت لتغيير مسارات الطيران خوفا من "تياسة ووقاحة لامتناهية" قد تُعَرِّض الطائرات وركابها من أخطار اللفتة الروسية القبيحة لبلد حر سيد مستقل إسمه لبنان. يأتون بطائراتهم وأساطيلهم يحاربون إلى جانب مجرم كأسياد بلادهم ويتمددون. لبنان لا قنابل ذرية عنده ولا حليف له يمنع الضرر عنه

لو بُلِّغت إسرائيل كما لبنان لقامت قيامة الدنيا ولم تقعد والبيت الأبيض يكون ألغى كل مواعيده لدرء الخطر ومنع الإمتثال للأمر الصادر حتى لو إقتضى ذلك مواجهة تأخذ الدنيا إلى حافة حرب لا تبقي ولا تذر

أيريدون من الناس، بعد إذلالهم ومنعهم من السفر والإسترزاق بعد أن منعوا العمل عنهم في بلدهم أن يُصفقوا لهم كلما قصفوا مدينة أو قرية وقتلوا وهجَّروا وربما قتلوا بعضا من أفرادٍ من داعش، أم يصفقوا عندما تهوي طائراتهم أو ينجح إرهابي في إيقاع المصائب عليهم وبأهلهم؟

لبنان لا يُعامل هكذا. على الجميع إحترامه وإن أبلوا البلاء الحسن في تفريق مكوناته ووضع بعضهم في خلاف كبير مع الآخر  فلبنان عاصر التاريخ إن لم نقل دون تبجُّح أن التاريخ عاصره وهو باقٍ لأن طبيعة العالم والبشر فيه أن تنحو نحو الحقيقة وفي المُحَصِّلة لا تقبل ولا تعيش العهر السائد التي تُسَوِّقه الدول التي لا يهمها البشر إن عاشوا أو ماتوا أو لحق بهم من الهوان ما تيَسّر. فهذا كل ما لديهم يقدمونه ولا يستطاع طلب أكثر منه لآنهم لا يملكونه. يملكون السيف والمدفع والصاروخ وكلها تتنافى وما يفتقدونه من كرم الخلق والضمير والإيمان بمن أعطاهم الحياة

يصَح قول التميمي فيهم لأنهم لا يملكون من الجود ما يَصِحُّ ذكره

ما كلف الله نفسًا فوق طاقتها *** ولا تجود يد إلاّ بما تجد
21/11/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق