Powered By Blogger

السبت، 7 نوفمبر 2015

مأزق تتلوه مآزق


في معرض إنتشال الأسد من بؤرة وقع فيها وساعده من ساعده في وقعته، تبين أن بعض المساعدة أتت بفظاظة وبعضها بالتخطيط، وما الطائرة الروسية والنفايات اللبنانية إلا وجهان لعملة واحدة بهدف واحد وإن لم تأتِ نتائج الجهود التي بذلوها بما هم يريدون. نقول ذلك مقدمة لهذا المقال

سوريا ليست وحيدة في مأزقها وحربها فالى جانبها  وملازما لها لبنان،  لحقته اليمن وسبقه العراق ومصر وليبيا والآن سوريا بوجه جديد. .اوباما اعتزل وبوتين استلم

الربيع العربي فاجأهم فلم يفكروا أو يعملوا بعقل لفهم غرض الثورة ولا مداها  ولا مُسبباتها  ولا الإنتفاضات الشعبية المختلفة ونشوء مؤسساتها ومنظماتها ولا تلك التي نشأت بتدخل خارجي لأسباب لا علاقة لها بالثورة وإنما لسهولة استغلال وجودها والفراغات التي تفرزها.  لكنهم تصرفوا كالعادة بالكثير من الصبيانية والقليل من التخطيط

في منظارهم لم تكن ثورة ليبيا كما توقعوا ولما صار ما صار شهروا السيوف وهدموا ليبيا وتركوها للقبائل وأصحاب المذاهب وهم يتفرجون، تماما كما جرى في العراق قبلا مع فارق أنهم هم من نهبوا العراق وسلموه لجزاريه وناهبيه الذين عينوهم و الذين جاؤوا بهم من إيران

 واليمن بدأت بالغليان بتدخُل من إيران التي إستغلت الزيديين الشيعة فأعطتهم وسائل وآلات الحرب ودعموها بعسكر منهم فاحتلوها بالكامل قبل أن نسمع من غير أهل اليمن خبرا عمّا يجري. وتدخلَّت السعودية وردَّت الصاع صاعين وبدأ نجم إيران يأفل كما بدأ نفوذها يتراجع وبسرعة فيها كما في سوريا الواقف نظامها على مهوار. مواقف العرب منها ومن سوريا  تثير هذه الأيام غضبا شديدا تظهره وسائل إعلام المرشد الأعلى صاحب القرار

إيران الآن تتخبط في مشاكلها ومصائب جرَّتها على نفسها في محيطها العربي ولم تعد مقبولة لا سياسيا ولا إجتماعيا إلا حيث هي مُحتلة وفي نطاق إحتلالها. في 4 تشرين الثاني ومراسم ذكرى الإستيلاء على السفارة الأميركية، سفارة "الشيطان الأكبر"، ركّزت الإحتفالات أكثر على المملكة السعودية منها على أميركا. وهي على ما أعلنه "تير برس" الإيراني أن خسائر الحرس الثوري في سوريا تخطت 420 قتيلا وهي تتحول إلى مصيدة لجنرالات إيران. وفي  داخل إيران الأجواء ملبَّدة وقد سئم الناس من العيش بحزام مشدود وفم مسدود

لبنان يواجه منذ سنوات خطة ترمي إلى إعادته إلى الحظيرة السورية الإيرانية بواسطة حزب الله المنتشر فيه والقادر على تعطيل مؤسسات الدولة من مجلس النواب إلى الحكومة ومنع إنتخاب رئيس للحمهورية كما يمنع مباشرة أو مداورة وبواسطة من يتبعه من أحزاب إشتراهم ويقودهم ، يمنع حل أية مشكلة تؤثر على البلد ومواطنيه. وآخر "الحرتقات" منع لمِّ النفايات وتركها في الشوارع وأمام بيوت الناس . النفايات لم تجد لها مطمرا ، والآن يُعرض على الدولة مشروع ترحيلها،  أي تصديرها إلى الخارج،  ولا يظهر من المداولات الجارية أن الأمر سهل بل هو معقد فنيا ومكلف ماديا وهو ممكن فقط"سوريا" .؟

التصدير يقتضي إتفاق الحكومة رسميا مع النظام السوري وهذا صعب سياسيا وقد "يخربط" البلد ونظامه بوجود خلاف جوهري وعامودي يقسم البلد قسمان لا يلتقيان . والمسار طويل يبدأ بالتفاوض ومن ثم وإن حصل توافق يوقع الإتفاق ثم تصَدَّر النفايات ولا نعرف لا تكلفة الطمر بعد الجمع والنقل إلى الموقع الذي يتفق عليه ولا الجدية في قبول النفايات المصدرة بعد توقيع الإتفاق. وقد تكون فخّأ لإطالة الأزمة وباقي الأزمات التي يعاني لبنان منها  لتسقط الدولة في أيدي الحزب الإيراني

روسيا في مستنقع لا نرى خلاصا منه إلا بإعلان الفشل وهذا ما لن يأخذه بوتين على سبيل الجد. فشل مشروع إنقاذ الأسد بالتدخل وكان من المنتظر أن تكون هناك إندفاعة كبرى للنظام تترجم بمكاسب أرضية واضحة وهذا لم يحدث. ومع تراجع التوقعات وعودة تهديد "الإرهاب"جاءت حادثة الطائرة لتصب الزيت على نار الأزمة، فحسابات المعركة لم تأخذ بالإعتبار أن توسيع الحرب ورقعته بدخولها الساحة السورية سيقابله الخصم بتوسيع دوائر المواجهة أينما  تمَكَّن وبأي سلاح وبغض النظر عن كلفته وفي مناطق خارج أماكن القتال. سقوط الطائرة في سيناء ينَغِّص على بوتين حياته وربما يتعلم منها ما قد يفيده بالسياسة

7/11/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق