Powered By Blogger

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

السوريالية السياسية والهستيريا العسكرية


ما يجري في العالم تفسيره سهل ممتنع. سهل لأن كل مايجري يصلنا ونعرف عنه ونراه حال حصوله ،وممتنع لآن لا تفسير لما نسمع ونرى إلا إذا فرضنا أن الجنون سمة الثقافة السياسية اليوم فكل ديك على مزبلته صياح وكل يغني على ليلاه والأصوات تختلط والحكمة تبتعد والعقل غائب عن السمع ودافع الثمن في ضياع والساحات تتسع وأعداد دافعي الثمن تزداد

نتنياهو في فلسطين يزداد وقاحة وجنونا. بالأمس زاره كيري فابلغه ان "لب المشكلة" يكمن في حملة "الحقد" حول الحرم القدسي. واكد ان نتانياهو يربط بين "بوادر التهدئة" واعتراف المجتمع الدولي وبالتالي واشنطن بحق اسرائيل في البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى التي تريد اسرائيل الاحتفاظ بها في حال التوصل الى حل للنزاع. ودان كيري من جانبه وبشدة الهجمات الفلسطينية قائلاً "لا ينبغي لاحد ان يعيش يوميا مع اعمال عنف وهجمات في الشارع يتم تنفيذها باستخدام السكاكين والمقصات او السيارات. هذه الاعمال الارهابية تستحق الادانة، واود ان اعبر هنا عن الادانة الكاملة لاي عمل ارهابي يحصد ارواح ابرياء" . الأبرياء بقاموس كيري وأوباما هم محتَلِّوا الضفة وكل ما يطلبه "المدانون المعتدون " هو رحيل نتنياهو ودولته عنهم وتركهم يعيشون مشاكل حياتهم بحرية

وآخران،  قيصر الروسيا المُنفَعِل الغاضب لأن ما نوى عليه لم يحصل والثمن أكبر مما ظَنّ، والخليفة العثماني الذي يواجه ما لم يكن يتوقَّع إذ دخل الدب الروسي ليقاتله ويقاتل الجيش السوري الحر داعما بشار بدون مواربة ، أي أنه بالفعل يحارب أيضا أهداف تركيا ويُصَعِّبها والبَطَلان "كأنهما جبلان" عاشا على شفير جرفٍ هارٍ. أما وقد حالفهم الخطأ فقد كان الثمن علاقات تَرَدَّت وطائرة روسية مقاتلة أَسقطتها تركييا والقيامة قائمة وعدد قتلى القيصر يزداد يوما بعد يوم

وكسرى الجديد وقد أيقظت طموحاته لإعادة الإمبراطورية ما ورث عن خلفه من مذهب يولّيه الحكم دون منازع وهو الولي الفقيه الحاكم بأمره في الدنيا والآخرة ، بَعثر ماله وقدراته للوصول إلى هدفه المعلن،  واحتَلَّ العراق بمؤازرة من أميركا واستولى على اليمن بعد أن دَرَّب وأهَّل ومَوَّل الزيديين الشيعة، وأنشأ حزب الله وبه تمكن من نشر نفوذه بعيدا وهو الآن في آخر زمان تدخله لإحتلال سوريا بعد أن قللَّ من حظوظه بِنَصر إلهي أو عسكري هبوط قيصر روسيا عليه هبوط الصاعقة فحَجَّمَ دوره

 لقيصر طموحات في سوريا والمنطقة يعرفها الوالي الفقيه ويعرف أن طموحاته كلها ، في اليمن وسوريا،  والعراق وإن لم يلحق به بعد ما لحق بغيره ، فإن لإيران مخاوف بشأنها وبشأن منزلتها في الدنيا ، ودلالات الضعف بدأت تنخر في عظامها ويأس يَدُبُّ في آمالها وقد تنحسر قواها لتعود إلى ما كانت عليه قبل ثورتها المذهبية تاركة الساحة بعضها للدب الروسي والباقي للبشر أصحابها وحصتها فيها أضأل من أن تستحق بذل المزيد مما لم تعد تملك

أما بشار فلم يعد ذكره واردا وفي هذا نشمل الكثيرين من زعماء السنين الغابرة والتي كان للربيع العربي ما كان من كنسها ورميها في نفايات التاريخ وغياهبه. ديمقراطية أميركا ستأخذ في طريقها أوباما وكيري ومن لفّ لفهما فاتحة الطريق لمن سيأتي لِيُصلح ما خرَّبوه

25/11/2015 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق